No Result
View All Result
المشاهدات 3
محمد القادري_
يقول الله سبحانه وتعالى، في كتابه الكريم: “وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”، إن الاتقان في العمل، هو من أهم الأساسيات في الدين الإسلامي، حيث يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”، بحيث يكون العمل على أتم الوجوه، وألا يكون ناقصاً في وقته، أو جودته، أو مواصفاته، حيث يدخل النقص في كل ذلك في باب الخداع، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم، مر في السوق، فرأى أحدهم قد عرض بضاعته الجافة أمام أعين الناس، والمبللة خلفها، فنهره وقال: “من غشنا فليس منا”، فكل أنواع الغش في الأعمال سواء كانت “التجارية، أو الصناعية، أو مجال البناء وغيره”، يكون غشاً واضحاً، بعيداً عن النزاهة والإتقان، وكذلك أخذ ما لا يحق للإنسان أخذه على عمله أيضاً يعدُّ خيانة وغدراً، فقد روي إن النبي صلى الله عليه وسلم، بعث رجلاً كي يجبي له الزكاة، فلما رجع، قال للنبي: “هذا هو زكاة تلك العشيرة، وهذه الأخرى هدية لي”، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “هذا مَالُكُمْ وهذه هَدِيَّةٌ”. فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَهَلَّا جَلَسْتَ في بَيْتِ أبِيكَ وأُمِّكَ، حتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إنْ كُنْتَ صَادِقًا”، أي أن النزاهة أمر أساسي في كل عمل، وإن تغيير المواصفات أمر بعيد عن الإتقان، ونحن نرى في هذا الزمن، كيف يتعامل أصحاب العمل، والعمال، وكذلك الموظفون تجاه أعمالهم، وما يسند إليهم من مهام بكثير من الإهمال، وتغيير في جودة المواصفات، واستلام الرشاوى والهدايا؛ ما يفسد المعاملات، ويضيع الحقوق، ويصبح المجتمع بعيداً عن الأخلاقيات، وبعيداً عن الإيمان، فالنزاهة والإتقان في العمل من أهم الأخلاق، التي تبني المجتمع، “وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”.
No Result
View All Result