سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حربُ غزة اختبارُ مواقف وفرصةٌ للصحوةِ العربيّةِ

رامان آزاد_

عمليّة “طوفان الأقصى” كانت كبيرةً في نتائجها، ومباغتة في وقوعها، والخسارةُ الإسرائيليّة كبيرةٌ، يصعبُ تعويضها، ويمكن تقييمها بأنّها انتكاسةٌ استخباراتيّة وعسكريّة، ومن الصعبِ أيضاً أن تثأر إسرائيل لنفسها، وكشفتِ الحربُ في غزة طبيعةَ الصراعات والتوتر بالمنطقةِ، وفرضت معطىً جديداً يؤكد التباينَ بين مواقف القوى الإقليميّة (السعودية، إيران، تركيا)، واختلاف مستويات رفضها للحرب، وفرضت مراجعة عربيّة لمجملِ المشكلات والأزمات.
فاتورة دم كبيرة
أقصى ما يمكن أن تفعله إسرائيل، هو الإسراف بالقصفِ الجويّ والصاروخيّ، ولن يؤديَ ذلك إلا لمزيدٍ من الضحايا المدنيين، كما في قصفِ المشفى الأهلي المعمدانيّ، الذي أودى بحياةِ 471 شخصاً، وإصابة أكثر من 300 3 شخص. وقالت وزارة الصحة الفلسطينيّة الجمعة 27/10/2023: “إنّ عدد ضحايا القصفِ الإسرائيليّ المستمر على قطاع غزة بلغ 7326 شهيداً، منهم 3038 طفلاً، و1726 امرأة، و18967 مصاباً، إضافة لتلقي 1700 بلاغ عن مفقودين، منهم 940 طفلاً ما زالوا تحت الأنقاض. فيما أعلنت السلطات الإسرائيلية مقتل أكثر من 1400 شخص، معظمهم مدنيون قضوا باليوم الأول لهجوم الحركة”.
رفضت وزارة الصحة في قطاع غزة تشكيكَ الرئيس الأمريكيّ جو بايدن، والجيش الإسرائيليّ بأعداد القتلى بقطاع غزة، مساء الخميس 26/10/2023، وردّت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة، على التقارير المشككة بدقةِ حصيلة ضحايا القصف الإسرائيليّ على قطاع غزة، وقد ذكر مفوضها العام فيليب لازاريني، أنَّ “الأرقام التي قدمتها الوزارة خلال نزاعات سابقة أثبتت صحتها”.
ومعلومٌ أنّ الخسائر في صفوفِ المدنيين لها تأثيرٌ مباشرٌ بتغييرِ الرأي العام العالميّ، ولكن ليس المواقف كليّاً، أي بما يشكّلُ ضغطاً، قد يفضي إلى مسارٍ تفاوضيّ، ووقفِ إطلاقِ النار.
وأعربتِ الأمم المتحدة الجمعة 27/10/2023، عن قلقها من أنّ “جرائم حرب” قد ترتكب في النزاع بين إسرائيل وحركة حماس. وحذّرت الأمم المتحدة من الحصار المتشدد، الذي تفرضه إسرائيل على غزة، المنطقة الصغيرة، التي تقصفها بشكلٍ متواصل، مشيرةً أنّ تداعيات ذلك؛ قد سببت وحدها بمزيد من الضحايا الفلسطينيين.
وقالت الناطقة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة رافينا شمداساني: “نحن قلقون أن تكون هناك جرائم حرب ترتكب، إننا قلقون حيال العقاب الجماعي لأهالي غزة؛ رداً على هجمات حماس “الوحشيّة”، التي ترتقي أيضاً إلى جرائم حرب”.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد قمة للاتحاد الأوروبيّ في بروكسل: “إن عدة دول أوروبية تتطلع إلى بناء “تحالف إنساني” فيما يتعلق بغزة، وإن محادثات تجري مع قبرص واليونان بشأن هذا الأمر”. مشيراً إلى أنَّ قبرص يمكن أن تكون بمثابة قاعدة للعمليات الإنسانيّة، وجاء ذلك عقب طرح الرئيس الفرنسيّ خلال زيارته لإسرائيل فكرة تشكيل تحالف دوليّ لمكافحة الإرهاب ضد حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، والتي لقيت قبولاً من اليمين التقليديّ مع اعترافه بصعوبة تحقيق ذلك، وانتقدها اليسار واليمين المتطرف.
