نشاطات متنوعة ضمن حملة “معاً لمكافحة المخدرات”.. ملتقى الفن التشكيلي نموذجاً

قامشلو/ علي خضيرـ انطلقت نشاطات حملة “معاً لمكافحة المخدرات”، بإقامة معرض للفن التشكيلي تحت شعار “في حب الفن نلتقي لنرتقي” في مركز الطبقة للثقافة والفن، بتاريخ 15 تموز الجاري، ولقيت الحملة دعماً محلياً، ودولياً كبيرين، لنشر الوعي، ومكافحة المخدرات في مناطق شمال وشرق سوريا، من خلال الحملات، التي توضح خطر المخدرات.

تعد هذه الحملة مجتمعية في مناطق شمال وشرق سوريا، وهدفها القضاء على المخدرات، ومعرفة أخطارها، من خلال مختلف الفعاليات والنشاطات الفنية والرياضية والتوعوية.

هدف الحملة

“بدأنا ولن نتوقف”، رسالة وجهها فريق حملة “معاً لمكافحة المخدرات”، لشعوب شمال وشرق سوريا كافة، ليتحدوا ويتضامنوا ضد انتشار واتساع رقعة خطر المخدرات، والذي يشكل خطراً كبيرًا على المجتمع.

وشارك في ملتقى الفن التشكيلي بمدينة الطبقة، وفد تابع لهيئة الثقافة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بالإضافة لـ 23 فناناً وفنانة من عموم شمال وشرق سوريا، وقد استمر الملتقى أربعة أيام متتالية، واختُتِم بمعرض فني لأعمال الفنانين المشاركين فيه، فيما ستقوم حملة “معاً لمكافحة المخدرات” بملتقيات، ونشاطات أخرى متنوعة في الأيام القادمة.

وأوضحت لصحيفتنا “روناهي”، عضوة اللجنة التحضيرية للمركز الثقافي بمدينة الطبقة “رسمية العرسان“: “بدأنا الملتقى الأول للفن التشكيلي، بمشاركة مجموعة من الفنانين، من مختلف مناطق ومدن شمال وشرق سوريا، مثل (كوباني، قامشلو، الرقة، منبج، الطبقة)، في فعاليات حملة “معاً لمكافحة المخدرات”، وبأعمال متنوعة”.

وتابعت: “وتم تبادل النقاشات والآراء الفكرية والفنية، من خلال اللوحات التي عبَّرت عن روح وإحساس كل فنان”.

وأضافت: “وكان الملتقى رسالةً للفنانين والمشاركين فيه، لمعرفة تراث المنطقة وتاريخها ومعالمها”.

نشر الوعي

كما وأكَّدت، رسمية: “إنَّ الهدف من الملتقى، نشر الوعي لمحاربة ظاهرة المخدرات، التي تسعى الدولة التركية لنشرها بين أبناء منطقتنا، ومختلف شعوب شمال وشرق سوريا، بهدف تشتيته وتجهيله، فيما تسعى الإدارة الذاتية لمحاربة هذه الظاهرة من خلال تكثيف الحملات التوعوية”.

وأشارت: “كما وتسعى هيئة الثقافة لشمال وشرق سوريا لإقامة الكثير من الملتقيات، وجذب عدد أكبر من الفنانين، من مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، لأنهم من خلال لوحاتهم يعبرون عن كل ما تتعرض له منطقتنا من “سياسات، واعتداءات وانتهاكات”.

التضامن مع الحملة

ووجه الشاعر “فرهاد مردي“، رسالة لفريق الحملة، عبر فيها عن تضامنه، ومشاركته، ومساندته لهم”. ووردت أيضاً، رسائل دعم من (هامبورغ ألمانيا)، مؤكدة دعمهم للحملة، ومن (الموزامبيق): “نحن بانتظار المزيد والمزيد، فنحن معاً نستطيع، ومعاً قادرون”.

كما وعبر أبناء شمال وشرق سوريا المقيمون في ألمانيا أيضاً، عن دعمهم ومساندتهم لفريق الحملة. وتضامن أبناء كوباني مع هذه الحملة أيضاً، معبرين عن دعمهم، ومسؤوليتهم بحماية مجتمعهم ومنطقتهم: “نحن جميعاً مسؤولون عن مجتمعنا، ويجب أن نتّحد للقضاء على الإدمان والمخدرات، وبناء مجتمع صحي وآمن”.

