امرأة حوَت الموهبة والفن والتميُّز في رسم لوحاتٍ جداريّةٍ متقنة

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

أدوات بسيطة، وقطع خشبية مختلفة، تبدع سميرة شاويش في صنع تحف فنية للزينة اتسمت بالحداثة والرونق الجميل، فمع كل لوحة تقدمها نجد الطبيعة حاضرة، بألوان مميزة تدل على المهارة والعراقة، جداريات أعدتها بتمكن، متخذة من الغراء والنشاء، طريقا للتميز والفن والإبداع.

عندما يستغل المرء وقت الفراغ بطريقة صحيحة يولد الإبداع، وهذا ما فعلته الإدارية في إحدى مدارس قامشلو سميرة شاويش البالغة من العمر 52 سنة، والتي عشقت الفن والرسم، فمزجت بينهما، في تشكيل جداريات زينة من عملية أعادة تدوير بسيطة، إلا أنها تستغرق الكثير من الوقت.

وقد بدأ حب الفن ينمو مع سميرة في العاشرة من عمرها خلال النشاطات، التي كانت تقوم بها مدرستها، ومع تقدم سميرة في العمر، زاد شغفها في الأعمال اليدوية، فانضمت إلى العديد من الدورات، التي افتتحتها الجمعيات للفنون، وحدثتنا سميرة عن اللوحات الجدارية، التي تصنعها، وكيف تمرّست في مهارتها وهوايتها: “إني أملك وقت فراغ كبير، وعملت على استغلال هذا الوقت والعمل في لوحات جميلة ومميزة من أمور بسيطة، وقمت بعرضها بعد أن لاقت أعجاب عائلتي، وجيراني فزيَّنت هذه اللوحات الفنية رفوف معارض أحلام صغيرة”.

طريقة الصنع

وقد أطلعتنا سميرة على الطريقة التي تصنع بها اللوحة الجدارية: “أمزج النشاء والغراء حتى يتجانس القوام، وأضيف بعض الألوان، ثم أتركها يوماً كاملاً حتى تصبح متماسكة، وطرية فتصبح سهلة لتشكيلها بالطريقة الصحيحة”.

وتصنع سميرة من هذه العجينة عدة أشكال مثل سلال للفواكه، وزهور للجداريات، بالإضافة إلى الأشكال الهندسية المتميزة، وتستغرق سميرة أياماً لإعداد هذه الأشكال المميزة، فالزهرة الواحدة تستغرق عدة ساعات من العمل، وساعات أخرى حتى تجف: “إن الأمر ممتع، ولكن العجينة تحتاج إلى الصبر، وأنا لا أعمل إلا في أوقات الفراغ، وأيام العطل المدرسية، فأحياناً أعد لوحة في يوم واحد، وأحياناً تستغرق اللوحة إياماً”.

لا تواجه سميرة أي صعوبات في عملها هذا فجميع المواد، التي تستخدمها متوفرة في المنزل، ويمكن إيجادها في المحلات، ولكن الألوان، التي تستخدمها غالية الثمن قليلاً، فاللونان الذهبي والفضي، اللذان تستخدمهما في عملية البخ مميزان، وقد يُفقدان من الأسواق أحياناً.

معارض ومشاركات

شاركت سميرة في معارض فنية تجاوزت الستة، في معارض مع مجموعة أحلام صغيرة، وضمن الجمعيات والمنظمات، بالإضافة إلى المعارض التي نظمتها هيئة الثقافة الفن في مدينة قامشلو، وتقول عن مشاركتها: “لقد كانت هذه المعارض الحافز الأساسي لاستمراري في هذه الهواية، فكل من يرى عملي يعجب بما أصنع، ولاسيما عندما يتعرف على المواد التي استخدمها، من أشياء مهملة في المنزل”.

واختتمت سميرة شاويش حديثها مبينة أن الوضع الراهن يعيد الروح للحرف والأعمال القديمة، التي تعدها المرأة وتمنت: “على جميع النساء اللواتي عندهن ميل للفن أن يباشرن العمل، ويعملن على إحياء هذه المهن المميزة التي تختص فيها المرأة فقط”.