كان انتقال المستوطنين من مختلف المناطق إلى عفرين المحتلة ضمن اتفاق روسيّ ــ تركيّ، في إطار محاولة لنقل عوامل الأزمة، الأساس لعمليات التغيير الديمغرافيّ، وأخذت هذه العملية من رمزيّة الخيمة ذريعة لاستدراج التمويلات لبناء البؤر الاستيطانيّة، ولكن البعد الأعمق للتغيير الديمغرافيّ هو ما طال الهوية العقاريّة عبر انتزاع الملكيات والاستيلاء على الأراضي، أو استملاكها بمختلف الطرق من بينها البيوع الصوريّة.
خطة متزامنة مضمونها المقايضة
وفق التوافق بين موسكو وأنقرة، توقفت معركة إدلب بعد نحو أسبوع من السيطرةِ على مطار أبي الظهور في ٢٠/١/٢٠١٨، فيما اشتعلت الجبهاتُ في الغوطة وأفضت إلى تسويةٍ وترحيلِ المرتزقة من كامل الغوطة الشرقيّة، وقد بدأت معركة استعادة حرستا في 18/2/2018، ولتنتهي باتفاق الترحيل وإخراج عشرات آلاف المرتزقة مع عوائلهم على مراحل، بدأت بخروج مرتزقة أحرار الشام في 22/3/2018، ومن بعدهم فيلق الرحمن، ثم ليبدأ مرتزقة “جيش الإسلام” بالخروج في 1/4/2018، وكانتِ الدفعة الأخيرة في 14/4/2018.
تزامنت أحداث مدن وبلدات الغوطة مع العدوان التركيّ على عفرين، الذي بدأ في 20/1/2018، واستمر حتى السيطرة عليها واحتلالها في 18/3/2018، وبذلك تكاملت الخطة الروسيّة ــ التركيّة، ولتكون عفرين بدايةَ التحولاتِ بالأزمة السوريّة، وانتهاء صلاحية أهدافها وشعاراتها الأولى، وكلُّ الحراكِ السياسيّ والعسكريّ أضحى في منحى إنجازِ التوافقِ على حسابِ الكردِ.
مع احتلالِ عفرين تم الاستيلاء على آلاف المنازل، ومنع أهلها من العودة إليها، لإتاحة المجال لمزيد من أعمال الاستيلاء على الممتلكات، ولم يكن بالإمكان استيعابُ هذا التدفق الكبير للمرحّلين وفق الاتفاق الروسيّ ــ التركيّ من مختلف المناطق السوريّة إلى عفرين، وأقيمت الكثير من المخيمات، ولم يكن واضحاً منذ البداية أبعاد الاتفاق الذي تجاوز الترحيل المؤقت إلى التوطين. فبدأت سلطات الاحتلال التركيّ بتثبيت التغيير الديمغرافيّ عبر إنشاء المستوطنات تحت مسميات إنسانيّة، كان أول إعلان عن مشروع استيطانيّ في 15/11/2018 بتشكيل جمعيةٍ تعاونيّة من مستوطني الغوطة، لإنشاء مجمع استيطانيّ باسم “القرية الشاميّة”، وتم تبرير المشروع بأنّه محاولة لحلِّ مشكلةِ السكنِ وتم اختيار موقع في جبل ليلون للمشروع، وتوالت من بعدها العديد من المشاريع لتتجاوز 25 تجمعاً استيطانياً أسهمت بتمويلها جمعيات ذات خلفية إخوانيّة.
ومن جمل البؤر الاستيطانيّة: مجمع آفرازة الاستيطانيّ، مجمع قرب قرية حج حسنه، ثلاثة مجمعات استيطانيّة بناحية شيه (أرندة – سهل قرية سنارة – سهل شاديا)، مجمع التعاون ــ قرية بافليون، مجمع كويت الرحمة، جبل ليلون، مجمع بسمة ــ قرية شاديره، قرية (الأمل) ــ شمال شرق بلدة كفر صفرة، مشروع السكن لمهجري البوكمال ضمن مجمع البركةــ جبل ليلون، إضافة لعشرات المخيمات التي يتم العمل على تحويلها إلى أبنية من الطوب والإسمنت.