هدف المشاركين

وفي لقائنا مع المشاركات في الملتقى، الفنانة التشكيلية “سولين عبد الصمد أوسي” من مدينة قامشلو، والتي شاركت بلوحة قياسها 170ـ160، قالت: “تمت دعوتي من إقليم الجزيرة إلى مدينة الطبقة، فشاركت في المعرض في سبيل تلقي الخبرات والمهارات المعرفية بمجال اللوحة الفنية، والتعرف على فنانين جدد، لتطوير ثقافتي الفنية، ولنتضامن معاً، لتوعية أجيالنا، وتوجيههم عن طريق حملات توعوية كهذا الملتقى، وإبعادهم عما تسمو إليه الدولة التركية، والرامية لتفكيكهم من خلال نشر المخدرات”.

وتابعت سولين: “وبالرغم من مشاركتي بعدة نشاطات أخرى، لكن، مشاركتي بهذا الملتقى كانت تجربة رائعة لي، حيث تعرفت من خلالها على فنانين جدد ومميزين، وقد استفدّت من تجاربهم وخبراتهم الفنية”.

واختتمت الفنانة التشكيلة “سولين عبدالصمد أوسي”: “من وجهة نظري، المشاركة في هذه الفعاليات، تساهم بتطوير الفنانين، وتزيد وعي المجتمع”.

 كما والتقينا مع الفنانة التشكيلية “أمل عطار” من مدينة الرقة، خريجة مركز الفنون ٢٠٠٨، والمشاركة في الملتقى، فقالت بدورها: “المرحلة التي مرت بها منطقتنا، والرسائل التي تم توجيهها من قبل الفنانين، واللوحات التي تحكي قصة معاناة شعب تعرض لمختلف الاعتداءات والانتهاكات، والأزمات، ومن خلال هذا التجمع النبيل، تم تسليط الضوء على إحدى الظواهر الخطيرة التي تحارب مجتمعنا، وتغييبها عن الواقع، وخاصة فئة الشباب، وهي ظاهرة المخدرات، فالفنان صاحب رسالة نبيلة وسامية، تصل إلى قلب المتلقي بكل حب”.

وشاركت أمل بلوحتين، وصفت من خلالهما عن التآلف والترابط بين كافة فئات المجتمع في شمال وشرق سوريا، وحب الفنان لبيئته التي يقطن تحت خيمتها: فقالت: “شاركت بعملين يحاكيان التمازج بين الشعوب، وتأثر الفنان بالبيئة التي ينتمي لها”.

التمازج الروحي بين الفنانين

وبينت الفنانة “أمل عطار” في ختام حديثها، أن هدفها من المشاركة في هذا الملتقى، هو تبادل الخبرات، والتعرف على أساليب الفنانين والمدارس الفنية التي ينتمون لها، والتمازج الروحي بين الفنانين، كما وكان يتخلل الملتقى جلسات حوارية تعارفية عن آلية تطور الفن، طورت خبرات الفنانين فيما بينهم، وزادت من ثقافتهم التي تؤثر على عموم أبناء المجتمع، ومن حسهم وفكرهم السليم في مواجهة المخاطر، التي تهدد وحدة أبناء المجتمع، ولا سيما المخدرات بالدرجة الأولى.

يشار، إلى أن دولة الاحتلال التركي، سعت منذ البداية لخلق جو عدواني في المناطق المحتلة من قبلها، فكانت تمارس العدوان بشكل يومي، غير آبهة لقانون دولي، أو تحذير أممي، ومن أشكال هذا العدوان سعيها لتفكيك ترابط المجتمع في شمال وشرق سوريا، بنشر المخدرات، عن طريق عملائها، وخاصةً، في المناطق المحتلة، ولذلك تسعى جميع مؤسسات الإدارة الذاتية لمحاربة هذا النوع من العدوان، عن طريق نشر حملات توعوية، فكرية، وفنية، تستطيع من خلالها توعية الأجيال، وبناء حاجز منيع ضد انتهاكات تركيا الإرهابية.