احتمال الغزو البريّ وتحدياته
التوغل البريّ يعني تحييدَ الطيران والصواريخ لدرجةٍ كبيرة وبالتالي انخفاض سويةِ الفرقِ بالقوةِ لدرجةِ التعادلِ، والأفضليّةِ للمدافعِ، وليس المهاجمِ، لأنّ المدافعَ يفترض أن يكونَ قد أعدَّ نفسه جيداً، وهذا أحد أسباب التريث باتخاذ القرار، فإسرائيل تريد التقدم في أرضٍ محروقة!
وعلى مدار الأيام الماضية، كثف قادة الجيش الإسرائيلي ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الحديث عن الاستعداد للتوغل البريّ داخل قطاع غزة، والقضاء على حركة “حماس” وقدراتها العسكرية، وإنهاء حكمها، ولكن لم تبدأ أيّ خطوة فعليّة على الأرض. وبدأت تظهر خلافات داخل الجيش، وتردد في القرار إضافة لتدخلات أمريكيّة تطالبُ بتأجيلِ الهجومِ.
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الخميس، نقلاً عن ضباط عسكريين، ومسؤولين إسرائيليين، لم تكشف هويتهم، أنّ “العسكريين والسياسيين منقسمون” بشأن التوغل البريّ في قطاع غزة، رغم جاهزيّة الجيش. وقالت الصحيفة: إنّ “القادة السياسيين والعسكريين مختلفون حول كيفيّة التوغل، ومتى يجب أن يكون، وحتى إذا ما كان التوغل ضروريّاً للرد على هجمات حماس”. وقالوا: إنَّ “تأجيل التوغل البريّ الإسرائيلي لقطاع غزة، يهدف إلى منح المفاوضين مزيداً من الوقت لمحاولة تأمين إطلاق سراح المختطفين من حركة حماس في القطاع”.
ويعتقد محللون، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتانياهو، “يشعر بالقلق من إعطاء الضوء الأخضر من جانب واحد؛ لأنه مع تراجع ثقة الجمهور بقيادته؛ يخشى إلقاء اللوم عليه بحال فشل العملية البريّة”.
وقد كشف استطلاع جديد للرأي لصحيفة معاريف الإسرائيلية الجمعة 27/10/2023، أنّ 49% من الإسرائيليين يؤيدون الهجوم البريّ على غزة. مقابل تأييد 65% في استطلاع يوم 19/10/2023، وفسّرت معاريف التراجع في تأييد العملية البرية، بأنه “من شبه المؤكد أنّ التطورات المتعلقة بمسألة الرهائن، التي تتصدر جدول الأعمال الآن، كان لها تأثير كبير على هذا التحول” بالرأي.
وقال وزير الدفاع الإسرائيليّ يوآف غالانت، في مؤتمر صحفيّ الخميس، إنّ العمليةِ البريّةِ في قطاع غزة ستبدأ “عندما تتهيأ الظروف لذلك”. ورفضَ الإجابةَ عن سؤالٍ بشأنِ تأثير ذلك على جهود تحرير الأسرى المحتجزين لدى حركة “حماس”. وأضاف أنَّ “المؤسسةَ الأمنيّة تستعد للخطواتِ التاليةِ في الحربِ ضد حماس”، واصفاً الحربَ بأنّها وجوديّة بالقول: إنّها “حرب من أجل الوطن، إما نحن أو هم، وسننتصر”.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكيّة عن مصادر مطلعة قولها: إنَّ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن حمل إلى “إسرائيل” نصيحة واشنطن بتأجيل عمليتها البريّة في القطاع. وكان المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أعلن أنَّ واشنطن أرسلت عدداً قليلاً من المستشارين العسكريين إلى “إسرائيل”؛ لتقديم المشورة بخصوص العملية البريّة.
