عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ
يغتنم غالبية مهجري مخيم “كري سبي/ تل أبيض”، فترة موسم الحصاد، فرصة للعمل في ظل الظروف الصعبة، خاصةً بعد احتلال أراضيهم من قبل المحتل التركي، وتهجيرهم منها، بتاريخ التاسع من تشرين الأول عام 2019.
يخرج المئات من قاطني مخيم مهجري كري سبي “رجالاً ونساءً”، وبشكل يومي، بحثاً عن العمل، لإعالة أسرهم، وتأمين حياة كريمة لهم، حيث فتح موسم الحصاد والعمل بالمياومة، فرصاً لتأمين دخلٍ يساهم في تحسين أوضاعهم المعيشية، ورفد اقتصاد المنطقة بالعمالة اللازمة لدفعها الى الأمام.
نسبة القاطنين في المخيم
ويسكن مخيم “مهجري كري سبي”، الذي أنشأته الإدارة الذاتية، بتاريخ 22 تشرين الثاني، عام 2019، لإيواء المهجرين قسراً من مقاطعة كري سبي المحتلة وأريافها بشكل خاص، والذي بلغت نسبتهم “6787 مهجراً”، موزعين على 1273 عائلة، ممن يعانون ظروفاً معيشية صعبة، عقب تخليهم عن مصادر دخلهم، وقلة الدعم المقدم لهم من المنظمات.
في حين يرتئي القاطنون في المخيم، البحث عن فرص عمل، في الحقول الزراعية القريبة منهم، لإعالة أسرهم، وتأمين حياة كريمة لهم، فيخرج المئات منهم، وبشكل يومي، للعمل في الأراضي الزراعية، ومهنٍ أخرى “كالحدادة والنجارة، والصناعة، بإشكالها”، في حين وضعت إدارة المخيم، وبالتعاقد مع المقاولين، إجراءات لضمان حقوقهم، وتقاضي أجورهم.
العمل لمواجهة ظروف التهجير
وبهذا الصدد، قال المهجر “صالح محمد“، والذي يعمل على حصادة زراعية، خلال لقاءٍ أجرته صحيفتنا “روناهي”، معه: “إن موسم الحصاد فرصة متجددة لنا في كل عام، حيث نغتنمها لتأمين مبلغ مالي جيد، في ظل البحث الدؤوب عن العمل خارج المخيم، لتأمين قوتنا”، مضيفاً: “فالمواد الإغاثية غير كافية لمعيشتنا، حيث تقتصر على بعض المواد التموينية فقط، فنحتاج لمواد أخرى غير موجودة ضمن المساعدات كالألبسة، والطبابة، والخضروات، وغيرها من المواد اللازمة لحياتنا اليومية”.
وشجع المهجر “صالح محمد”، على القيام بالعمل في كل أسرة، وعده نوعاً من المقاومة، بالرغم من الظروف التي أجبرتهم على التخلي عن أراضيهم، ومصادر دخلهم، لافتاً، إلى حتمية العودة بعد دحر المحتل الغاصب، مختتماً حديثه بعبارة: “العمل عزة، ورفعة للإنسان، فسنواصل دأبنا، لنعيش بجهدنا”.
تساعد زوجها لإعالة أسرتها
وفي الصدد ذاته، قالت المهجرة “مريم الأحمد“: “بعد تخلينا عن مصادر دخلنا، بسبب احتلال تركيا ومرتزقتها لديارنا وأرضنا، ومع بداية الموسم الزراعي الصيفي، أخرج للعمل في الحقول الزراعية “كعاملة مياومة”، لمساعدة زوجي، في تأمين قوتنا اليومي”.
موضحةً، بأن ما يتقاضاه زوجها، وبالرغم من خروجه للعمل بشكل يومي، لا يكفي لتأمين حاجياتهم، في ظل المتطلبات المعيشية، والحياتية الواجبة توفيرها لكل أسرة، لذلك تضطر للعمل يومياً مع ورشات العمل الزراعي، إضافةً، لرعاية أولادها.
لافتةً، في ختام حديثها، إلى أن الجهات المعنية بإدارة المخيم، والمنظمات الإنسانية، تقدم لهم بعض المواد التموينية الأساسية، كـ (الخبز، والماء، والزيت وغيرها)، ولكنها غير كافية، منوهةً، بأنهم يحتاجون إلى مواد أخرى لا تقدمها المنظمات “كمستلزمات الأطفال، (من حليب وألبسة)، وبعض الاحتياجات الأخرى اللازمة للمعيشة.
وتجدر الإشارة، إلى أن إدارة مخيم “مهجري كري سبي”، تؤمن 102 من الفرص لعمل القاطنين داخل المخيم شهرياً، كـ (حراس، وعمال لبناء الخيم، وخدمات عامة)، بهدف استفادة كافة العائلات هناك.
