سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

قلعة “المزيريب” أشهر قلاع المنطقة الجنوبية

تعدّ قلعة “المزيريب” من القلاع النادرة في المنطقة الجنوبية الغربية من منطقة “حوران”، وهي إحدى المعالم التاريخية الهامة في محافظة “درعا”، حيث إنه من الممكن اعتبارها أشهر القلاع في المنطقة، لعراقة التاريخ، الذي مر عليها عبر السنين لواحدة من أقدم الحضارات الإنسانية.
فقد كانت في القرن الثامن عشر الميلادي محط رحال قوافل الحجاج القادمة من الشمال، إلى بلاد الحجاز. فهي تتمتع بموقع استراتيجي على طريق الحج. وتحيط بها الينابيع من جهات الشمال، والغرب، والجنوب. ‏ تقع القلعة في بلدة “المزيريب” التي تقع إلى الشمال الغربي من مدينة “درعا”، وتبعد عنها (12) كم، وشمال شرق بحيرة “المزيريب” بمسافة (400) م.
عادت القلعة لتشهد مزيداً من الاهتمام منذ سنوات قليلة، والهدف من ذلك حماية الشكل الحالي لها، والبدء بإخلاء الشاغلين واستملاك المنطقة المحيطة لترى النور من جديد. فحصل منذ فترة قصيرة إخلاء الزرائب والحظائر بعيداً عنها، وتم إجراء دراسة وافية لها بالتنسيق مع المديرية العامة للآثار والمتاحف، التي أولت القلعة اهتماماً لافتاً لترميمها بالكامل، وإعادة إنشاء الجدران، والأبراج، وقد شُكلت لجان مختصة لتقوم بأعمال الترميم الحساسة، التي تتطلب إعادة وضع المخططات الأصلية لها، وسد النقص بالعناصر المعمارية.
القلعة عبارة عن شكل مربع طول ضلعه الخارجي نحو (80) م، مزودة بسبعة أبراج، أربعة منها في الجهات الرئيسية الأربع، واثنان متقابلان من الشرق والغرب، أما السابع فهو وسط الضلع الجنوبي يقوم وسطها مسجد صغير. بوابتها الرئيسية في منتصف الضلع الشمالي وقوامها بوابة مقنطرة عرضها (270) سم. يعلو قوسها صف من الحجارة الكلسية البيضاء، يبدو أنها كانت تشكل طراز “الأبلق” المعروف أي تناوب الحجرين الأبيض والأسود.
وهي كجميع القلاع الموجودة بـ”حوران” من حيث أنها مقامة على مستوى الأرض العادية مثل قلاع: “بصرى” ـ “دير البخت” ـ “المسمية” ـ “ناحتة” ـ “اللجاة”، والسبب يتمحور في عدم وجود تلال ومرتفعات طبيعية كثيرة بـ”حوران”، باستثناء الجزء الشمالي الغربي».
القلعة كانت من طابقين يوجد في الطابق الأرضي قناطر ذات أقواس عريضة بعيدة عن بعضها، وكأنه أريد لها أن تكون كمخازن للحبوب، تخصص لحاجات الحجاج. ويتم الوصول للطابق العلوي، والذي يحوي شقق نوم الحجاج عن طريق درجين واحد في الجهة الشرقية، والآخر في الجهة الغربية من القاعة، وهما يقودان إلى ديوان بين الأبراج الوسطية.
إن الطابق العلوي متهدم بالكامل، ولا تزال أجزاء من الجدار المحيط قائمة حتى ارتفاع النوافذ، كما أن مخازن الطابق السفلي متهدمة أيضاً، بمعظم أجزائها غير أن اثنين منهما لا يزالان بحالة جيدة. وقد بني سرداب كبير بفترة لاحقة في الجدار الشمالي، قرب البوابة كان يستخدم في أواخر الفترة العثمانية كمخازن حكومية، لاستقبال الضرائب والمساهمات العينية المدفوعة من الفلاحين.
اعتمد في بنائها على الحجر البازلتي الأسود المنحوت بعناية، وهناك نسبة كبيرة من عناصرها، قد أحضرت من أبنية رومانية قديمة بدليل وجود كتابات ونقوش يونانية عليها، كما هو حاصل في الزاوية الجنوبية الشرقية لسرداب البرج الشمالي الغربي، فيه مزهرية منفذة على حجر، لها مقبضان ومقسمة بخطوط من أسفل إلى أعلى، وشكل معقود يخرج منها، وإلى الآن يوجد في البرج الجنوبي الغربي وتحديداً في جداره الشمالي عن يسار المدخل الرئيسي حجر يحمل كتابات يونانية. كانت القلعة والتي صار عمرها (486) عاماً تظهر من مسافات بعيدة، وهناك كومة من الحجارة شمال مدخلها الرئيسي، وإلى الخلف يوجد نهر عذب يأتي من “رأس العين”، ويتجه نحو بحيرة “البجة”».
وكالات