سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بعد عشرة قرون من الخيبات والمآسي الكرد يقودون سفينة السلام في انتخابات تركيا 2023

أنفقت تركيا، خلال 40 عاماً ثلاثة ترليونات دولار على إبادة الكرد، هجّرت منهم ما يزيد عن مليون كردي قسراً، وقتلت عشرات الآلاف منهم على الهوية، واليوم يسعى الكرد، الذين لهم كلمة الفصل في الانتخابات، إلى صناعة السلام، وإزاحة حكم رجل طغى مدة عقدين، تعرضوا فيهما لشتى أنواع التمييز والعنصرية.
تشهد تركيا انتخابات برلمانية ورئاسية، تعدّ مصيرية وتاريخية للشعب الكردي، الذي سُلبت منه أرضه في اتفاقية لوزان المشؤومة، قبل 100 عام، فما الاتفاقات التي أُبرمت مع الكرد، وما المجازر التي اُرتكبت بحق الكرد، وكيف يتطلع الكرد إلى هذه الانتخابات التي يطغى فيها الجانب العنصري تجاه الآخرين؟
لم يُنصف الشعب الكردي، الذي هو أحد أعرق شعوب العالم، على مر التاريخ، فجزئ موطنه كردستان الممتد من جبال زاغروس، إلى طوروس المطلة على ميزوبوتاميا، مهد الحضارات الإنسانية، باتفاقات دولية إلى أربعة أجزاء.
فيما تشير المصادر أن الكرد في عهد الدولة المروانية الدوستكية (990-96/1084م)، كانوا يديرون أقوى إمارة، مركزها باكور كردستان (شمال كردستان) وتمتد إلى باشور وروج آفا كردستان (جنوب وغرب كردستان)، وعاصمتها (ميافارقين) آمد اليوم.
وتتميز جغرافية كردستان بغنى مواردها الطبيعية وثرواتها الباطنية، فكانت محط أنظار مختلف القوى، ومع مطلع القرن الحادي عشر، وجد الكرد أنفسهم أمام واقع جديد، ومجاورين لأناس جدد يبحثون عن موطن لهم.
اتفاقية 1000 عام
 قبل أن تطأ قدم الأتراك هذه الأرض، تعرضت (ميافارقين) لأول محاولة غزو من القبائل التركية (1042م)، وقد استبسل الكرد في الدفاع عن أرضهم، فردوا الغزاة على أعقابهم.
وفي أثناء ذلك دعا السلاجقة الكرد إلى الاتفاق معهم لمواجهة البيزنطيين، الذين ينوون إنهاء وجودهم المتنامي في آسيا الصغرى بجيش جرار قوامه عشرات الآلاف، وكانت مشاركة الكرد في هذه المعركة بـعشرة آلاف جندي، إلى جانب أربعة آلاف جندي سلجوقي في معركة ملاذ كرد، التي وقعت بالقرب من بحيرة وان، وانتهت بهزيمة البيزنطيين.
ولولا همة وشجاعة الكرد، كان البيزنطيون يقضون على السلاجقة، ويزيلون آثارهم، لكن لم يذكر أي دور للكرد في هذه المعركة، وتم تصويرها على أنها انتصار للسلاجقة.
حكم الكرد إمارة (ميافارقين) لأكثر من 100 عام، حتى خسرت استقلالها، وأصبحت تابعة للسلجوقيين، وبذلك أدخلت المنطقة في حالة عدم استقرار؛ لنقل خلافاتها الآسيوية إلى المنطقة.
تقسيم كردستان لأول مرة
من السلاجقة إلى العثمانيين، هيأت معركة جالديران 1514م، فرصة لتوطيد علاقات تركية كردية جديدة، بعد الفتن التي مورست بحق الكرد، فكان العثمانيون يعلمون جيداً أن أي معركة مع الصفويين دون مشاركة الكرد ستكون خاسرة.
بعد المعركة، تمت مكافأة الكرد، الذين كانوا يتطلعون لتنظيم شؤون إماراتهم، ويعانون من مضايقات الصفويين، إلى تجزئة موطنهم كردستان إلى قسمين وهنا بدأت القضية الكردية تطفو على السطح.
