روناهي/ الدرباسية – قالت الإدارية في مكتب المرأة بحزب الاتحاد الديمقراطي، حميدة عيسو، إن إفراغ المنطقة من الشعوب القاطنة فيها منذ الأزل، هو ما تسعى إليه الدول المعادية في حرب خاصة تحيكها بدهاء ضد شعوب المنطقة، وإن هذا النوع من الحروب لا يقل ضراوة عن الحروب العسكرية المعروفة بالمعنى التقليدي.
في كتابه “الحرب الخاصة وتطبيقاتها” يشدد القائد عبد الله اوجلان، على أن العدو يستخدم مختلف السبل والأساليب للنيل من عزيمة الشعوب، لافتا إلى أن الحرب العسكرية التقليدية هي نوع من أنواع الحروب، وليست الحرب بعينها، مؤكدا على أن أبرز أنواع الحروب، التي تُشن ضد إرادة الشعوب هي الحرب الخاصة، والتي تستخدم فيها العديد من الأساليب التي تبدو في ظاهرها بعيدة عن كونها حرباً، كالتطرف الديني، وبث الفتن.
يرى القائد أن هذه الأمور كلها تمهد الطريق أمام العدو لتحقيق مصالحه الاستعمارية بأساليب ناعمة، والتي تؤدي إلى الهيمنة وشل قوى الشعب وابعادها عن المقاومة، ما يفتح المجال أمام العدو؛ لتنفيذ مخططاته بغير مقاومة.
وكلام القائد عبد الله أوجلان، ثبتت صحته من خلال ممارسات دولة الاحتلال التركي ضد شعوب المنطقة، فإلى جانب أدواتها العسكرية لم توفر دولة الاحتلال التركي أي وسيلة إلا واستخدمتها في حربها ضد هذه الشعوب. ومن أبرز وسائل دولة الاحتلال التركي في حربها الخاصة ضد المنطقة، هي ترويج المخدرات، وتجارتها والدعارة وغيرها، وإلى جانب ذلك تلعب دولة الاحتلال التركي على الوتر القومي والطائفي في المنطقة، وما الأحداث التي جرت في دير الزور إلا دليل دامغ على هذا الكلام.
إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين
وحول تأثيرات الحرب الخاصة على المنطقة، التقت صحيفتنا الإدارية في مكتب المرأة لحزب الاتحاد الديمقراطي، في الدرباسية، حميدة عيسو: إن “الهدف من كل ما تقوم به دولة الاحتلال التركي هو إفراغ المنطقة من شعوبها، لتسهيل احتلالها للمنطقة، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف تستخدم مختلف الأدوات ومن ضمنها الحرب الخاصة، وهي تقوم باللعب على وتر حساس وهو الوتر الاقتصادي، والمعاشي لشعوب المنطقة، فهي تستغل الوضع الاقتصادي الصعب، الذي تمر فيه المنطقة، والناتج عن الحصار المفروض من الاحتلال التركي، لتستغل ذلك في تأليب شعوب المنطقة ضد الإدارة الذاتية الديمقراطية، وإحداث شرخ بين الشعب والإدارة، ومن ثم تصل لمبتغاها في تهجير الشعوب عن أرضها وتستهدف بالدرجة الأولى فئة الشباب”.
وأضافت حميدة: فإلى جانب ذلك، تستخدم دولة الاحتلال التركي في حربها الخاصة ضد شعوب المنطقة، الطائفية والعشائرية والروح القبلية كسلاح لضرب هذه الشعوب بعضها، في خطة مدروسة تستهدف الأمن والاستقرار اللذين تنعمان به شعوب هذه المنطقة”.
وتابعت حميدة: “لدى دولة الاحتلال التركي مخططات استعمارية توسعية تجاه المنطقة، تصل حد تغيير ديمغرافيتها، وإن العقبة الرئيسية التي تقف في وجه هذه المخططات هي مقاومة شعوب المنطقة، لذلك فإن المهمة الرئيسية التي تتخذها دولة الاحتلال التركي، هي ضرب هذه المقاومة. ولأنها لم تستطع كسر إرادة شعوبنا بالهجمات العسكرية لجأت إلى أساليب الحرب الخاصة لخلق البلبلة بين شعوب شمال وشرق سوريا”.