سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تجمع نساء زنوبيا يتصدى للحرب الخاصة عبر حملته

روناهي/ الرقة ـ تهدف حملة تجمع نساء زنوبيا لنشر الوعي والتثقيف المجتمعي بين نساء شمال وشرق سوريا؛ إنشاء مجتمع ديمقراطي تحرري بعيد عن السلطوية، والذهنية الذكورية، وغرس النهج النضالي لمحاربة الآفات الاجتماعية التي تعرقل تماسك وبناء المجتمع.

تعد حملة نساء زنوبيا واحدة من أبرز الحملات النسائية، التي تهدف إلى نشر الوعي والتثقيف المجتمعي في مجتمعنا، وإنها حملة تعتمد على قوة وتأثير النساء في تغيير الواقع والعمل على تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، وتعمل الحملة على تحقيق أهدافها من خلال التوعية والتثقيف في مجالات متعددة مثل القضايا الاجتماعية والصحة والتعليم وحقوق المرأة، ومكافحة المخدرات والعنف وزواج القاصرات.

وفي هذا الصدد أفصحت عضوة الهيئة الإدارية في تجمع نساء زنوبيا “نسرين الحسن” لصحيفتنا: “انطلقت هذه الحملة منذ شهرين، وعلى مستوى أربع مقاطعات (الرقة – الطبقة – منبج – دير الزور)، وستنتهي هذه الحملة في نهاية شهر أيلول الجاري، وقد اهتمت الحملة بتوعية الفئة الشابة والمجتمع بأضرار المخدرات، وبتوعية المرأة ضد أشكال العنف كلها”.

هذا وقد استمرت الحملات في دير الزور في ظل محاولة خلق الفتنة عبر الزيارات المصغرة والهادفة، وتوضيح المسائل التي تحتاج إلى تصحيح مساراتها، وبهذا أوضحت نسرين: “قامت رفيقاتنا في متابعة الحملة ضمن البيوت في المناطق، لتوضيح المسار الديمقراطي الحقيقي، ومكافحة المخدرات والزواج المبكر، وإظهار مخاطر تلك الآفات التي تنخر النسيج المجتمعي”.

 آفة المخدرات ودور المرأة في علاجها

وقد شرحت الحملات، التي قام بها تجمع نساء زنوبيا مخاطر المخدرات، وخصوصاً لدى الفئة الشابة، وبذلك الجهد حظيت هذه الحملة بقبول الأهالي في المناطق الأربعة، التي تم ذكرها، وفي هذا أفادت الناطقة باسم مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة الرقة سوسن الخلف لصحيفتنا: “أصبحت المخدرات مشكلة كبيرة على الأصعدة كافة، المحلية منها، والإقليمية، والدولية، وشكلت تهديداً للقيم الأخلاقية والإنسانية، وبما أن مناطق شمال وشرق سوريا غير معزولة عن العالم الخارجي، وهي على تماس مباشر مع مناطق حكومة دمشق، والمناطق المحتلة من تركيا وإدخالهم هذه المواد إلى مناطقنا وتوزيعها على المرأة والشبيبة بشكل خاص، فقد أطلق تجمع نساء زنوبيا حملة من أجل مكافحة آفة المخدرات، وما ينتج عنها بعد الإدمان من حالات قتل، وانتحار لنساء عديدة، وقد أطلق التجمع بيانا بهذا الشأن بداية شهر آب المنصرم، بحضور المؤسسات المدنية، والعسكرية، والأحزاب السياسية”.

اجتماعات المرأة ودورها التثقيفي

واستطاعت المرأة من خلال الاجتماعات والحملات الدورية، أن تحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع من الالتزام ونشر للوعي المجتمعي، ومخاطر المخدرات والآفات الأخرى.

واختتمت ناطقة مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة الرقة “سوسن الخلف” حديثها: “بلغ عدد اجتماعات الحملة 18 اجتماعاً، وكان هناك تقبل من الأهالي للحملة، واقتراح حلول تهدف إلى وضع حل نهائي لهذه المعضلة… ولازالت الحملة مستمرة إلى نهاية الشهر الجاري”.

والجدير ذكره، أن حملة نساء زنوبيا قد أُسِّست على أيدي مجموعة من النساء الملتزمات بالتغيير الاجتماعي، وقامت هذه النساء بالانضمام والتعاون معاً لخلق تحالف قوي يهدف إلى تحقيق التقدم والتغيير في مجتمعنا، وتعتمد الحملة على استخدام وسائل الإعلام والتواصل الافتراضي؛ لنشر رسائلها والوصول إلى جمهور أوسع، وتركز حملة نساء زنوبيا على مجموعة متنوعة من القضايا الهامة، و تعمل الحملة على زيادة الوعي بقضايا المساواة بين الجنسين، والعنف الأسري وحقوق المرأة، والتحرش الجنسي، والتعليم والصحة النسائية، و كما تسعى الحملة لتعزيز المشاركة النسائية في القرارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز الفرص المتاحة للنساء لتحقيق طموحاتهن وتطوير قدراتهن.

وتقوم حملة نساء زنوبيا بتنظيم مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات لتحقيق أهدافها، وتشمل هذه الأنشطة ورش العمل، والندوات، والحملات التوعوية، والمظاهرات، والحملات على وسائل التواصل الافتراضي، ويهدف كل هذا إلى تعزيز التواصل وتبادل المعرفة، وبناء شبكات قوية من النساء الملتزمات بالتغيير الاجتماعي الديمقراطي وفق فلسفة الأمة الديمقراطية.

ونساء زنوبيا لا تقتصر نشاطاتهن على المستوى المحلي فحسب، بل تعمل الحملة على الوصول إلى مجتمع دولي أوسع من خلال وسائل التواصل الافتراضي، وتعمل الحملة على التعاون مع منظمات نسائية أخرى والمشاركة في المؤتمرات والفعاليات الدولية؛ لتبادل الخبرات والتجارب والعمل المشترك لتحقيق أهدافها.