في عام 1555م، أخل العثمانيون بالاتفاقات مع الكرد، وعقدوا مع الصفويين أول اتفاقية عرفت بـ “أماسيا” تم بموجبها تقسيم كردستان وفق وثيقة تنص على تعيين الحدود، ووجهت لطمة لآمال وتطلعات الكرد في إدارة مناطقهم ذاتياً.

صفقات ومعاهدات قسَّمت كردستان
اشتد الصراع بين القوى الدولية على كردستان مطلع القرن الـعشرين، وبدأت روسيا، وبريطانيا، وفرنسا محاولاتهم في استمالة الكرد إلى جانبهم، وفي عام 1916، اجتمع وزراء خارجية هذه الدول، ودارت بينهم مباحثات سرية عن الترتيبات المقبلة لـ 100 عام لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.
فتمت المصادقة على اتفاقية سايكس بيكو في السادس عشر من نيسان 1916، ولم ينسَ الكرد مكائد هذه القوى لتقسيم أرضهم، بعد نكثهم بالوعود، التي صادقوا عليها بالاعتراف باستقلالية الكرد، وتنصلوا من مسؤولياتهم الأخلاقية، وتضمنت الاتفاقية تقسيم تركة الدولة العثمانية.
حاول الكرد تدويل قضيتهم في معاهدة سيفر 1920، في نص البنود (62، 63، 64) من الفقرة الثالثة على منح الحكم الذاتي للكرد.
وكلما تم الحديث عن القضية الكردية دخل الذعر والخوف نفوس العنصريين الأتراك، فعارض كمال أتاتورك ما جاء في بنود المعاهدة ووصفها “بمثابة حكم الإعدام على تركيا”.
لم ترَ المعاهدة النور، وبقيت متروكة على الرفوف، لتأتي معاهدة لوزان، التي تم التوقيع عليها في 24 تموز 1923 التي تهيئ وتعزز المكانة التركية.
رأى الكرد أنفسهم في وضع جديد بعد أن أصبحوا موزعين عملياً بين أربع دول بدلاً من دولتين، ليبدأ فصل جديد لم ينصف الكرد، الذين تعرضوا للظلم على أساس الهوية.
المجازر التي تعرض لها الكرد
لم يقبل الكرد المصير المحتوم، الذي فُرض عليهم، وكردّ فعل على الخيانة الدولية، التي تعرضوا لها، توالت الانتفاضات، أبرزها، انتفاضة الشيخ سعيد 1925، مجزرة كلي زيلان 1930، وانتفاضة ديرسم بقيادة سيد رضا (1937ـ 1939).
صُنفت هذه الانتفاضات، التي قُمعت بوحشية العشرين، استشهد فيها عشرات الآلاف من الكرد، (قتلاً، وحرقاً، وشنقاً، وذبحاً، ورمياً)، فمحيت أثر المئات من قراهم، وهجّرت مئات الآلاف من الأسر قسراً.
على جبل آكري نبش الأتراك العنصريون قبراً، وكتبوا على شاهده “هنا دُفنت كردستان الخالية”، وردموه بالإسمنت.
القائد أوجلان “كردستان مستعمرة” مسيرة مستمرة حافلة بالنضال
بعد واقع مرير فرض نفسه عقوداً، بدأ حزب جديد باستراتيجية، ومفهوم جديد، يصعد إلى الأفق بريادة القائد عبد الله أوجلان.
يلتقي القائد عبد الله أوجلان رجلاً عجوزاً يحدثه عن كردستان، مشيراً إلى جذع شجرة ميتة، يقول بلكنة مستسلمة: “الشعب الكردي كهذه الشجرة الميتة هل يمكنك إعادتها لتصبح خضراء مرة أخرى”.
في أوساط يشوبها الذعر، والخوف لمجرد ذكر الكرد وكردستان، طرح القائد أوجلان مقولة “كردستان مستعمرة”، في أنقرة بين رفاقه الجامعيين، عندما كان يدرس في كلية العلوم السياسية، “كردستان موجودة ولكنها مستعمرة، ويجب تحريرها”.
أحيا القائد عبد الله أوجلان شعور البؤساء، المنسيين في أغوار التاريخ، وكان ينير طريقهم المليء بالأشواك، ويعيد الحياة إلى عروق هذه الشجرة اليابسة.
