No Result
View All Result
المشاهدات 0
علاء الدين الخالد كالو_
تستمر السلطات التركية الفاشية بتشديد العزلة على القائد الأممي عبد الله أوجلان، ضاربةً بعرض الحائط كافة القوانين والعهود والمواثيق الدوليّة وجهود كافة المنظمات واللجان الحقوقية والإنسانية الأممية منها والإقليمية من جهة ثانية، وسط صمت دولي من خلال فرض عزلة مشددة على القائد الأممي عبد الله أوجلان عبر فرض عقوبات انضباطية متكررة الواحدة تلو الأخرى، دون وجود أي مستند دستوري أو قانوني، لضرب مشروع الأمة الديمقراطية، وإعادة تقييد المرأة بهدف الوقوف أمام فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان وعدم وصوله للعالم بأكمله من خلال عدم السماح لذويه أو لمحاميه بزيارته وبلقائه ورغم كل ذلك؛ فإن الشعب وكافة الحركات التحررية الثورية يتمسكون بتطبيق فلسفته وأفكاره وآرائه.
إن العزلة المفروضة على القائد ما هي إلا عزلة على جميع الشعوب التواقة للحرية، بغض النظر عن العرق أو الجنس، أو اللون أو الدين، أو المذهب أو المعتقد، بشكلٍ عام وعلى الشعب الكردي بشكلٍ خاص، ظناً من الدولة التركية الفاشية بأنها ستكسر إرادة الشعوب، والتي عولَّت على هذا الأمر كثيراً، منذ اليوم الأول لخطفه، ظناً منها بأنها عندما تعتقل القادة الكرد كما في السابق، فإنها ستقضي على آمال الشعب الكردي؛ لكنها لم تُدرك بأن القائد عبد الله أوجلان لا يشبه القادة الكرد السابقين؛ لأن فلسفته وأفكاره وتطلعاته، التي تحث على استمرارية النضال، لا ترتبط بتقييد حرية شخص، لأن ما أسسه وما شيّده وما بناه القائد أضحى لنا منبعاً فكرياً حراً، ونبراساً يُقتدى به، لأنه وضع كل أفكاره وفلسفته في خدمة الشعب، من أجل تحقيق تطلعات كافة الشعوب التواقة للحرية وتحقيق السلام والتعايش السلمي بين كافة الشعوب؛ ورغم كل ذلك اعتبرت دولة الاحتلال التركي ونظام الحداثة الرأسمالية في العالم الفكر الأوجلاني أكبر تهديد لمصالحهم، البعيدة كل البُعد عن الأخلاق وعن الإنسانية على حساب حقوق ودماء وآلام وطموحات كافة الشعوب التواقة للحرية.
تتجلى هذه النظرة وهذا الموقف من الفكر الأوجلاني في الشرق الأوسط من هذه النظم، لأنها تجد في فلسفة القائد وأطروحاته طريق الخلاص من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية عبر مشروع الأمة الديمقراطية وأخوّة الشعوب؛ وما حدث في شمال وشرق سوريا شاهد عيان ودليل انتصار لهذه الفلسفة على الإرهاب وعلى مخططات الدول الاستعمارية.
لقد قدّم القائد عبد الله أوجلان عبر فلسفته وأفكاره وأطروحاته حلولاً سلمية للشرق الأوسط بشكلٍ عام ولحل القضية الكردية بشكلٍ خاص من خلال تطبيق نظام الكونفدرالية الديمقراطية والمتمثلة بمشروع الأمة الديمقراطية وأخوّة الشعوب في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
لقد أكد القائد مجدداً ومن مكان احتجازه في سجن إمرالي أثناء لقائه مع المحامين بتاريخ 16/ 8/ 2019 حيث قال: “أحاول خلق مكانة للكرد وحل القضية الكردية، يمكنني إيقاف الحرب في غضون أسبوع واحد، لا يمكنني ترك أي سبب للحرب، يمكنني حلها، أنا أؤمن بنفسي وأنا مستعد للحل؛ لكن الدولة يجب أن تحقق أيضاً ما يقع على عاتقها”
ومن خلال فلسفته وأفكاره وأطروحاته نجد بأنه يتفق مع جميع دُعاة الحرية والسلام، على حقيقة ألا وهي بأن الأمل الوحيد للسلام والتعايش السلمي بين الشعوب ونهاية الحروب والأزمات، وهو ما يوجِّب على الدولة الفاشية التركيّة، ومن ورائها دول الحداثة الرأسمالية إنهاء العزلة المُشددة المفروضة على القائد، وفتح أبواب سجن إمرالي، لينال القائد حريته الجسدية والقبول بمشروع الحل السلمي للقائد أوجلان.
لذلك؛ لا بد للمجتمع الدولي وكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، ولجنة مناهضة التعذيب CPT، وكل من يتحدّث ويدافع عن الحرية والحريات، وعن المبادئ السامية لحقوق الإنسان، أن تقوم بدورها وبواجبها الأخلاقي، والإنساني، والقانوني، والحقوقي، تجاه كل ما ترتكبه الدولة التركيّة من انتهاكات بحق القائد وعلى ما تقترفه أيضاً من انتهاكات ضد جميع الأحرار في تركيا، بشكلٍ عام، وضد القائد بشكلٍ خاص، ولا سيما الإجراءات الاستثنائية التي تستهدف شخصية القائد عبد الله أوجلان، وحقوقه في سجن جزيرة إيمرالي.
No Result
View All Result