قامشلو/ علي خضير –
بيَّن عدد من المثقفين الدَّور الرَّاسخ لاتِّحاد المثقفين في إقليم الجزيرة خلال الكونفرانس، الَّذي أُقيمَ في جامعة روج آفا بنسخته الخامسة يوم الجمعة الفائت السادس والعشرين من أيار الجاري، والذي أُسِّس في عام 2014، بهدف الدِّفاع عن المنجزات والمكتسبات في مناطق شمال وشرق سوريا، وإلى التَّنظيم والتَّواصل مع المثقَّفين من جميع الشعوب بهدف خلق مقاومة ثقافية تواجه التهديدات على المنطقة.
عادةً يُعقد الكونفرانس كل عامين، وتمَّ تأجيل انعقاده لهذا العام سبعة أشهر، بسبب هجمات الاحتلال التركي، وتفشي الأمراض المعدية في المنطقة، فاتِّحاد المثقفين منذ عام 2014 وحتى الوقت الرَّاهن يقوم بدور كبير، في الاهتمام بالنتاج الثقافي، قبل كل شيء.
الهدف من الكونفرانس
ولمعرفة ما يصبو إليه اتِّحاد المثقفين وأعضاؤه، التقينا عضو اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة “كرديار دريعي“، وقد أوضح بدايةً لصحيفتنا “روناهي”: “الهدف من الكونفرانس على أنَّه يهدف لإعادة هيكلة اتِّحاد المثقفين، وتنظيمه ووضع برامج ومخططات عمل قادمة، لكي تكون في مستوى المرحلة التي نعيش فيها، فالجميع يعلم حالياً: أنَّ هناك مخاطر كثيرة على مناطق شمال وشرق سوريا خاصَّةً من الدَّولة الُّتركيّة الفاشيّة، التي تسعى لإقامة المشروع العثماني في المنطقة. هذا المشروع الذي يهدف إلى استعباد شعوب المنطقة من كرد، وعرب، وسريان، الَّذين استعبدهم الاحتلال العثماني منذ فترة ما يزيد عن 400 عام، قام الاحتلال خلال هذه الفترة بنشر الجهل، والتَّخلُّف، والقتل والمجازر، وفي الوقت الحالي تسعى الدَّولة التركيَّة إلى ممارسة هذه السياسة والجرائم بحق شعوب شمال وشرق سوريا. ولذلك اليوم عندما يُعْقَد هذا الكونفرانس نتيجة الظُّروف الَّتي مرَّت بها المنطقة من هجمات الدولة التركية إلى كوفيد 19 والأمراض، التي مرَّت علينا، فإننا نرى ذلك انجازاً يحققه الاتحاد”.
خلق روح ثقافيَّة واحدة متماسكة بين شعوب المنطقة
وعن دور المثقفين في إقليم الجزيرة قال دريعي: “نحن، المثقَّفين، نرى أنَّ منطقة الشرق الأوسط وخاصةً سوريا تضم شعوب المنطقة من كرد، وعرب، وسريان، وكل شعب يمتلك ثقافة إنسانية رائعة، هذه الشعوب تستطيع أن تتعايش مع بعضها بسلام، وأن يأتوا بحلول جيِّدة للأزمة السورية لمنع التدخُّلات الخارجيّة، التي لا تبحث سوى عن أهدافها ومصالحها”.
وتابع: “هدفنا كاتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة بعد انعقاد هذا الكونفرانس هو التنظيم والتواصل مع المثقفين من الشعوب بهدف خلق مقاومة ثقافية من نوعٍ آخر من أجل التَّصدَّي للأفكار، التي تشكل خطورة على منطقتنا وشعبنا، وبناء نظام اجتماعي ثقافي حضاري ديمقراطي للمنطقة”.
والتقت صحيفتنا أيضاً الإدارية في مكتب قامشلو لاتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة “ياسمين مشايخ“، والتي أوضحت الغاية من انعقاد الكونفرانس الخامس لاتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة على أنَّه يهدف إلى التَّطور في المجال الثقافي والسير نحو واقع ثقافي أفضل، لكافة المثقفين والثقافة بشكل عام على مستوى إقليم الجزيرة، ودوره في الرُّقي بالاتحاد والثقافة نحو نتاج ثقافي أكثر نضوجا وواقعية، من خلال المشاريع الثقافية الخاصَّة بالاتحاد. وعن الدَّور الذي يجب توفيره لدى كل مثقَّف في المنطقة بيَّنت “ياسمين:” أنَّه يجب أن يكون المثقف متابعاً للوضع الحالي في جميع المراحل وأن يتوفَّر لديه الشعور بالمسؤولية، وأن يكون صاحب أخلاق وضمير حي في التعبير بوسائله المتاحة، حيث يتمثَّل دوره في الجانب الإنساني والوجداني والأخلاقي.
يتجسَّد دور المثقَّف في شرح معاناة الشعوب
وبدورها بيَّنت عضوة اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة “ليلى إبراهيم” آلية عمل الكونفرانس بأنَّه “يُعْقَد بشكل اعتيادي كل عامين بحسب النظام الداخلي لاتحاد المثقفين، يتم خلاله تشكيل هيئة ورئاسة جديدتين، وتتم مناقشة النِّظام الداخلي للاتِّحاد والأعمال، التي قام بها خلال العامين الماضيين والعقبات والصُّعوبات، التي واجهتهم خلال هذين العامين، بالإضافة لوضع برنامج ومخطط للعامين القادمين”.
وتابعت: “وأن تكون مزايا المثقَّف تتمثَّل بمتابعته للأحداث الحالية، التي تجري في منطقتنا، ففي الوقت الرَّاهن هناك هجمات للاحتلال التركي، التي لا تتوقَّف، والانتخابات التركية والمؤامرات، التي تخنق المنطقة وتضيق عليها ما اتَّسع، فالمثقَّف يقع على عاتقه الدَّور الكبير في متابعة ما يجري في منطقتنا من أجل إيصال ما يصعب على أي فرد من مجتمعنا إيصاله لجميع أنحاء العالم، لعلَّ وعسى أن يكون هناك ضمير وإنسانية لدى المستمعين والقارئين”.
واختتمت: “نتمنى أن نصل من خلال هذا الكونفرانس إلى خطوات جديدة ومتطوِّرة متابعة لأحداث المرحلة الرَّاهنة، التي نعيشها، وتبيان المكتسبات التي حققتها ثورة روج آفا وتكون لائقةً بدم الشهداء”.
مستجدَّات الكونفرانس الخامس
أمَّا بالنِّسبة لأعضاء الهيئة الإدارية للدورة الجديدة، التي تم انتخابها في ختام أعمال الكونفرانس، لاتحاد مثقفي إقليم الجزيرة فهي: “روكن سلو، اناهيتا سينو، ياسمين مشايخ، عبد الوهاب بيراني، عبود مخصو”. وسيتم لاحقاً تعيين رئاسة مشتركة من بين هؤلاء الأعضاء لاتحاد المثقفين.
وكانت قد جاءت فكرة إقامة الكونفرانس لأوَّل نسخة له، نتيجةً لاجتماع مجموعة من المثقفين الذين رؤوا في ثورة روج آفا، أنَّها حلّ للأزمة السوريَّة، لإنهاء الصِّراع في المنطقة، ويكون فيه الدَّور البارز للمثقفين، لإيصال معاناة الشُّعوب في شمال وشرق سوريا للعالم، من خلال أقلامهم وأفكارهم النيّرة، وضمائرهم الحية.