استراتيجية بدأت من الخيمة
اعتمدت سياسة التغيير الديمغرافيّ استراتيجيّة بدأت من الخيمة، للترويج لقصةِ معاناة إنسانيّة تُستدرج من خلالها المساعدات من الجمعيات والمنظمات وحتى الدول، لتأمين التمويلات في إقامة مشاريع المستوطنات بحجّة الانتقال من السكنِ المؤقت إلى السكن الدائم.
كلّ الجمعيات، التي استجابت بتقديم الدعم الماليّ ذات خلفية “إخوانيّة” قطرية، أو كويتيّة إضافة لجمعيات فلسطينيّة، والواقع أنّ القسم الأعظم من المساعدات الإغاثيّة يُسرقُ، وما يُوزع هو للترويج الإعلاميّ. والمستفيدون من المعونات الإغاثيّة ليسوا من أهالي عفرين الأصلاء، فهم غير مستهدفين بمشاريع السكن.
إقامة المشاريع السكنيّة يعني إقراراً ضمنيّاً أنّ المستفيدين ليسوا من أهالي المنطقة، وهم من جاؤوا في ظروف الأزمة، إما بالترحيل من مناطق ساخنة، أو بإرادتهم، ويُراد عبر عمليةِ الإسكانِ توطينهم في عفرين، وبذلك فهم مستوطنون في عفرين، ومادامتِ المنطقةُ تخضعُ لسيطرةِ قواتٍ أجنبيّة، وترفع علمها عليها، فهي “محتلة”.
الخيمة هي البداية، وسبيلُ تسولِ المساعدات، ومنطلق الاستيطان، وتثبيتُ التغييرِ الديمغرافيّ، وأما الحديثُ أنّ عفرين مدينة سوريّة، ويحقُّ لأيّ سوريّ السكنُ فيها، فهو صحيح، ولكن عبر الانتقال المسالم، وليس عبر الغزو المسلح والاحتلال الأجنبيّ وتهجير أهلها الأصلاء، وانتزاع الملكيات بالقوة من أصحابها الشرعيين، ولا يستدعي ذلك إنشاء البؤر الاستيطانيّة.
آخر البؤر الاستيطانيّة
نشر مجلس عفرين المحلي التابع للاحتلال التركيّ على صفحته الرئيسة على موقع فيسبوك يوم الأحد 6/5/2023 أنه تم افتتاح مستوطنة جديدة باسم الأمل اثنان، بالتعاون مع الهيئة العامة للإغاثة والتنمية “انصر”، والتي تضم 500 وحدة سكنيّة مع تجهيزاتها، ومرافقها الخدميّة، وتقع المستوطنة جنوب شرق مدينة عفرين، وتضم القرية مدرستين لرياض الأطفال، وملعباً لكرة القدم، وحدائق ومستوصفاً، ومسجداً ومعهد تحفيظ القرآن.
القرية الاستيطانية أقيمت في موقعٍ (خط نظر سبعة كم) جنوب شرقي مدينة عفرين من قبل “الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية (انصر)”، التي أُسِّست في عام 2011، وتم ترخيصها في تركيا، ولها مكتب رئيسي في مدينة عينتاب؛ وذلك على أرضٍ مستولى عليها من ممتلكات أهالي عفرين الخاصة، في المدخل الشمالي لمزرعة “كوبله (عشرة منازل)” التابعة لقرية “جلبر”- روباريا، واللتين أفرغتا من أهاليها قسراً، إبّان العدوان على المنطقة، وتم تشييد سور على أرض مقابل “الأمل اثنان” تمهيداً لبناء قرية استيطانيّة أخرى، دون دفع تعويضات لمالكي الأراضي المستولى عليها.