ووافقت إسرائيل على طلب من الولايات المتحدة لتأجيل توغلها البري المزمع في غزة مؤقتاً؛ لمنح واشنطن مزيداً من الوقتِ لنشر أنظمة دفاع جويّ إضافيّة لحماية قواتها في المنطقة، وفقا لتقرير نُشر الأربعاء.
أعلن الجيش الإسرائيليّ، صباح الجمعة، أنَّ قواته العسكريّة انسحبت من قطاع غزة بعد تنفيذ توغلٍ بريّ في القطاع، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيليّ، الخميس، إنَّ “قوات برية” الإسرائيلية قامت بـ”توغل كبير نسبيّاً في قطاع غزة” خلال الليلة الماضية.
واستدعت إسرائيل زهاء 360 ألف شخص من الاحتياط، وحشدت جنودها عند الحدود مع غزة تمهيدا لهجوم بري محتمل، ردا على هجمات شنتها حركة حماس يوم السابع من تشرين الأول. وقالت مصادر في سلاح الجو الإسرائيلي: إن أكثر من عشرة آلاف موقع تابع لحركة حماس، وفصائل فلسطينية أخرى استُهدف منذ بداية الحرب.
تشكّلُ الأنفاقُ مصدرَ قوةِ حماس وتحدياً كبيراً أمام الجيش الإسرائيلي، فقد تم حفر شبكة معقدة من الأنفاق، تحت الأرضِ. ولا يُعرف حجمُ مدينة حماس تحت الأرض أو طول أنفاقها، وتُصف بأنّها رئة حماس وسلاحها، وقد لعبت دوراً محوريّاً في كلّ هجوم تواجهه. ووصفها بعض الخبراء بكونها شريان حياة حماس. فمدينة الأنفاق تحت غزة عبارة عن “شبكة عنكبوت” حسب وصف رهينة أفرج عنها مؤخراً وأضاف: “أنفاق كثيرة جداً، سرنا كيلومترات تحت الأرض”.
 الأنفاق ملجأ آمن لإخفاء الرهائن، وقد استخدمتها حماس عام 2006 لأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. ومنذ ذلك الوقت سعت إسرائيل لتدمير الأنفاق لكنها لم تنجح.
وقال أمير أفيفي القائد السابق بالجيش الإسرائيليّ: “توجد مدينة كاملة أسفل غزة على عمق 40 ــ50 م. ثمة مخابئ ومقرات ومخازن وبالطبع هي متصلة بأكثر من ألف موقع لإطلاق الصواريخ”. وقدّرت مصادر أخرى عمق الأنفاق بنحو 80 م.
هذه الحرب هي لدرجةٍ كبيرة مواجهةٌ بين القوةِ والتقنياتِ الحديثة، مقابل الجرأة والاستعداد للموتِ في معركةِ البقاء… وبعد ثلاثة أسابيع يتواصلُ القصفُ الجويّ بقوةٍ تمهيداً للتوغلِ البريّ، ولكن لا ضمانَ لتحقيق كامل الأهدافِ، فهذه الحربُ تؤكد مجدداً أنّ الجيوشَ النظاميّة المزوّدة بتقنياتٍ حديثةٍ ومتطورةٍ، لا يمكنها ضمانُ الحمايةِ أو الردعِ. ولم تمنع وصول صواريخ “حماس” يومياً إلى تل أبيب، ومدن وسط البلاد، وأُغلق مطار تل أبيب لبعض الوقت بسبب القصف الصاروخيّ
الهدف، الذي حددته إسرائيل إنهاء وجود حماس، ودعا الجيش الإسرائيليّ الفلسطينيين لإخلاء شمال غزة باتجاه الجنوب، وطرحِ الترحيلَ الفلسطينيّ من غزة إلى سيناء ومن الضفة الغربيّة إلى الأردن، والذي قوبل برفض مصريّ وأردني لما ينطوي عليه من تصفية للقضية الفلسطينيّة. وبذلك فإنّه التوصل لوقف إطلاق النار، ولو بعد حين مع بقاء حماس، ولو كبرت الخسائر فإسرائيل خاسرة، لأنّها حددت هدفها مسبقاً.