سلك حزب العمال الكردستاني، الذي أُسِّس في 27 تشرين الثاني 1978، نهجاً مغايراً، وليس كلاسيكياً وتقليدياً، واتخذ مبدأ حرب الشعب الثورية لمقارعة الاحتلال التركي.
لم تتمكن السلطات التركية المتعاقبة على الرغم من استخدامها قوتها كلها، النيل من عزيمة هذا الحزب، الذي ينشد للسلام لحل القضية الكردية بطرق سلمية وديمقراطية، وظنت تركيا كل الظن أنها باعتقال القائد عبد الله أوجلان ستتخلص من الكرد نهائيا لكنها ظنها يُخيَّب في كل مرة.

سمعة ملطخة بالدماء
بدأت العنصرية تعيد إنتاج نفسها، ملطخة بالدماء الكردية في القرن الواحد والعشرين مع صعود أردوغان إلى السلطة 2003، مستغلاً كارثة الزلزال المدمر، الذي أخفق حكومة بولند أجاويد في التعامل معها 1999 وراح ضحيتها 17 آلف شخص.
حمّل أردوغان حكومة أجاويد مسؤولية التقصير لعدم مراعاته شروط البناء، وآنذاك، قال أردوغان، رئيس حزب العدالة والتنمية، إن “الزلزال مشكلة الحكومة، وبهذا الزلزال تنتهي الحكومة”.
كان القائد عبد الله أوجلان قد أطلق من معتقله، مرحلة جديدة لإحلال السلام عام 2013، وأخفق أردوغان في حل القضية الكردية، وصعّد من لهجته لإبادة الكرد.
كوباني أول ساحة لإعلان الحرب ضد الكرد
اختيرت مدينة كوباني كي تكون أول ساحة لإعلان الحرب ضد الكرد، عبر السماح لمرتزقة داعش باستخدام حدودها، إبان الهجوم عليها عام 2014. لكن أردوغان وداعش تلقيا هزيمة مدوية على يد مقاتلي وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة.
انتقلت الحرب ضد الكرد إلى باكور كردستان، وشهد النصف الثاني من عام 2015، استشهاد مئات الكرد في تفجيرات نُسبت إلى مرتزقة داعش، وكانت الدولة التركية تقف خلفها آنذاك.
هجرات قسرية على أساس الهوية لتتريك المناطق الكردية
بلغ عدد حملات الهجرات القسرية منذ عام 1915 إلى ما يزيد عن 14 حملة، ست منها نُفذت في عهد أردوغان، وكان الحملة عام 2016، حملة للتهجير الحضرية، في آمد، ونصيبين، وجزير، وكفر، وشرناخ.
ومع بروز الفكر القومي بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية، وضعت دولة الاحتلال التركي خطة لصهر الشعب الكردي في بوتقة الثقافة التركية تحت مسمى “إصلاح الشرق”، لتتريك المناطق الكردية 1925.
مليون كردي مهجّر قسرياً
شن جيش الاحتلال التركي حملة عسكرية، في مدينة آمد، أدت إلى تدمير سور المدينة، وإفراغها من سكانها في عملية استمرت حتى ربيع 2016م، وتوسعت إلى مدن أخرى في جزير، ونصيبين، ولجة، وأدت في نهاية المطاف إلى تشريد ما يزيد عن نصف مليون كردي.
في عام 2018، وبعد احتلال تركيا مدينة عفرين، التي هُجّرت سكانها الكرد قسراً، والذين يزيد عددهم عن 300 ألف، وتم توطين غرباء مكان السكان الأصليين.
وفي عام 2019، شُن هجوم آخر، وهذه المرة على منطقة سري كانيه، وكري سبي/ تل أبيض، وقد هجّر معظم سكان المدينتين قسراً، والذي يفوق عددهم 400 ألف.
ثلاثة ترليونات دولار تكلفة الحرب ضد الكرد خلال 40 عاماً
إلى ذلك، قاد الاحتلال التركي هجوماً لم يتوقف منذ 40 سنة على جبال كردستان، مستخدماً جميع الأسلحة، بما فيها الكيماوية. تركيا أنفقت خلال 40 عاماً من الحرب، ثلاثة ترليونات دولار لإبادة الكرد.
