“امنحي زوجك فرصة أخرى” العبارة التي تقتل النساء

عبارة “امنحي زوجك فرصة أخرى” تودي بحياة “وزيرة أرتوك” على يد زوجها، الذي اعتاد تعنيفها على مدى سنوات عدة مع علم ذويها.

في حي أرجاني بمدينة آمد بباكور كردستان قتلت “وزيرة أرتوك” البالغة من العمر 32 عاماً بتاريخ 25 أيار/ مايو على يد زوجها المدعو دنيز أرتوك، الذي كان دائماً يعنفها، ويهينها، على علم ودراية من أهلها، بما تتعرض له، وفي آخر مرة تعرضت للعنف عادت إلى بيت معنفها بعد توجهها إلى أهله، لعلهم يقفون جانبها هذه المرة، إلا أنهم رفضوا ذلك، وأعادوها إلى بيتها بحجة أن لديها أطفالاً، ويجب أن تكون إلى جانبهم.

بعد أن تم القبض على الجاني، الذي أدعى أنه مجنون ولديه مرض عقلي، ولم يكن بوعيه حين ارتكب جريمته، فر من المستشفى، التي احتجز فيها، وحسب مصادر مقربة من الضحية، التي تزوجت منذ ١٥ عاماً فإنها كانت طوال هذه الفترة تتعرض لعنف ممنهج وانتهاكات صارخة على يد زوجها، ولأنها لم تستطع تحمل هذا العنف قامت برفع دعوى طلاق، ولكنها أُجبرت على سحبها بسبب التهديد بالقتل، الذي تعرضت له من زوجها وأشقائها.

برر جريمته بـ “أنا مجنون”

وقعت الجريمة في وضح النهار، حيث كانت الضحية نائمة، فأقدم الجاني على قتلها، ثم لاذ بالفرار واتجه مباشرة إلى المشفى الوطني الواقع في المنطقة، حيث قام الأمن فيها باحتجازه بعد أن قال لهم: “لقد جرحت يدي أثناء قيامي بقتل زوجتي، عالجوني” كان يريد إثبات أنه مجنون، وليس للقضاء الحق في معاقبة المجانين على أي جرم يرتكبونه مهما كان نوعه، وورد في الإفادة التي تقدم بها إلى الدفاع “أنا مجنون” ولكنه لا يملك أي تقرير طبي يؤكد صحة ذلك.

وفقاً لعدد من أفراد عائلة وزيرة أرتوك، وهي أم لثلاثة أطفال، أنها كانت تتعرض لعنف ممنهج منذ بداية زواجها، وكانت دائماً تطلب من ذويها مساعدتها للنجاة بحياتها، لكن في كل مرة يعيدونها إلى منزلها بقولهم لها: “يجب أن تمنحي زوجك فرصة ثانية لعله يتغير للأفضل”، وفي آخر مرة تعرضت فيها للعنف، وغادرت على إثرها المنزل تقدمت بدعوى طلاق، لكنها سحبتها بسبب تعرضها للتهديد بالقتل من زوجها وأشقائها، فقد أكدت مصادر مقربة من الضحية، أن الجاني وقبل ارتكابه الجريمة قال: “عندما تأتي هذه المرة سأقوم بقتلها”.

“العنف الممنهج لم يتوقف منذ سنوات”

وفي هذا السياق قالت غوربت دمير شقيقة وزيرة أرتوك: إن دنيز أرتوك الذي سلم نفسه للأمن في المستشفى، وأخبرهم أنه مجنون، لم يكن هناك أي تقرير طبي يثبت جنونه لا قبل ارتكابه الجريمة، ولا حتى بعدها، لقد كان يحاول الإفلات من العقاب من خلال خلق الذرائع والحجج الواهية، مؤكدة أن الضحية كانت دائماً تتعرض للعنف، ففي إحدى المرات، قام الجاني بكسر أحد أصابعها، وأضافت: “كانت تتعرض وزيرة للعنف منذ أول أيام زواجها، وهذه المرة عادت إلى منزلها فقط من أجل أطفالها، قالت لنا أنا ذاهبة، لكن أختي ماتت أين العدالة من ذلك؟”. 

لن أتراجع عن الشكوى

وأكدت غوربت دمير، أن الجاني لم يكن يشكو من أي أمراض عقلية، ونوهت أنها رفعت دعوى قضائية عليه، ولن تتراجع عنها أبداً: “لم أرفع دعوى على الجاني فقط، بل أيضاً على والده، وكل من كان يضع اللوم على شقيقتي، لقد كانت مهمشة، ومنبوذة بسببهم، هي لم تكن مذنبة في الواقع، فعندما كنت آخذها إلى منزلي، كانوا يسألونني لماذا تأخذينها معك؟ زوجها لم يكن مجنوناً كان يتناول بعض الأدوية، لكنه ليس مجنوناً، وإن لم يكن موقف عائلتي مثل موقفي، إلا أنني لن أتراجع حتى أنال حق شقيقتي، وإن كنت سأموت أنا أيضاً على هذا الطريق، لن أتخلى عن قضيتها”.

أنا نجوت لكن أختي لم تنجُ

وعن تعرضها هي الأخرى للعنف من قبل الشريك، أكدت غوربت دمير، أنها أيضاً ضحية للعنف والانتهاكات، التي يمارسها الأزواج بحق زوجاتهم، وقالت: “على المرأة المعنفة أن تضع حداً لما تعانيه، عليها ألا تبقى تحت سلطة المعنف، وألا تخضع له، أنا أيضاً تعرضت للعنف، وفي آخر مرة طلبت الطلاق، وحصلت عليه على الفور، لو أنني لم أتطلق لقام زوجي أيضاً بقتلي، لقد تمكنت من النجاة، ولكن أختي لم تنجُ، أطالب بمعاقبة هذا المجرم بما يستحقه من عقاب”.

وكالة أنباء المرأة