سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

​​​​​​​ناشطة من السويداء: قضية السوريين والسوريات واحدة

شددت ناشطة مدنية من السويداء على أن مشاركة النساء في الاحتجاجات طبيعية، قياساً بدورها الاجتماعي والسياسي، وإن رفع شعار “دماء هفرين خلف تزهر في السويداء”، يأتي باعتبار أن قضية السوريين والسوريات واحدة.


تحمل احتجاجات السويداء المستمرة منذ يوم الأحد 20 آب الجاري، طابعاً مختلفاً عن باقي الاحتجاجات، التي كانت تشهدها السويداء في السابق، وسرعان ما لاقت تضامناً من المناطق السورية المختلفة.

لكن ما ميّز هذه الاحتجاجات عن غيرها، مشاركة النساء بشكل واسع فيها، وتمثيلهن لهذه الاحتجاجات ومطالبتهن بـ “إسقاط النظام والحرية والكرامة”.

وتظهر العديد من مقاطع الفيديو، والصور التي تنشر على مواقع التواصل الافتراضي مشاركة النساء بقوة في هذه الاحتجاجات؛ للتعبير عن غضبهنّ وسخطهنّ من سياسات السلطات الحاكمة، وفي اليافطات التي عبّرت عن آلامهنّ، وضرورة الوقوف في وجه الاضطهاد، والطغيان الذي يمارس ضدهنّ في الحياة العامة.

شريكة في المعاناة

وفي حديث مع وكالة هاوار، تقول شام، إحدى الناشطات النسويات المدنيات من السويداء، وفضّلت عدم الكشف عن اسمها الحقيقي” إن المشاركة اللافتة للنساء في هذه الاحتجاجات مشاركة طبيعية لأنهن يمارسن دورهن الاجتماعي، لأنهنّ شريكات في المعاناة”.

وتتابع: “ربما كانت نساء سوريا إجمالاً قد تعرضن للضرر الأكبر منذ 12 عاماً إلى هذه اللحظة، حيث أن المرأة فقدت بذلك أبناءها، وبناتها، وزوجها، ووالدها، وشقيقها سواءً في العمليات العسكرية، أو من خلال التهجير القسري، والنزوح واللجوء، لذلك من الطبيعي أن تعبّر نساء سوريا عن رأيها، والسويداء هي جزء من الحالة العامة”.

دماء هفرين خلف تزهر في السويداء”

كما حملت النساء في احتجاجاتهن، الأحد (27 آب الجاري)، يافطات عبّرن خلالها عن تضامنهن مع الشهيدة هفرين خلف، الأمين العام لحزب سوريا المستقبل، التي استشهدت على الطريق الدولي M4 في كمين غادر نصبته مجموعات مرتزقة تابعة لدولة الاحتلال التركي يوم 12 تشرين الأول 2019.

وكُتب على اليافطات “دماء هفرين خلف تزهر في السويداء”، وأخرى حملت “الحرية للمعتقلات في سجون المرتزقة في سوريا”.

وتعقيباً على ذلك، تقول شام إن: “استهداف عصابة الاحتلال التركي عن طريق بعض مرتزقتها لهفرين خلف، والتي هي ناشطة سياسية جعل نساء سوريا تتعاطف معها لإحساسهن بالظلم الواقع عليها، كما أن قضية السوريين والسوريات، هي قضية واحدة، وأن إطلاق سراح المعتقلات في السجون كافةً، التي شيّدت على الأراضي السورية، هو مطلب حق للجميع، فالعدالة لا تتجزأ”.

#طالعات_سوريات

وانطلق منذ يومين، على مواقع التواصل الافتراضي، حراك نسائي تحت هاشتاغ (#طالعات_سوريات)، طالبت فيه النساء عبر بيان كتابي لهن بـ “التضامن النسوي في المنطقة الجنوبية وضمن مدينة السويّداء وأريافها خاصةً”، وأكدنّ من خلاله على أهمّية مشاركة النساء في “الخطاب العام، وعلى ضرورة التمسك بحقوقهن وآليات العمل الجماعي لتحقيق التغيير”.

وشدد الحراك النسائي عبر بيانهن بأنهن على “أتمّ الجاهزية للتنسيق مع النساء السوريات رقمياً، وعلى الأرض بما لا يتعارض، أو يهدد أمن وسلامة أي امرأة سورية للقيام بحملات رقمية، ووقفات واعتصامات سلمية، نحمل فيها قضايانا المحقّة التي لا تتجزأ ولا تنفصل عن المطالب في الساحات”، حسب البيان.

وعن رسالتهن من هذا الحراك النسائي، أوضحت شام أن “رسالة نساء الجنوب من خلال هذا الهاشتاغ #طالعات_سوريات، هي ضرورة تغيير منظومة الفكر السائد تجاه المرأة، والتي تقصيها عن المشاركة بالعمل العام، وتهمش دورها، وأن مشاركة النساء الواسعة في احتجاجات السويداء هي تأكيد لهذه الحاجة في تغيير الصورة النمطية للمرأة”.

انطلقت من معاناة الناس

وخلال سؤالنا لها عن الأسباب، التي جعلت هذه الاحتجاجات تلقى صدىً وتضامناً واسعاً، أكثر من غيرها من الاحتجاجات، التي كانت تشهدها المنطقة في السابق وبوتيرة متقطعة، أكدت شام أن هذه الاحتجاجات انطلقت من “المعاناة المباشرة للأهالي، ولم ترتبط بأحداث خارجية، ولا بمشاريع خاصة، كالتي يطرحها الإسلام السياسي، وقد نضجت التجربة لدى السوريين حول تنظيف مطالبهم من الشوائب، التي لحقت بالمطالب الأساسية، وهي الحرية، والكرامة عن طريق الانتقال إلى نظام ديمقراطي تأخذ المرأة فيه حقوقها كاملة، وأن سوء الوضع الاقتصادي إضافةً لازدياد موجات الهجرة، وزيادة الفساد والقمع الأمني كانت من أسباب استمرار هذه الاحتجاجات”.