زراعة الخضروات جنوب الحسكة خطوة نحو تحقيق للاكتفاء الذاتي

الشدادي/ حسام الدخيل –

على بعد 20 كم إلى الجنوب من مدينة الحسكة، وعلى وجه الخصوص قرية “قانا” الواقعة على كتف بحيرة سد الحسكة الجنوبي، ينهمك المزارعون في الاهتمام بمزروعاتهم من الخضار الصيفية، في محاولة منهم لسد السوق المحلية من الخضار.

وكانت قد انتشرت زراعة الخضار الباكورية في ريف الحسكة الجنوبي خلال السنوات الماضية، وأصبحت مشاريع زراعية أساسية لتأمين دخل اقتصادي لغالبية المزارعين في المنطقة، وخاصةً بعد موجة الجفاف والتغير المناخي، التي طرأت على المنطقة.

المزارع “علي حسن” المنحدر من قرية قانا أوضح لصحيفتنا: “إن غالبية المزارعين في قرية قانا توجهوا في السنوات القليلة الماضية لزراعة الخضار الباكورية، وبطرق زراعة وحديثة نسبياً، ويعود السبب الأول لتغير المناخ وموجات الجفاف، التي تأثرت بها المنطقة، وخاصةً إن المنطقة كانت تزرع بالمحاصيل الاستراتيجية مثل القمح، والشعير”.

وتابع: “ومن حاجة الأهالي لتأمين دخل ثابت، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها المنطقة، فضلاً عن حاجة السوق المحلية للخضار، توجه عدد كبير من المزارعين لزراعة الخضار في قرية قانا، حيث وصل عدد المزارعين الذين عملوا في زراعة الخضار إلى قرابة الـ 500 مزارع، وبلغت المساحات المزروعة بالخضار 4000 دونم”.

الاعتماد على الإنتاج المحلي

وأكد أن مزروعاتهم ساهمت بشكل كبير جداً في سد حاجة السوق المحلية من الخضروات، ما ساهم بتقليل الاستيراد وبالنهاية انخفاض أسعار الخضار بشكل يتناسب مع الدخل في المنطقة.

وعن أنواع الخضروات التي يتم زراعتها في المنطقة قال حسن: “تتم زراعة العديد من أنواع الخضروات التي تمتاز بالجودة العالية، والطماطم، والخيار، والفلفل، والباذنجان، والكوسا، والبامية من بين أهم الخضروات، التي تزرع في المنطقة، إضافة إلى البطيخ الأحمر، والأصفر”.

وعن كمية الإنتاج أشار الحسن، إن الدونم الواحد من البطيخ الأحمر، والأصفر ينتج قرابة تسعة أطنان، بينما الدونم الواحد من البندورة، والخيار ينتج من 10-12 طناً، بينما دونم الباميا ينتج ما يقارب طناً واحداً في الموسم. ونوه إلى أنه لا يمكن الإجابة على هذا السؤال بشكل نهائي لأن إنتاجية الدونم الواحد من الخيار، والبندورة، والبطيخ قد تختلف اختلافًا كبيراً بين المناطق والمواسم. كما أنها قد تتأثر بالظروف المناخية والتربة، ونوعية البذور ومستوى العناية والممارسات الزراعية الأخرى، ولكن بشكل تقريبي هذه كمية الإنتاج بالمنطقة.

وأشار الحسن، إلى أن المزارعين في قرية قانا، يستخدمون وسائل الري بالتنقيط في سقاية كل أنواع المزروعات، وذلك لتوفير أكبر كمية ممكنة من المياه، وخصوصاً إن المنطقة تأثرت بالجفاف، والتغير المناخي وانخفضت كميات المياه فيها بنسبة كبيرة.

“الحفاظ على الاستدامة الزراعية”

وعن أهمية زراعة الخضروات في المنطقة، أكد الحسن على أن الأهمية بالدرجة الأولى، تكمن في رفد السوق المحلية بالخضروات، وتأمين الاكتفاء الذاتي، بالإضافة إلى أن زراعة الخضروات في المنطقة تسهم في توفير فرص العمل للمزارعين، وتعزيز الإنتاجية الزراعية، والحفاظ على الاستدامة الزراعية وتحقيق الحد الأقصى من الأرباح على المستوى المحلي.

أما أبرز العوائق، التي تواجهها زراعة الخضار بيّن حسن، إن هناك العديد من التحديات التي تواجه المزارعين، والتي تعد أبرزها، العقوبات الاقتصادية، التي تتأثر بها سوريا وانخفاض قيمة العملة السورية مقابل العملات الأجنبية؛ ما يؤدي بالدرجة الأولى إلى نقص المعدات الزراعية اللازمة فضلاً عن غلاء التكلفة حيث وصل سعر كيس السماد الواحد إلى 110 دولارات أمريكية، أي ما يعادل المليون ليرة سورية.

بالإضافة إلى تأثير التغيرات المناخية مثل الجفاف الشديد، والفيضانات على المحاصيل؛ ما يؤدي إلى تدهور الإنتاجية الزراعية، وعدم توفر بنية تحتية كافية لدعم قطاع الزراعة، مثل شبكات الري والتقنيات الحديثة.

فضلاً عن ارتفاع تكاليف الطاقة وصعوبة الوصول إلى الطاقة الكهربائية اللازمة لعمل المعدات الزراعية. مشيراً إلى، “أن هذه التحديات تؤثر على الإنتاجية الزراعية، وتعوِّق تطوير قطاع الزراعة، ومن الضروري أن تعمل الإدارة الذاتية بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات المختصة على توفير الدعم اللازم للمزارعين وتقديم مزيد من المساعدة لتطوير هذا القطاع الحيوي”.