ساعة الحقيقة وتصحيح البوصلة
القضية الفلسطينيّة، هي قضية العرب المركزيّة، ولها أهمية متقدمة فيما يتعلق بالشعوب الإسلاميّة، ويفترض أن تكون معيارَ العلاقات العربيّة مع دول العالم. ولذلك ستؤثر نتائجُ الحربِ في العلاقاتِ على مستوى الشرق الأوسط، وتعيد صياغتها، وتغيّر التموضعات، ولعلها تكونُ فرصة استثنائيّة لربطها بقضايا أخرى شائكة بالمنطقةِ، ودفعها إلى مساراتِ الحلّ السياسيّ، بعد التيقن من عبثيّةِ الحروبِ!
تجاوزتِ الحربُ في غزة الخلافَ المذهبيّ (السنيّ ــ الشيعيّ)، إلا أنّ إخوان سوريا المحشورين في خانةِ المذهبيّة والولاء لأنقرة، لم تتجاوز مواقفهم الفقاعات الإعلاميّة، ولم يتغير موقفهم، وظلوا على ولائهم لأنقرة على حساب القضايا العربيّة، فالإسلام مختزل بتركيا. وهذا الموقف النمطيّ ليس غريباً على التنظيم، الذي أُسِّس عام 1928 بسبب الولاء للدولة العثمانيّة، التي أعلن أتاتورك إنهاءها.
اعتماد القضية الفلسطينيّة معياراً للعلاقات العربيّة يستوجبُ مراجعةً عربيّة للعلاقة مع تركيا وفقاً لاصطفافها والأخذ بالاعتبار تدخلها، واحتلالها لأراضٍ سوريّة، وتأكيد أنّ العلاقة التركيّة انحصرت بدعمِ الإخوان المسلمين، فرغم الشعارات، التي ترفعها أنقرة في دعم القضية الفلسطينيّة، إلا أنّها لا ترغب بخسارة إسرائيل، وهذا ما يؤكده موقفها المتدني جداً سياسيّاً في ساعةِ الحقيقةِ، فلم تتجاوز الزوابع الإعلاميّة والخطابات الحماسيّة، وفيما تملك أنقرة إمكانية التصعيد السياسيّ، وقطع العلاقات الدبلوماسيّة، والتجاريّة مع إسرائيل، إلا أنّ أقصى درجة للتصعيد تجلّى بالدعوة لتنظيم مظاهرة كبرى في إسطنبول، ودعوة بعض رؤساء الدول للمشاركة فيها.
الفلسطينيون معنيون بمراجعة مواقف تأييد أنقرة، واحتلال مناطق سوريّة، وتمويل الاستيطان في المناطق، التي تحتلها أنقرة، وخاصة عفرين لأسبابٍ مذهبيّةٍ، والحرب في غزة هي ساعة الصحوةِ، وتصحيح البوصلةِ الفلسطينيّة فيما يتصلُ بالعلاقةِ مع أنقرة، وتوقف التمويل الفلسطينيّ لمشاريع الاستيطان التركيّة.
عربيّاً، الحربُ في غزة فرصةٌ للمراجعة بعد أكثر من عقدٍ على غياب القضيةِ الفلسطينيّة عن الأوساط العربيّة، لينطلقَ قطار التطبيع العربيّ، ويعلنَ الرئيس الأمريكيّ ترامب في 27/1/2020 صفقة القرن (إبراهام)، فيما كان إعلانُ الممر الاقتصاديّ الهنديّ الذي يبدأ بمدينة مومباي الهنديّة، الذي يمر بالإمارات، والسعودية، والأردن، ومن منها إلى ميناء حيفا ومنها إلى أوروبا استكمالاً لمسار التطبيع، وبعبارة أخرى هذه الحرب دليلٌ إضافيّ أنّ الربيعَ العربيّ مجرد عنوانٍ لربيعِ التطبيعِ! وأنّ الكلّ أخطأ بتقييم الوضع والموقف والسلوك!
