سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

إلهام عمر: انتفاضة نساء السويداء امتداد لثورة المرأة السورية عامة

أكدت عضوة تنسيقية المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية “إلهام عمر” أنها على يقين أن انتفاضة النساء في السويداء، والتي تمثل نساء سوريا كلها، من المستحيل أن تفشل، لأنه بالتضامن والوحدة ستتحقق النساء ما يطمحن إليه.

اعتقلت حكومة دمشق عضوة تنسيقية المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية “إلهام عمر” و”مولودة إيبو” في دمشق، في 21 أيلول من عام 2021 وتم إطلاق سراحهما في 27 آب من العام الجاري بعد محاولات عديدة. تقول إلهام عمر، أن مهمتهم الأساسية في مجلس سوريا الديمقراطية هي بناء وتعزيز العلاقات بين النساء: “إن بناء العلاقات مع النساء السوريات من الأديان، والطوائف، والجنسيات كانت مهمتنا الأساسية أن نتمكن من مشاركة تجربة نساء شمال وشرق سوريا معهن، وتطبيقها، ونتمكن من تعريف المرأة السورية بهويتها، ومكانتها وأن يكون لدينا قانون في الدستور السوري، يحمي حقوق النساء، وعلى هذا الأساس ذهبنا إلى السويداء، والتقينا بنساء درزيات وشاركنا معهنَّ إنجازات مشروع المرأة، والثورة وأجرينا نقاشات غنية معهن، وبعد عودتنا إلى دمشق، تم اعتقالنا من قبل فرع الأمن السياسي التابع لحكومة دمشق”.

الخوف من نشر الفكر الديمقراطي”

وأشارت إلى أنه تم اعتقالها بحجج واهية: “تم اعتقالنا بحجة أننا ذهبنا إلى السويداء لتنظيم أحزاب ضد الحكومة، امتد التحقيق من خمس دقائق إلى قرابة عامين، وتعرضنا لضغوط جسدية ونفسية”، الكلمات الأولى التي كانت تقال لنا: “أنتم ككرد متى ستفهمون أنكم تعيشون في دولة، وتحت سيادة، لن ينجح مشروعكم وستعودون إلى حضن الحكومة، إنهم يحتقرون القوميات، والأديان والطوائف الأخرى، وحسب اعتقادهم، “نقوم باستخدام النساء ذريعة لزيارتنا، ونحاول تقسيم خريطة سوريا””.

وأضافت أنها كانت في السجن الانفرادي في قسم مكافحة الإرهاب لمدة ثمانية أشهر، وتعرضت خلالها للتعذيب: “لقد فصلوا بيني وبين صديقتي مولودة إيبو منذ الساعة الأولى من الاعتقال، وفي الأشهر الثمانية الأولى تم احتجازنا في السجن الانفرادي قسم مكافحة الإرهاب، ومن ثم تم سجننا في قسم الأمن الجنائي لمدة سنة وخمسة أشهر، كنا في السجن الانفرادي في بداية اعتقالنا مع نساء داعش، وكان التعامل مع نساء داعش يختلف عن التعامل معنا غالباً كانوا يعذبوننا نفسياً، أثناء فترة السجن أبدلوا أسماءنا، بأرقام تدل علينا، ومُنعنا من التواصل والتحدث مع عائلاتنا، كما أننا حُرمنا من حقوقنا القانونية والقوانين الدولية، وخلال عامين سُجنا في زنزانة انفرادية، في مكان لا شمس فيه ولا هواء، ولهذا السبب بدأت الأمراض تظهر علي، وتصيب أعضاء جسدي، كان الدواء يعطى حسب رغبة أطبائهم، وفي الشتاء كنا نعيش في ذلك البرد بدون ملابس وجوارب، وكان طعامهم سيئاً للغاية”.

قوة المرأة في تحدي الظلم

وفيما لفتت إلى: “الطعام الذي كان يقدم لنا كان يعكس الأزمة الاقتصادية، التي أثرت على مناطق حكومة دمشق، وفي التحقيق، كان واضحاً جداً مدى اضطرابهم، كانوا يواجهون أزمة اقتصادية، سياسية، واجتماعية، لقد أرادوا استخدامنا ورقة ضغط لاستخدامها ضد مجلس سوريا الديمقراطية وتحقيق ما يطمحون إليه، وعلى الرغم من كل تلك الضغوط الجسدية والنفسية، لم أشعر بأي ندم قط، وكانت آمالي قوية دائماً لقد تعاملت مع السجن كساحة تدريب حيث يمكنني التفكير أكثر في نفسي، وإعادة تجميع طاقتي للمستقبل، لقد منح اعتقالنا القوة لمواصلة مشاركة تجربة الثورة، ومشروعنا الديمقراطي في عموم المنطقة، لأننا الجذور الأساسية في الحياة، ولن نستسلم حتى تتمتع عموم نساء سوريا بتجربة نساء شمال وشرق سوريا”.

ونوهت إلى أن الانتفاضة، التي تقودها النساء في السويداء الآن: “سمعت من حراس بوابة السجن أن أهالي السويداء انتفضوا ضد الحكومة، لكن بعد أن خرجنا، وتابعت الأخبار أدركت أن لا شيء يذهب سدى، والخطوة التي خطتها النساء خطوة مقدسة وعظيمة ضد سياسة التجويع، التي تمارسها حكومة دمشق، تمردت النساء وطالبن بحقوقهن، وعدالتهن بالطريقة، التي يرونها صحيحة، لأن نساء السويداء نساء عالمات، ومدركات، فمن الضروري أن يَسِرْنَ في مسيرتهن حتى النهاية، وتقوية أنفسهن أكثر، يمكن القول، إن انتفاضة المرأة في السويداء تأتي بعد انتفاضة عام 2011م، التي أرادت العديد من الدول إفشالها وتجريدها من جوهرها، وسحبها إلى جهات مختلفة”.

واختتمت عضوة تنسيقية المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية “إلهام عمر” حديثها: “انتفاضة نساء السويداء تمثل كل نساء سوريا ورغباتهن، لأن كل شعاراتهن تدل على ذلك، مثل هذه الانتفاضة من المستحيل أن تفشل، ومن المؤكد أنها ستتعرض للعنف والاضطهاد، لكنها ستطال المدن الأخرى في وقت لا تسمح الأنظمة الحاكمة لانتفاضات المرأة أن تصل إلى أهدافها وستحاول قمعها بالضغط والتعذيب والاعتقال، في زمن مرتزقة داعش تركوا النساء يواجهن مصيرهن أمام القتل، والتعذيب والرجم كي لا ينتفضن”.

لافتةً إلى أن: “حكومة دمشق، وكل القوى المناهضة للمرأة، وفي مقدمتها الدولة التركية، تنفذ هذه السياسة ضد النساء القياديات، وبحسب النظام والحكومة، والدول التي أرادت دائماً تقسيمنا وتعريف المشروع الديمقراطي كتقسيم لسوريا، فإن التضامن والوحدة سيتحققان من خلال الاحتجاج النسائي سواءً أرادت حكومة دمشق ذلك أم لا، وسوف تنتشر روح المرأة الباحثة عن الحرية في جميع أنحاء سوريا، لأن إنجازات المرأة اليوم ستكون غاية لنساء سوريا، والعالم لتتمكن كل امرأة من تنظيم نفسها تحت ظلها”.

وكالة أنباء المرأة