تحضر “هبة أحمد الفقير”، الفُرَش، والألوان، وأدوات الرسم بقدميها دون مساعدة أحد، فتبدع في رسم أجمل اللوحات وفي الدقة والإبداع.
تخطت “هبة”، الصعوبات التي واجهتها بعد أن فقدت يديها إثر صعقة كهربائية، فاستخدمت قدميها في مواصلة أمورها الحياتية، وفي تنمية موهبتها في الفن.
بداية مشوارها الفني
في سن الخامسة من عمرها تعرضت “هبة أحمد الفقير”، لصعق كهربائي، فقدت على أثره يديها، لكنها لم تبقَ حبيسة الجدران، بل اتجهت إلى الدراسة أسوة بزميلاتها فتخطت الآثار النفسية، التي لحقتها جراء ذلك، وبدأت بالاعتماد على مقدراتها: “منذ أن كنت طفلة، وأنا اعتمد على نفسي بكل شيء باستخدام قدمي بدلاً من يديَّ”.
وبدأت هبة الفقير بممارسة هواية الرسم منذ طفولتها في رسم أشياء بسيطة إلى أن تطورت الموهبة لديها.
الممارسة الذاتية في تعلم الموهبة
لم تتلقَ “هبة” دورات تدريبية، أو تتعلم الرسم سابقاً، فموهبة الرسم بالإقدام نمت معها منذ الصغر، حتى قررت مؤخراً الالتحاق بدورة تدريبية أونلاين بعد أن قرأت إعلان عن فتح دورات تدريبية للرسم، لتطور موهبتها أكثر، ولاقت رسوماتها استحساناً كبيراً من مدربها الفنان التشكيلي ردفان المحمدي، الذي لم يكن على علم بأنها ترسم بأقدامها، وعندما اخضع المشاركين في الدورة لامتحان رسم لوحات فنية، أرسلت هبة الفقير لوحتها، وكانت بانتظار ملاحظة مدربها، فكان رده المبهج لها: “تسلم يدك التي رسمت، فردت هبة وكان ردها مفاجئاً له، قل تسلم قدمكِ يا أستاذ”، حينها أدرك المدرب، بأن تلميذته تتقن هذا الفن، وترسم هذه اللوحات بقدمها دون مساعدة أحد.
وتستغرق هبة الفقير من يوم إلى ثلاثة أيام لإكمال اللوحة، التي تبدأ بها، فلوحاتها تعبر عن هبة الإنسان وجوهره كما تهدف من خلال لوحاتها إلى إثبات نفسها.
صعوبات وتحديات
على الرغم من موهبتها، إلا أنها لم تتلقَ الدعم المعنوي والمادي من أي جهة: “أتمنى أن أشارك في معارض، فعندما كنت أعمل مدرسة في جمعية المعاقين، لم أتلقَ أي دعم، أو تحفيز لمشاركة لوحاتي في أي معرض، لذلك حاولت أن أبني نفسي بنفسي، ومؤخراً عملت إنشاء حساب على الانستجرام عرضت فيه لوحاتي”.
وتحتفظ هبة بلوحاتها، التي بدأت برسمها منذ عام 2014، وترى أن هذه اللوحات بداية ولوجها إلى عالم الفن التشكيلي، وبداية للوصول إلى تحقيق حلمها ووصولها إلى العالمية: “أطمح أن توصل لوحاتي لكل العالم، ويصبح لي معرض باسمي أعرض فيه كل لوحاتي”.