No Result
View All Result
المشاهدات 2
قامشلو/ جوان محمد ـ
أصبح واضحاً تدني مستوى التحكيم في إقليم الجزيرة، سواء إن كان من خلال متابعتنا للمباريات الرسمية التي تُقام من قِبل المجلس الرياضي، أو تلك التي تُقام في الملاعب المغطاة “سداسيات”، وثبت ذلك أيضاً عبر تعليقات كثيرة على شبكات التواصل الافتراضي، وأهم الأسباب تكمن بعدم التحضير الجيد قبل انطلاقة البطولات، بالإضافة للظروف المادية الصعبة التي تمرُّ بها البلاد بشكلٍ عام.
وتتزايد الأخطاء التحكيمية في المباريات، وأصبح ذلك واضحاً في البطولات الكروية بشكلٍ عام، وهذه الأخطاء بكل تأكيد تؤثر سلباً على سير المباريات والبطولات كافة، ونتج عنها إشكاليات كبيرة، وهذا الكلام بالطبع لا يعطي التبرير، لأي إداري أو مدرب أو لاعب في القيام بالاعتداء على الحُكّام، ففي كل تقرير ينشر في صحيفتنا “روناهي” نذكر فيه بأنه لا مبرر لضرب الحكّام والاعتداء عليهم، مهما كان حجم الأخطاء لديهم. وبالمقابل تتطلب العديد من الخطوات حتى نستطيع أن نقلل من هذه الأخطاء التي باتت شائعةً بشكلٍ كبير في منافسات دوري أندية إقليم الجزيرة للشباب والرجال سوياً، وبطولات السداسيات لكرة القدم في الملاعب المغطاة الخاصة.
الخطوات المطلوبة
إن عملية ضبط مجال التحكيم في إقليم الجزيرة تتطلب الكثير من الخطوات، وأولها تكمن في تكثيف الدورات للحكام قبل انطلاقة البطولات الرسمية للموسم الكروي، وليس كما يحصل منذ حوالي العامين، محاضرة وبعض الاختبارات الشكلية فقط، ولكنها لا تفي بالغرض، والتي أدت بدورها إلى تراجع كبير في مستوى معظم الحكام في الإقليم.
لذلك أصبحت الأخطاء التحكيمية كثيرة مع غياب الاهتمام بإقامة دورات خاصة بالحكام وصقل معلوماتهم، بالإضافة إلى حصول تغيير دائم على مواد قانون كرة القدم، وعدم وجود وقت كبير لمعظم الحكّام بالاعتماد على صقل ذاتهم ومعلوماتهم من خلال متابعة البرامج الرياضية التحليلية للمباريات للبطولات والدوريات العالمية، والتي تُعرض عبر القنوات الرياضية المختلفة، والتي تُكسِب الحكّام الخبرة والتعلّم أكثر لتلافي الأخطاء في المباريات وعدم الوقوع بها بشكلٍ مكرر.
كما يُتطلب من الحكام الإدراك أنه في البطولات الرسمية هناك أندية تصرف الملايين سنوياً، وهناك تنافس وألقاب وهبوط للدرجة الأدنى، وكل ذلك يخلق حالة من التنافس بين الأندية ويزيد من توتر اللاعبين والمدربين أثناء المباراة، وهنا يكمن دور الحكام الهام في إرساء المباراة إلى بر الأمان، وضبط الأمور بأقل عدد ممكن من الأخطاء والمشاكل.
ولا ننسى أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة بشكلٍ عام في البلاد لعبت دوراً كبيراً في تراجع المستوى التحكيمي، سواء إن كان في الموسم الماضي أو الموسم الحالي، حيث يأتي الحكم للمباراة وعقله وتفكيره على مصروف بيته وقوتِ يومه، ولذلك أصبح ينتقل من ملعب إلى آخر للقيام بمهام التحكيم كي يتقاضى أجراً مادياً يُمكنه من سد بعض الحاجيات اليومية المطلوبة منه، حيث أصبحت الأسعار مرتفعةً جداً مع تواصل انهيار الليرة السوريّة مقابل الدولار، ذلك أن الدولار الواحد تجاوز مبلغ 16 ألف ل.س، في شهر آب المنصرم، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات مؤخراً من قبل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وكان عاملاً إضافياً لزيادة الأسعار بشكلٍ عام.
ولذلك الحكم إضافة إلى أنه عامل أو صاحب حِرفة ومهنة في الصباح، فهو يقوم بمهام التحكيم في العصر ببطولات إقليم الجزيرة، وليقوم بالمهام نفسها في المساء في البطولات الشعبية، وأحياناً يقوم بتحكيم أكثر من مباراة في الليلة الواحدة أيضاً، مما يُشكل استنزاف كبير لطاقته، وعدم التركيز منه في تحكيم المباريات، مما يؤدي إلى ارتكابه أخطاء كبيرة في المباريات بشكلٍ عام.
وقد تكمن الحلول الآنية الآن بزيادة أجور الحكّام في المباريات، وتخصيص رواتب ثابتة لهم إن أمكن، على أن يقوموا بالتحكيم فقط في البطولات الرسمية بإقليم الجزيرة، والسماح لهم بالتحكيم في البطولات الشعبية ضمن الملاعب المغطاة أثناء توقف البطولات الرسمية وبعد انتهائها.
الجميع عليه التعاون
بالإضافة إلى ما يقع على عاتق الحكّام والمعنيين بشؤونهم، هناك في الطرف الآخر المدربين والإداريين واللاعبين، فهؤلاء أيضاً مطلوب منهم العديد من الأمور حتى نحصل في النهاية على مباراة قليلة الأخطاء والإشكاليات، ويتطلب من هؤلاء الاطلاع على التحديثات التي تطرأ على مواد قانون كرة القدم، وعدم وضع أسباب الخسارة بشكلٍ دائم على عاتق الحكام.
لذلك يُتطلب من المجلس الرياضي في إقليم الجزيرة عقد ندوات توعية للمدربين واللاعبين والإداريين وتعريفهم بالقوانين التي تتعدل في مواد كرة القدم، وتشديد العقوبات وإضافة عقوبات مالية على كل من يعتدي على الحكّام، وكما ذكرنا مهما كان مستوى الحكم متدنياً لا يجوز ضربه، في الوقت نفسه يتطلب معاقبة الحكم في حال ثبت ارتكابه خطأ كبيراً وأثّر ذلك على نتيجة المباراة، وذلك كي يتوخى الحذر وأن يضبط قراراته وأن لا يصبح سبباً في ضياع لقب وتعب موسم كامل لأي نادٍ في إقليم الجزيرة.
No Result
View All Result