No Result
View All Result
المشاهدات 3
بدران حمو_
تاريخ الشعوب والأمم مليء بالأحداث من الانتصارات والغزوات والاحتلال والاستعمار وغيرها الكثير من الأحداث، ولكن تاريخ بعض الشعوب ومنذ فجره مليء بالتعرض للمؤامرات ألا وهو الشعب الكردي والشعوب المضطهدة، ورغم ذلك قد أبدى هذا الشعب مقاومة بطولية وتاريخية ضد كل سياسات الإنكار وضد جميع أشكال المؤامرات والظلم، والتي لا زالت تمتد إلى هذا العصر رغم كل الشعوب التي وصلت إلى حق تقرير المصير.
ففي مرحلة من مراحل حياة هذا الشعب قد التفّت بعض من الدول وذوي النفوس الضعيفة بل المُشبعة بالمكايد لتطبيقها راحت تُقسّم وطن هذا الشعب إلى أجزاء لكي يتفرقوا، ولم يُبقَ لهم كيان موحد يقوي عزيمته، تُشتت أواصر الأخوّة ووحدة الدم بين أربعة دول قوموية سلطوية الحكم، حيث بات هذا الشعب وهذا الشعب وهذا الوطن يتألم ويئن وجعاً وألماً من ظلم الاستبداد وحكام تلك الدول المستعمرة.
لكن هذه “الثورة” انحرفت إلى ثورة الفتن والفساد والنهب وأصبحت سوريا مستنقعاً موحلاً تغوص فيه جميع القوى المتناحرة والمتضادة مع بعضها البعض.
بالمقابل عمل الشعب الكردي في روج آفا على تطبيق وتنفيذ مشروع الأمة الديمقراطية، بعيداً عن ذهنية التقسيم وتمزيق الشعوب وقام بلم شملها على مبدأ أخوّة الشعوب، ودحر القوى الإرهابية وإخوتها من مناطقهم، بتوافق وتكاتف وتضامن الشعوب والعشائر في شمال وشرق سوريا، وحاربوا وحموا كل المواطنين وبجهود جبارة ودافعوا عن الإنسانية والتعايش المشترك مما جعل من هذه التجربة، تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا وخاصةً جغرافية الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تتشكل من كل الشعوب بجميع الأعراق والأطياف والمذاهب بتحصين حقوق الجميع خلال السنوات الأخيرة، وبفضل قوات سوريا الديمقراطية تحوّلت شمال وشرق سوريا إلى سوريا مُصغّرة لاحتضان عشرات الآلاف من الشعب السوري.
كانت الإدارة الذاتية مُهتمة بشؤون الشعوب وعملت على أمن واستقرار المنطقة، ولكن لم يكن يحلو ذلك للقوى والدول الرجعية المناهضة لحرية الشعوب وحق تقرير مصيرها وعملت على تمزيق وتفريق النسيج الاجتماعي وكل مرّة بشأنٍ خاص.
وبسبب هذا النجاح الذي حققته الإدارة الذاتية الديمقراطية من إحياء روح التعاضد والتكامل والأخوّة بين شعوب المنطقة. زادت أحقاد أعداء الديمقراطية، وفي مقدمتهم فاشية أردوغان، وبدأوا ينفذون الخطط والمؤامرات لزعزعة الترابط بين أبناء المجتمع الواحد، ومنها محاولة النظام تأجيج النزعات القومية والعقائدية الدينية، لزرع الفتنة والتفرقة بين مكونات المجتمع ومحاولات باسم العشائر وصولاً إلى داعش والسلطة العثمانية الجديدة بزعامة أردوغان.
وراحت تعمل وتخلق الفتن على كافة المستويات القومية الدينية والعرقية وسواها وآخر تلك الفتن فتنة العشائر في (دير الزور) بالرغم أن معظم العشائر لم يكن لها يد في هذه الفتنة التي اختلقتها القوى المناهضة للإدارة الذاتية، ونتذكّر هنا محاولة الفتنة التي أُحدثت في عام 2004، حيث حاولوا إشعال نار الفتنة مجدداً عن طريق بعض المرتزقة المرتهنين لتركيا.
ليس جديد ولا صدفة إن الفاشية التركيّة تعمل منذ عشرات السنين على محاربة الشعب الكردي، فالعشائرية الأساس لانطلاقة الشعوب وخاصةً الشرق الأوسط وعلى مبادئ الكرامة والشرف والنخوة، وعملت تلك العشائر على تأسيس مجتمعات مترابطة على أساس الأخوّة بين الشعوب بمختلف الأعراق والأطياف والمذاهب، وفشلت كل المحاولات التي حاولت زرع الفتنة والفرقة. بل وكان تكاتف العشائر حوّل قوات سوريا الديمقراطية وتحوّلت إلى ترابط وتلاحم، مع الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا حيث أدركت بأنها القوة الوحيدة التي تدافع عن جغرافية سوريا كاملة.
على شعبنا أينما وجِد أن يكونوا حذرين من سياسة الدول الإقليمية، ونقوم بكل ما نملك من مقاومة وإصرار، والوعي والنضال الموحد نحو عقد مؤتمر سوري وطني، على أن نحقق كل أهداف الشعوب السورية وأن نجعل سوريا مُزدهرة كما كانت منذ القِدم، بأخوة الشعوب وتكاتفها وتوافق وتقوية الجبهة الداخلية في شمال وشرق سوريا، وخاصةً مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تشكلها كل الشعوب والأعراق والأطياف والمذاهب، من أجل بناء سوريا تعددية ديمقراطية والأخوّة بين كافة الشعوب.
No Result
View All Result