No Result
View All Result
المشاهدات 0
حسين علي/ الرقة ـ
برعاية حزب الاتحاد الديمقراطي، وبعنوان “الاستراتيجية التاريخية للعلاقات الكردية العربية وفق منظور القائد أوجلان”، عقدت فعالية الملتقى السوري الثاني في الرقة، والتي أكدت البعد التاريخي للعلاقة التشاركية القائمة بين الشعبين الكردي، والعربي، عبر العصور التاريخية، وتطرق المتحدثون لبيان أخوة الشعوب دون تمييز عرقي، أو مذهبي، وأن التدخلات الخارجية تنطلق من سياسة “فرق تسد ” وهدفها الأساسي تشتيت وزرع التفرقة بين الشعوب.
العرب والكرد علاقات تاريخية
تشتهر العلاقات التاريخية بين العرب والكرد في الشرق الأوسط، بتعدد الأبعاد والتنوع عبر العصور، وشهدت هذه العلاقات تبادلاً مستمرًا للتجارة والثقافة والسياسة والحضارة، وقد تأثرت بالتحولات السياسية والاجتماعية والثقافية، التي شهدتها المنطقة على مر العصور، وأهم التطورات التي شكلت هذه العلاقات، العلاقات التجارية والاقتصادية.
منذ العصور القديمة، هناك علاقة وطيدة بين العرب والكرد، وخاصة فيما يتعلق بالتعامل التجاري والتبادل الاقتصادي، وكانت السوق العربية تعدُّ وجهة رئيسية للتجارة، وشهدت وصول التجار الكرد إلى الأسواق العربية، لبيع منتجاتهم واستيراد سلع عربية، وكما أن الكرد كانوا يشترون السلع العربية ويستوردونها إلى مناطقهم، وساهمت هذه العلاقات التجارية المستدامة في تعزيز التجارة وتبادل الثروات بين العرب والكرد، ما عزز الاندماج والتكاتف فيما بينهم.
تأثرت الثقافة العربية بثقافة الكرد، ومرد هذا إلى التبادل الثقافي الطويل بين العرب والكرد، كما كان للتأثير اللغوي والأدبي والفني عمق تاريخي، بعيد المقاصد والغايات، وقد لون الكرد والعرب بألوان الثقافة العامة، فعلى سبيل المثال، يتشارك العرب والكرد في بعض الأساطير، والقصص الشعبية، والموسيقا التقليدية، والفلكلورية، ويمكن رؤية هذا التأثير في الأدب والشعر والموسيقا والملابس التقليدية للعرب والكرد على حد سواء، وكما كان للتحالفات السياسية والصراعات، دور كبير في توحيد الرؤى السياسيةِ.
وقد شهدت العلاقات العربية الكردية تحالفات سياسية في بعض الفترات، لمواجهة التحديات المشتركة أو لمواجهة تهديدات خارجية، تُحاك ضد أخوة الشعوب، وتحظى قضية الكرد في المنطقة بالاهتمام والتركيز الدائم، وقد اكتسبت العلاقات العربية الكردية جانبا إيجابيا بين الطرفين لأنهما يقطنان المنطقة نفسها منذ القدم، وكان لنضالهما المشترك في حماية المنطقة أثر فعال أدى إلى حماية المنطقة من الاعتداءات المختلفة.
على مر العقود، شارك العرب والكرد في النضال الوطني من أجل الحرية والاستقلال والحقوق السياسية، وسعوا معًا لتحقيق العدالة والمساواة والتمثيل السياسي داخليا وخارجيا، وفي عدة فترات شهدنا تعاونًا وتضامنًا بين العرب والكرد في مواجهة الاستعمار الخارجي والأنظمة القمعية، ويعدُّ هذا التعاون في سبيل الحرية والعدالة مظهرًا مهمًا للعلاقات بين العرب والكرد.
العلاقات الأخوية بين شعوب المنطقة
وفي هذا الصدد تحدث لصحيفتنا، الطبيب والباحث والكاتب، أحمد الدرزي: “كان بين السوريون منذ قدم التاريخ حركة طبيعة متنقلة بين العشائر والسكان وقاطني المنطقة بعيدا عن الشعور بمبدأ الغلبة وشرعية المتغلب، وهذه الحركة الطبيعية لسكان المنطقة دفعت الشعوب للتمازج والتشارك وتغير الأنساب من عربي لكردي، ومن كردي لعربي، بحكم التزاوج أو المصاهرة أو العيش المشترك في المكان نفسه، فعلى سبيل المثال، أن تركيا التي تتعصب للمسألة القومية الأيديولوجية التركية من بين سكانها نسبة 79 إلى 84 % يعودون إلى أصول بيزنطية، وليسوا من أصول تركية”.
وتابع: “وتعدُّ أيضا العلاقات التاريخية العربية الكردية مركبة ومتعددة الأوجه، وتمتد لقرون عديدة من التاريخ، وقد تشكلت هذه العلاقات خلال التبادل الثقافي والتجاري والسياسي والاجتماعي بين العرب والكرد، وعلى الرغم من وجود تحديات وتوترات في بعض الأحيان، إلا أن هناك تاريخًا طويلًا من التعاون والتأثير المتبادل بين الشعبين، ومن المهم أن نفهم هذه العلاقات ونقدر التنوع الثقافي والتاريخي للمنطقة، ونعمل على تعزيز التفاهم والتعاون المستدام بين العرب والكرد”.

