No Result
View All Result
المشاهدات 3
هيفيدار خالد_
مع انتشار مواقع التواصل، وتطبيقات الدردشة الحديثة، والمتعددة على الإنترنت بشكلٍ واسع، في الآونة الأخيرة، واستخدامها بشكل كبير، وبطرق وأساليب غير مناسبة، من الفئات العمرية كافة في المجتمع، فقد أدى هذا الانتشار الضخم الذي لم يلتزم حدوداً أو قيوداً، إلى تفاقم ظاهرة التحرش بالأشخاص، والإساءة لهم، وبشكل خاص ضد النساء، والفتيات عبر تطبيقات الدردشة الفورية.
الاستخدام الخاطئ لمعظم البرامج، والتطبيقات الحديثة، التي يستطيع الفرد من خلالها إرسال الصور، والمشاهد المصورة، خلق حالة من الاهتزاز النفسي لدى من يتعامل مع هذه التكنولوجيا، حيث أدى ذلك إلى تفكك الأسر، وخلق حالة القلق لدى الكثيرين، وخاصة المدمنون على استخدام هذه المواقع بشكل متواصل.
الأخبار، التي تعرّض النساء، والفتيات، للتحرّش اللفظي، والابتزاز عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باتت السمة الملازمة لتلك المواقع، وذلك من خلال استخدام هؤلاء الأشخاص صوراً لنساء خادشة الحياء، ونشرها على الإنترنت، والتلاعب بها بهدف ابتزازهن، ومن ثم الرضوخ لمطالبهم، التي يفرضونها عليهن عنوة بهدف الاستسلام لرغباتهم، الأمر الذي يؤثّر سلباً على حياتهنّ، ويجعلهنَّ في وضع حرج في المجتمع.
طبعاً هذه الممارسات والانتهاكات، التي تتعرض لها المرأة على مواقع الإنترنت، هي شكل من أشكال العنف الممارس ضد المرأة في المجتمع، تحت مسميات عديدة، فتتعرض المرأة لسوء المعاملة والإساءة، والتشهير بها، والتقليل من شأنها في معظم الأوقات، وبالتالي فرض العبودية عليها، وجعلها عرضة للمخاطر.
نعم ظاهرة الابتزاز الإلكتروني عبر الإنترنت، فتحت الطريق أمام العديد من الأمور والقضايا، التي لا تتناسب مع معايير مجتمعاتنا، ومفاهيمها، وأخلاقها، وهيأت أرضية لعقد علاقات خاطئة مبنية على الكذب، والخداع، والنفاق، فأدى هذا الواقع لصدمات نفسية بين الشباب والشابات.
ومع كل ما تتعرض له المرأة من تحرش، وإهانة على يد الرجل دون أي اعتبار لحالتها النفسية، أو الوضع الذي أجبرت عليه، فإن اللوم كله يقع على عاتقها بدلاً من دعمها، ومعاقبة المتهم الذي ارتكب هذه الجرائم بحقها.
وإذا ما أرادت المرأة وضع حد لكل ما من شأنه أن يقلل من كرامتها، فيتوجب عليها عدم الانجرار وراء الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل، والابتعاد عن الأشخاص الذين يحاولون من خلال هذه التطبيقات استغلالها، وبالتالي اللعب بمشاعرها وتركها تواجه مصيرها أمام عادات وتقاليد، فُرضت عليها بداعي العيب، ومفاهيم أخرى حرمتها من أبسط حقوقها في الحياة، رغم أن المرأة هي صاحبة القيم الأخلاقية الموجودة في المجتمع منذ آلاف السنين.
No Result
View All Result