No Result
View All Result
المشاهدات 5
الرقة/ حسين علي –
تشهد الحركة الفنية والفلكلورية والثقافية في الرقة تطورا كبيرا؛ للتنوع السكاني واختلاط الثقافات، ويجب أن نأخذ في الحسبان التحولات الكبيرة، التي مرت بها مدينة الرقة، على مر العصور فقد كانت الرقة موطنًا للعديد من الحضارات والثقافات عبر التاريخ، وقد تركت هذه التأثيرات آثارًا عميقة على الفن والفلكلور في المنطقة.
وتعود جذور الفن والثقافة في الرقة إلى العصور القديمة، حيث كانت المدينة مركزًا للحضارة السريانية والبابلية، في هذه الحقبة التاريخية تطورت العديد من الفنون مثل النحت، والرسم، والعمارة والرقص، وتركت آثارها الباقية في الآثار والمباني التاريخية في المنطقة.
ومع مرور الوقت وتوالي الحضارات استمر التأثير الثقافي على الرقة، وخلال العصور الوسطى أصبحت المدينة مركزًا للثقافات والعلوم، وتطور فن العمارة الإسلامية في الرقة، وشهدت المدينة بناءً للمساجد، والمدارس، والحمامات العامة، وأصبحت الرقة مقصدًا للعلماء، والفلاسفة، والفنانين من العالم الإسلامي.
وكما شهدت المدينة توسعًا وتطورًا في العمارة، والفنون الجميلة، وازدهار الفنون الشعبية والفلكلورية في الرقة خلال هذه الفترة، ولن تثني التحديات، التي واجهت الثقافة والفن مثل فكر داعش والأزمة السورية والوضع المعيشي عن المحافظة على الفن التراثي والدبكات، التي تمنح التفاؤل بالموروث الذي يمنح التفاؤل والأمل ويساهم في تأكيد التنوع الثقافي والتشاركية.
وبمساندة منظمات المجتمع المدني، عبر اتحاد الفنانين، ومتابعة الجوانب الفنية والفلكلورية حقق الفن والفلكلور بشكل خاص تقدما ملحوظا في الآونة الأخيرة، وبهذا الصدد أشار الرئيس المشترك لاتحاد الفنانين في الرقة عماد الأحمد وفي حديث لصحيفتنا “روناهي”: “لا زلنا مصممين على إحياء الفن وبجوانبه المختلفة الفلكلوري، والثقافي بعد تعرضه للركود في الأزمة، التي كانت قد خيمت على سوريا، ومحاربة الفن من المجموعات المرتزقة، لكن بعد تحرير مدينة الرقة وبالتنسيق مع هيئة الثقافة والمركز الثقافي في المدينة استطعنا أن نبدأ بإحياء الفلكلور عبر الرقصات الفلكلورية المعبرة والأشعار، والغناء والدبكات المبتكرة الجديدة، والموروثة، لكل الشعوب، فالتنوع الثقافي دعم اللوحة الفلكلورية بالتنافس على تقديم الأجمل”.
النهوض بالفن رغم التحديات
تعرضت مدينة الرقة للعديد من التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية، التي تركت آثارها العميقة. ومع ذلك فإن الفن والثقافة في الرقة استمر في التطور والتعايش مع التحديات.
في العقد الأخير تعرضت الرقة لأحداث عنيفة جراء الأزمة في سوريا، وقد تضررت العديد من المواقع الثقافية والتاريخية وتضررت الحركة الفنية والفلكلورية في المدينة، ومع ذلك بدأت جهود إعادة الإعمار تنجح في استعادة الحياة الثقافية والفنية في المدينة
وبدأ الفنانون والمثقفون في الرقة العمل على إحياء التراث الثقافي والفلكلوري، المحلي وتعزيز الحركة الفنية في المدينة، فقد تم تنظيم معارض فنية، وعروض مسرحية وحفلات موسيقية، لتعزيز التواصل الثقافي والتعبير الفني ومن خلال الفعاليات والنشاطات التي تقوم بها الإدارة الذاتية الديمقراطية، ومهرجانات بالتنسيق مع المراكز الثقافية، ويتم الاهتمام بالجوانب الفنية والفلكلورية لما لها من توثيق للتعايش والأخوة والأمن والسلام. وفي هذا الجانب أضاف الأحمد: “نعمل وبالتنسيق مع المركز الثقافي في الرقة، والهلال الذهبي، وعن طريق أعضاء اتحاد الفنانين، الذي يتجاوز عددهم المائة، نعمل بشكل جماعي على إنتاج أعمال ترتبط بالفن التراثي، وتمثل ثقافة المدينة وأهلها، كالغناء والدبكات، ونحن نعمل على إنتاج فيديو كليب جديد خاص بالرقة، بمشاركة نخبة من الفنانين والفنانات والمثقفين والمثقفات، ليكون العمل متكاملاً ويوحي بالحرية والسلام والديمقراطية والتعايش المشترك لجميع الشعوب”.
وأصبحت الرقة مركزًا للأنشطة الفنية والثقافية في المنطقة، إذ تم تأسيس مراكز ثقافية ومراكز فنون تعليمية لتعزيز المواهب الفنية المحلية، وتطويرها، ويقوم الفنانون المحليون بإنتاج أعمال فنية تعبر عن هوية المدينة، وتروي قصص الأهالي والتاريخ المحلي.
وتعد وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت أيضًا وسائل هامة لتعزيز الحركة الفنية والثقافية في الرقة، ويستخدم الفنانون والمبدعون هذه الوسائل لعرض أعمالهم والتواصل مع الجمهور؛ ما يساهم في تعزيز التواصل الثقافي ونشر الثقافة.
واختتم الرئيس المشترك لاتحاد الفنانين في الرقة عماد الأحمد: “نحن نعمل على فتح دورات فنية فلكلورية تدريبية، وبالتنسيق مع لجنة التربية والتعليم وجامعة الشرق والمؤسسات والهلال الذهبي بهدف إعادة التراث الفني والثقافي والفلكلوري لمدينة الرقة وأهلها”.
وبالرغم من التحديات، التي مرت بها الرقة، فإن تطور الحركة الفنية والفلكلورية والثقافية لا يزال مستمرًا. وتعد الرقة مكانًا حيويًا للتعبير الفني والثقافي، حيث يتم تشجيع الفنانين والمبدعين على الابتكار والتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم من خلال الفن والثقافة، ويمكن القول إن تطور الحركة الفنية والفلكلورية والثقافية في الرقة تعكس تاريخها الغني وتنوعها الثقافي بفضل جهود الفنانين والثقافيين المحليين ودعم المؤسسات الثقافية. وتتم استعادة وإحياء التراث الثقافي، وتعزيز الفنون والثقافة في المدينة، لتظل الرقة مصدرًا للإلهام والإبداع ومحطة هامة في خريطة الحركة الثقافية في سوريا والمنطقة.
No Result
View All Result