No Result
View All Result
المشاهدات 4
تبرز في العراق الصناعات اليدوية لاسيما المنتوجات الجلدية المتنوعة، والمختلفة، التي صمدت أمام التطور التكنولوجي، ومنافسة الاستيرادات الخارجية. وينتشر في سوق السراجين وسط العاصمة العراقية بغداد، أصحاب تلك المهنة التي تعود إلى مئات السنين، التي تتوارثها الأجيال.
ويعود قدم سوق الجلديات إلى العهد العباسي في زمن الخليفة العباسي، أبو جعفر المستنصر بالله (1126-1242)، الذي أسس في وقتها أسواقاً متخصصة كالوراقين، والبزازين وغيرها، باتت اليوم معلماً بغدادياً يقاوم الاندثار، وفي العهد العثماني تحولت السوق إلى مكان للمسافرين حيث كان الطابق الأرضي يستخدم لإسطبلات الجمال والخيول، أما الطابق الثاني، فهو مخصص للمسافرين القادمين إلى العاصمة العراقية بغداد.
اقترنت كلمة “السراجة”، وتعني سرج الخيل، بتلك المهنة وأصبحت اليوم متداولة ومتلازمة للسوق التي باتت مقصداً للعراقيين من المحافظات كافة.

مهنة الأجيال
ويقول أحد حرفيي صناعة الجلود حسين محمد، إن هذه الصناعة اليدوية تعد متوارثة عبر الأجيال، إذ بدأت في صناعة السرج، ووصلت إلى صناعة مختلف الجلود منها الأحزمة، والحقائب، والمحفظات، وغيرها، مبيناً أن هذه الصناعة تدخل فيها ثلاثة أنواع من الجلود، وهي جلد البقر، والجاموس، والماعز.
وزاد: “وقد نجحت هذه الصناعة الحرفية في الحفاظ على روادها عبر السنوات، إذ ستجد اليوم أصحاب المحال، ورثوا المهنة ومتاجرهم عن آبائهم وأجدادهم، في سوق تغيرت ملامحها عبر السنين وأصبحت رفوفها خزائن لتكدس البضاعة”. وتابع: “هذه المهنة تعتمد اليوم على الزبائن العراقيين، والسياح الذين يأتون من الخارج لزيارة شارع المتنبي، والتجول فيه، وتفتقد إلى التصدير خارج العراق نتيجة الصعوبات والمعوقات فضلاً عن المنافسة الشرسة للبضائع المستوردة”، موضحاً أن أسعار المنتوجات رخيصة، ومشجعة للتصدير.
وتتنوع الكلمات المنقوشة على المحفظات النسائية سواء بالأسماء والألقاب، إذ قال النقاش سعد رياض، صاحب محل لبيع المحفظات، إن: “هذه المهنة قديمة، ويكثر عليها الطلب حين تأتي مناسبة معينة سواء للمتزوجين، أو العشاق، حيث تقدم كهدية بعد أن يطلب الزبون نقش اسم معين”.
وتابع: “هذه المهنة تقاوم الاندثار، ولها زبائن من مختلف المحافظات العراقية، هذا جزء من الفن الذي يتميز فيه العراق”. وأكمل: “نصنع مختلف المنتوجات الجلدية التي يرغب فيها الزبون، التي تتميز بها بعض المحال الموجودة في السوق”.
بدوره قال الحرفي رمضان علي إن: “صناعة الجلود كانت تعتمد في وقت سابق على العمل اليدوي، ولكن التطور التكنولوجي شكل نقلة نوعية في العمل. هناك كثير من الزبائن يطلبون منتجاتنا لبيعها في مناطق بغداد والمحافظات الأخرى”.
وكالات
No Result
View All Result