المصير المشترك للعرب والكرد
وفي السياق، أوضح عضو الحزب الشيوعي الديمقراطي الاجتماعي، نضال الفندي: “أهمية الملتقى اليوم هو التأكيد على الحوار في ظل الانهيار، الذي تمر به سوريا، الحوار في هذه المرحلة ضرورة حتمية للسوريين، وهذا ما مر به العرب والكرد، حيث تعرضوا للاضطهاد نفسه من المستعمر الفرنسي والتركي”.
واختتم نضال الفندي: “الدم العربي والكردي امتزجا في النضال الشعبي ضد المستعمر الفرنسي والتركي، وأستذكرُ قول المفكر عبد الله أوجلان، الذي يؤكد على الوقوف مع المستضعفين، والفقراء، والمرأة، والذي يحقق نمط العدالة الاجتماعية”.

الرابطة المتينة بين الكرد والعرب
وتعدُّ الملتقيات والمنتديات الحوارية والوطنية، التي تبين الجوانب الشعبية والحياتية السورية مع السوريين، عربا وكردا، وآشور، وسريان، وتركمان، وهي حقيقة تاريخية عاشها السوريون منذ الأزل، ولا يمكن المراهنات والفتن أن تجد ثغرة للبناء عليها.
وبهذا الخصوص تحدث، وجيه عشيرة طي، الشيخ حسن الفرحان عبد الرحمن الطائي: “حضرنا هذا الملتقى عن قناعة، ونقول: إن العلاقة العربية الكردية ليست وليدة اليوم، ونحن سوريون، وما يحصل من خلافات جزئية بيننا، إنما هي من فعل فاعل، ولكن ليعلم هؤلاء أن العلاقة الكردية العربية متينة، ولا يمكن لأحد أن يفرقها، أو يطعن بها، أو يؤثر بها مهما حول حاضرًا أو مستقبلاً”.
وتجدر الإشارة، إلى أن الارتباط والعلاقات الودية العربية الكردية، تشكل حربة أمام الطامعين، وأمام المعتدين، الذين يعملون على ضرب الأمن والاستقرار في مناطقنا، ومن اليوم فصاعداً لن نقبل بالسلطوية والعبودية، وسنكون صفاً واحداً لإفشال المخططات، التي تستهدف وجودنا، ونسعى للتوصل لحلول جذرية للأزمة السورية، والإدارة الذاتية يمكن تعميمها في الأراضي السورية جمعاء، لأنها الحل الأمثل لإنهاء الأزمة.

No Result
View All Result