وعمليّاً تجمدت جهود التطبيع بعد الحرب في غزة، وثبت عدم إمكانيّة تجاوزِ القضية الفلسطينيّة، والقفز فوقها، فهي أساس الصراع والاضطرابات بالمنطقة.

مناوشات إيرانيّة أمريكيّة
بعد سلسلة الهجمات الأخيرة، التي تعرضت لها القوات الأمريكيّة وخاصة بعد بدء الحرب في غزة، بادر البنتاغون لنشر نحو عشر منظومات دفاع جويّ لحمايةِ القوات في العراق، وسوريا، والكويت، والأردن، والسعودية، والإمارات من قصفِ الصواريخ.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر: إنّ القوات الأمريكية وقوات التحالف الدوليّ هوجمت 12 مرة في العراق، وأربع مرّات في سوريا”، موضحاً أنّ الهجمات نُفّذت بطائرات مسيّرة وصواريخ. وأضاف رايدر أنّ “آخر هذه الهجمات وقع الخميس 26/10/2023، في إقليم كردستان، وسبب أضراراً طفيفة في البنية التحتيّة دون أن يسبّبَ أيّ خسائر بشريةٍ”.
وصباح الجمعة استهدفت الطائرات الأمريكيّة بأربع غاراتٍ جويّةٍ، معسكراً لإيران في منطقة الميادين، ومركزاً عسكرياً تابعاً للحرس الثوريّ الإيرانيّ في بادية العشارة بريف دير الزور.
وتبّنت معظم الهجمات، مجموعة تسمّي نفسها “المقاومة الإسلاميّة في العراق”. ورغم إعلانها عدم الارتباط بأي طرف، يؤكد البنتاغون وقوفَ إيران خلف منفّذي هذه الهجمات.
طهران التي تموّل وتدرب وتسيطر، إلى درجة ما، على عدد من المليشيات الشيعيّة، أبرزها حزب الله اللبنانيّ، وجّهت مؤخراً تحذيراتٍ شديدة بأنّ الهجوم الإسرائيليّ على غزة لن يمر دون حساب. وهو تهديدٌ ضمنيّ، بأنّ حزب الله قد يفتح الجبهة الشماليّة، إذا اجتاحت إسرائيل غزة، فيضطرها للحربِ على جبهتين. وبعد حرب تموز 2006م، التي شهدت تدمير الدبابات الإسرائيليّة، أعاد حزب الله تسليح مقاتليه بدعم إيرانيّ. ويعتقد أنّ لديه اليوم نحو 150 ألف قذيفة وصاروخ، الكثير منها طويل المدى وعالي التوجيه.
وهددت مجموعات مسلحة مقرّبة من إيران بمهاجمة المصالح الأمريكيّة، وشددت “كتائب حزب الله”، أحد أبرز فصائل الحشد الشعبيّ، على ضرورة مغادرة القوات الأمريكيّة العراق.
تتجاوز الحربُ في غزة أبعادها المحليّة؛ لتكونَ اختباراً كبيراً للقوى الكبرى، وكشفت زيارةُ الرئيس الأمريكيّ إلى إسرائيل، وزيارة وزير الخارجية الإيرانيّ إلى المنطقة حقيقةَ طرفي المواجهة. وأعلن بايدن دعم إسرائيل دون وعدٍ بالتدخل المباشر، لأنّه ينطوي على مخاطرة كبرى، ويجعل المصالح الأمريكيّة بالمنطقة في مرمى الاستهداف، بالمقابل هناك تحالفٌ استعدَّ لهذه المعركة واتفق حولها، وتُرِك لحركةِ حماس تقدير التفاصيل، ولا يمكن تصور أنّ حماس اتخذت القرارَ منفردة.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle