No Result
View All Result
المشاهدات 1
روناهي/ الدرباسية –
أشار عضو البرلمان الكتالوني، روبن باغرنزك، إلى إن تجربة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا النموذج الأفضل لحل كل مشاكل الشرق الأوسط، ولفت إلى أن إقليم كتالونيا يُناقش تجربة الإدارة الذاتية لاعتمادها محليّاً، وحسب مُتطلبات الشعب الكتالوني.
بعد انتشار نمط الدولة القوميّة في الحكم في دول الشرق الأوسط، بات الحديث عن أي ديمقراطيات أو حريات ضرباً من الخيال، لا سيما وإن نموذج الدول القومية قائم على أساس تكميم الأفواه التي ترفض هذا النموذج في الحكم.
لقد استمر نموذج الدولة القومية على مدى أكثر من قرن، وتحديداً بعد اتفاقية سايكس بيكو، التي رسمت الحدود في منطقة الشرق الأوسط على أنقاض الإمبراطورية العثمانية المنهارة، هذه الاتفاقية التي تعمّد عُراباها فرنسا وبريطانيا، تعمداً زرع نمط من الحكم في المنطقة يُلبي مصالحهم وينفذ مخططاتهم، وهذا ما حدث من خلال اعتماد الدولة القومية شكلاً وحيداً لحكم دول المنطقة، بغض النظر عن إرادة الشعوب، ولا تزال شعوب الشرق الأوسط تُعاني من سياسة هذه الأنظمة القائمة على أساس إنكار الحقوق المشروعة للشعوب.
وفي خضم هذا الواقع المأساوي الذي تعيشه شعوب الشرق الأوسط، برزت تجربة فريدة من نوعها في الإدارة سمحت للشعوب بإدارة نفسها بنفسها، متجاوزة نمط الدولة القومية وصولاً إلى الديمقراطية في الإدارة والحرية في التعبير.
هذا النموذج تجسّد بتجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، والتي جاءت كمولود بعد مخاض ثورة 19 تموز التي شكّلت قفزة نوعية بالنسبة لشعوب شمال وشرق سوريا، نحو حياة أكثر حرية وديمقراطية،
لم تحصر تجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، بل أن صداها أخذ يتوسّع في الجغرافية السوريّة وكذلك في محيطها الإقليمي، وصولاً إلى نقاشات عالمية تجري حولها، هذا الصدى لم يقتصر على التصريحات والبيانات بل تُرجِم على أرض الواقع من خلال الزيارات المتعددة لوفود إقليمية ودولية، إلى مناطق الإدارة الذاتية، ضف إلى ذلك، مناقشة تجربة الإدارة الذاتية في العديد من البرلمانات الدوليّة.

الإدارة الذاتيّة تجربة فريدة
وعن الأثر الإيجابي الدولي الذي خلّفته تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية، التقت صحيفتنا مع عضو البرلمان الكتالوني، روبن باغرنزبك، فقال: “نرى بان تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا، هي تجربة وحيدة في المنطقة وفريدة من نوعها، ليس على مستوى المنطقة فحسب بل على مستوى العالم أجمع، حيث لم نرَ حتى اليوم تجربة يمكن التعويل عليها في الحرية والديمقراطية كتجربة الإدارة الذاتية في عموم المنطقة”.
وتابع: “تكتسب هذه التجربة أهميتها من كونها جاءت لخدمة شعوب المنطقة كافة، بما فيهم الأقليات القومية حيث صانت هذه التجربة حقوق هذه الشعوب، سواء كانت القومية أو الطائفية أو غيرها، ولم تقُم هذه التجربة على أساس إقصاء أو تهميش لأي شعب، وهي تقوم على تأمين حقوق جميع الشعوب في مناطق شمال وشرق سوريا، وجاءت هذه التجربة صونا لحقوق كافة شعوب المنطقة، بعد قرون من الاضطهاد والتهميش الذي عاشته هذه الشعوب على يد أنظمة المنطقة”.
وأوضح: “تجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، يمكن أن تكون نموذجاً لحل كافة مشاكل الشرق الأوسط، لا سيما إنها جاءت في ظل ظروف صعبة تعاني منها المنطقة نتيجة سياسات الحصار والهجمات والاحتلالات، إلا أنه وبالرغم من هذه الظروف، استطاعت الإدارة الذاتية ان تُحافظ على كيانها متمتعة بدرجة عالية من الاستقلالية، دون أن تنصاع لمصالح وأوامر أي طرف من الأطراف، وهذا ما أكسب الإدارة الذاتية الديمقراطية شعبية وتقبّلاً على المستويات المحلية والإقليمية والدولية”.
سنُطبّق التجربة على كتالونيا
وأضاف: “بناءً على كل ذلك، ندرس في البرلمان الكتالوني تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، لاعتمادها نموذجاً للإدارة في مناطق إقليم كتالونيا مع مراعاة خصائص الشعب الكتالوني، التي قد تختلف في بعضها عن خصائص شمال وشرق سوريا وشعوبها، إلا إننا بالمجمل نرى بأن تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية المطبّقة في شمال وشرق سوريا، يمكن البناء على خطوطها العريضة لتأسيس ما يشابهها في كتالونيا”.
ولفت باغرنزبك: “التنسيق بين كل من الإدارة الذاتية الديمقراطية وإقليم كتالونيا، مستمر على الدوام، ونسعى من خلال هذا التنسيق إلى تبادل الخبرات في كافة المجالات بهدف إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تُعاني منها شعوب الطرفين، وذلك من خلال تقديم كل الدعم والمساندة للإدارة الذاتية، وبنفس الوقت قبول كل أشكال المساعدة التي يُمكن ان تُقدمها الإدارة الذاتية الديمقراطية للشعب الكتالوني، لا سيما وأن قضية الشعبين متشابهتان في خطوطهما العريضة”.
عضو البرلمان الكتالوني، روبن باغرنزبك، أنهى حديثه بالقول: إن “التنسيق بين الإدارة الذاتية وبين إقليم كتالونيا نابع عن التشابه الكبير بين ثقافتي الشعبين، حيث أن ثقافة الشعب الكردي قريبة جداً من ثقافة الشعب الكتالوني، ما يؤسس بشكلٍ متين لكل أشكال التنسيق والتعاون، ومن هذا المنطلق كان البرلمان الكتالوني هو البرلمان الأوروبي الأوّل الذي طرح تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا على طاولة الدراسة، وقرر الاعتماد عليها في طريقة إدارة المناطق.

No Result
View All Result