كانت ميزانية الجيش التركي في 1990 تقدر بخمسة مليارات، و315 مليون دولار، وفي 1999 ارتفعت إلى تسعة مليارات، و952 مليون دولار، وفي عام 2022 بلغت نفقات الجيش 23,4 مليار دولار، ويتم تصنيف تركيا في المرتبة 15 عالمياً بالإنفاق العسكري.

نكث الوعود
تبدأ اليوم العملية الانتخابية الرئاسية المصيرية في تاريخ البلاد، التي تعاني أزمات اقتصادية واجتماعية وثقافية يرثى لها، وقد هز الزلزال المدمر في السادس من شباط ثقة الناخبين بأردوغان، بعد فشله في مساعدة المنكوبين، ونكثه للوعود، التي جاء بها إلى الحكم قبل 20 عاماً.
حروبه الخارجية لغزو المنطقة تنهك الاقتصاد
أردوغان الذي تفرّد بالحكم، وأبرز عضلاته في الشرق الأوسط وخارجها، ودعم مرتزقة داعش، والإخوان المسلمين، واحتل أراضٍ من سوريا، وأرسل دعماً عسكرياً إلى ليبيا، وأذربيجان لإظهار تركيا دولة إقليمية قوية، يعاني اليوم أزمة اقتصادية حادة.
أردوغان وإحداث الصدع لدول الناتو
السياسة التي تتبعها تركيا لا تروق للكثيرين، وشراؤها للدفاعات الجوية من روسيا، ذلك كله أدى إلى فرض عقوبات أمريكية عليها، استهدفت صناعة الأسلحة.
تثير السياسة التركية وتقربها من روسيا، صدعاً لدول الناتو، التي تشكك في مدى التزام تركيا إزاء الحلف، واعتراضها على طلبي السويد وفنلندا للانضمام إليه. وفي الانتخابات يتنافس ثلاثة مرشحين على الانتخابات الرئاسية، وهم كمال كليجدار أوغلو، ورجب طيب أردوغان، وسنان أوغان.
يسعى الكرد إلى صناعة السلام في الانتخابات
ينتاب الخوف والقلق أردوغان من أصوات ملايين الكرد، الذين يتعامل معهم على أنهم “إرهابيون”، وقد أخفق في حل قضيتهم، وسيلعب الكرد دوراً مصيرياً في حسم نتائج الانتخابات.
لهذا تستمر الإبادة السياسية بحق الكرد، فاعتقل مؤخراً عشرات الصحفيين، والسياسيين، كي لا تكون لديهم القدرة على التأثير في الانتخابات.
يقدر عدد الناخبين الكرد في تركيا ما بين 12 إلى 15 % من إجمالي أصوات الناخبين، والبالغ عددهم قرابة 65 مليون ناخب، ويسعى الكرد إلى صناعة السلام في هذه الانتخابات، بعد خيبات أمل، وطعنات تلقوها في الماضي على أساس الهوية.
ولجأ حزب الشعوب الديمقراطي إلى حزب الخضر اليساري؛ كي لا يتعرض للإغلاق ومنع أعضائه من العمل السياسي، وبذلك تم تشكيل تحالف الكدح، والحرية الذي يضم أحزاب الشعوب الديمقراطي والخضر اليساري والعمل التركي.
للكرد كلمة الفصل في الانتخابات
بعد مرور 100عام على تقسيم كردستان في معاهدة لوزان المشؤومة، يتطلع الشعب الكردي إلى واقع جديد يغيّر حكم الرجل الواحد في تركيا، الفرصة مواتية وسانحة لإنهاء حكم طاغٍ، استمر عقدين من الزمن.
بعد خيبات وظلم على أساس الهوية، ينشد الكرد صناعة السلام في هذه الانتخابات، التي لهم كلمة الفصل فيها، ويتطلعون إلى إقامة علاقات وطيدة مع الشعوب المجاورة لهم في إطار إقامة إدارات ذاتية ديمقراطية لا مركزية ضمن تركيا الجديدة تصون حقوق الجميع.
وكالة أنباء هاوار
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle