الهلال الأحمر الكرديّ ودوره الإنساني في مخيّم واشو كاني

قامشلو/ علي خضير – يكمن الدَّور الإنسانيّ لمنظمة الهلال الأحمر الكرديّ، في مخيّم “واشو كاني”، بعملها المستمر على مدار 24ساعة، واستقبال المرضى بشكل يومي، وتقديم كافّة الاحتياجات الطبّيّة، والعلاجيّة للقاطنين في المخيم كمثل: “الأدوية، والإسعافات الأولية”.

تسعى الإدارة الذاتيّة لشمال وشرق سوريا، بإمكاناتها المتاحة، لتأمين كافّة المستلزمات لمهجري مدينة “سري كانيه” القاطنين في مخيم “واشو كاني”، بالتّعاون مع هيئة شؤون المنظّمات، والهلال الأحمر الكردي.

الأقسام الصحية في المخيم

وخلال زيارة صحيفتنا “روناهي”، مخيم واشو كاني، أردنا تسليط الضَّوء على الواقع الصّحي، وما يقدّمه الهلال الأحمر الكردي لقاطني المخيّم، وخاصةً، في ظلّ انتشار الأمراض الموسمية والمعدية، في لقاء مع رئاسة فريق مركز “واشو كاني”، للهلال الأحمر الكردي “خناف أحمد“، حيث بيَّنت في مستهلّ حديثها الأقسام الموجودة في مركزهم الخاص بمخيم واشو كاني: “لدينا قسم للإسعاف يستقبل الحالات الطَّارئة على مدار 24 ساعة، ويتم إسعاف المريض مهما كانت حالته حرجة، وفي حال حاجة المريض للمشفى، يتمّ تحويله إلى المشافي المتخصصَّة بالتّنسيق مع غرفة عمليات الهلال الأحمر الكردي في قامشلو، ليتم بعدها نقل المريض إلى مشافي الحسكة لتلقّي العلاج”.

كما ويتوفّر في الهلال الأحمر الكردي مخبر للتّحاليل الطبّية أيضاً، ولكن في حال عدم توفُّر بعض التحاليل، يسعى الكادر العامل هناك بدوره لخدمة المرضى، وإيصالهم لمخبر آخر في الحسكة، بالإضافة لوجود قسم خاص بالتوليد والأمراض “النسائية”، حيث يستقبل حالات الولادة على مدار 24 ساعة.

قسم خاص للإرشاد النفسي

وأضافت خناف: “ويوجد في مركزنا أيضاً، قسم خاص بالدّعم النفسيّ، لمن يعانون من الاكتئاب أو الاضطهاد، فطبيعة العمل تكون بعمل جلسات جماعية لتحسين الحالة النفسية للمرضى، وفي حال طلب أحدهم جلسات فردية، يقوم فريق هذا القسم بإجراء مقابلة فردية لمعرفة حالته، فيما يتم إحالة من يصعب علاجهم هنا، إلى قسم الدعم النفسي بقامشلو، ليتم معالجته هناك”.

وعن المساعدات والدعم الذي يقدم للهلال، قالت خناف “في السابق كانت بعض المنظَّمات الإنسانية، تقدم الدعم لنا، ولكن توقف هذا الدعم في الآونة الأخيرة، نتيجة تأثير الحروب على الصعيد العالمي، ولا سيما الحرب الأوكرانية الرُّوسية، التي سببت خناق شامل للاقتصاد العالمي”، مضيفةً: “يجب إمداد الهلال بالدعم بشكل مستمر، ليتمكن من خدمة المواطنين، والمهجرين بشكل خاص وتأمين احتياجاتهم كافة”.

العوائق والصعوبات

وهناك صعوبة في استيراد الأدوية إلى المخيَّم بسبب إغلاق المعابر، التي تؤدّي إلى مناطق شمال وشرق سوريا، فواجب الهلال الأحمر الكردي الإنساني، إمداد المريض بالأدوية قدر المستطاع، وخاصَّة أدوية الأمراض المزمنة، والتي يجب توفرها بشكل دائم.

واختتمت رئيسة فريق مركز “واشو كاني”، للهلال الأحمر الكردي “خناف أحمد”: “نتمنى التوفيق لفريق الهلال الأحمر الكردي، السّاعين لخدمة المرضى ومساندتهم في المخيَّم، ونتمنى عودة جميع المهجرين لديارهم بسلام”.

قسم الإسعاف

وكان لنا لقاء أيضاً، مع مدير قسم الإسعاف في المخيم “حسين رشاد حسو“، فقال: “يوجد في المخيم نقطة طبية مفتوحة على مدار 24 ساعة، لخدمة المهجرين، حيث يتألف فريق الإسعاف من ستة ممرضين في النقطة، يتناوبون على مدار الـ 24 ساعة، لتفادي أي تقصير في العمل”.

وتابع: “وتتم معالجة الحالات الإسعافية من “قياس الضغط وخياطة الجروح، ومعالجة الحروق، وغيرها من الحالات”، وإذا وجدت لدينا حالة تتطلب دخول المشفى، نقوم بالتنسيق مع غرفة العمليات بمدينة قامشلو، ومن ثم نقل المريض إلى أحد المشافي الخاصة”.

وأضاف: “هناك صعوبات في العمليات القيصرية، وأمراض الأطفال، وخاصةً، بدخولنا لفصل الصيف، حيث تكثر فيه حالات الإسهال والإقياء، فتكون هناك صعوبة في استيعاب عدد كبير من هذه الحالات في مشفى الشَّعب بمدينة الحسكة، بالإضافة إلى العمليات القيصرية وكثرتها”.

آراء أهالي المخيَّم

كما وأردنا تسليط الضَّوء، ومعرفة رد فعل الأهالي عن دور الهلال الأحمر الكردي والخدمات التي يقدمونها، فالتقينا “عبود جبر“، من أهالي سري كاني، وقاطن في مخيم واشو كاني، منذ عام 2019م، فأكد: “هناك تسهيلات كثيرة، وسلسة يقدِّمها الهلال الأحمر الكردي لنا، فيتم استقبال حالات الإسعاف بشكل جيد، وبدون أي تقصير”.

وأضاف: “فأنا أعاني من وجود (ثلاثة حصيات بلورية) في المرارة، وتسبّب تشنّجات دائمة ومؤلمة جداً، وأتلقى علاجي من مركز الهلال الكردي بشكل متواصل في المخيَّم”.

وأشار: “زارتنا منظَّمات عديدة، مثل مفوضية اللاجئين والهلال الأحمر السوري، وطلبنا منهم عدة متطلبات، ولكن دون جدوى”.

واختتم “عبود جبر” حديثه بالقول: “نطالب المنظَّمات الإنسانية، أن تتوسَّع في إعانة المهجرين بشكل أكبر، من حيث تبديل (الشوادر) لتقينا حرَّ الصيف، لأنَّها مصنوعة من مادة البلاستيك، والتي لا تقي حرارة الشَّمس”.