الزلزال والعودة إلى الخيمة
استغلت سلطات الاحتلال التركيّ الزلزال المدمر الذي وقع في 6/2/2023، لمواصلة التغيير الديمغرافيّ، وتم استغلال الخيم لاستدراج المساعدات والتمويل، ومعظم المخيمات كانت شكليّة لمجرد الدعاية، فيما مُنع أهالي عفرين الكرد من أيّ دعم، وطالب المرتزقة المواطنين الكرد أصحاب البيوت الكرد المتصدعة جزئياً في مدينة جندريسه المنكوبة بإخلائها للاستيلاء عليها، تمهيداً لإنشاء تجمعٍ استيطانيّ كبيرٍ.
وشهدت الفترة التي تلت الزلزال زيادة نشاط المنظمات القطريّة لدعم، وتمويل بناء التجمعات الاستيطانيّة، فأعلنت مؤسسة قطر الخيريّة في 12/2/2023 بدءَ تنفيذ ما سمّته مشروع “مدينة الكرامة” لإعادةِ إعمار المناطق المتضررة من الزلزال شمال سوريا.
وفي 15/2/2023، نشرت وكالة الأنباء القطريّة تقريراً قالت فيه: “في إطار استجابته لاحتياجات العوائل الأكثر تضرراً من الزلزال، يقوم الهلال الأحمر القطريّ بالتحضير لبناء قرية سكنيّة جديدة في الشمال السوريّ، تتكون من 300 شقة مبنية بالخرسانة المسلحة، وستكون مجهّزةً ببنية تحتيّةٍ كاملة من طرقات، وحدائق، وكافة المرافق الخدميّة اللازمة، كالمسجد، والمدرسة، والمستوصف، والمحال التجارية، وتبلغ مساحة الوحدة السكنية 60 م2، وذكرت نجاح حملة جمع تبرعات أطلقتها هيئة تنظيم الأعمال الخيريّة، والمؤسسة القطريّة للإعلام في جمع 168 مليون ريال قطريّ، من خلال تبرعات الأفراد، والمؤسسات عبر شاشة تلفزيون قطر، ورسائل التبرع والمساندة، التي تم بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ.
وفي 18/2/2023 زار وفد قطريّ برئاسة سفير قطر في أنقرة محمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني مدينة جندريسه المنكوبة، وقام بجولة في المنطقة لبحث إقامة مستوطنات جديدة في المنطقة المنكوبة.
في 19/2/2023 أعلن مجلس شيه/ شيخ الحديد المحليّ التابع للاحتلال التركي، افتتاح مخيم كبير قرب قرية هيكجة بناحية جندريسه؛ لاستيعاب متضرري الزلزال من مستوطني مدينة جندريسه المنكوبة، ويضم 437 خيمة فيما استمر العمل على توسيعه لإنشاء ألف خيمة، وذلك بتمويل قطريّ.
وذكرت شبكة عفرين بوست في 19/3/2023 أنّ منظمة “الهلال الأحمر القطريّ” اشترت نحو عشرة آلاف م2، من الأراضي في ناحية جندريسه بهدف بناء منازل لمستوطني الغوطة الشرقية، وتعود ملكيّة الأراضي لمواطنين من قرية كفر زيت، وآخر من عائلة عربو بجندريسه، مشيرةً إلى المنظمة القطريّة تدفع أسعاراً مغرية لشراء الأراضي، ويتم شراء المتر الواحد بثلاثين دولاراً.
نشر موقع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ في 5/4/2023 أنّ “صندوق قطر للتنمية” وقع اتفاقية مع رئاسة إدارة الكوارث، والطوارئ التركية (أفاد)، لدعم ما سمّته “مشروع إنشاء مدينة متكاملة” في شمال سوريا. وقالت إنّ المشروع يهدف إلى إنشاء مدينة ذات خدمات متكاملة في الشمال السوريّ، لفائدة 70 ألف شخص.
في 18/4/2023 أعلن اليوتيوبر القطريّ الشهير عبد الله الغافري أنّه جمع نحو 33 مليون ريال، أي ما يعادل عشرة ملايين دولار، خلال حملة رمضانية بعنوان “تحدّي ليلة 27” التي أطلقتها منظمة قطر الخيرية بهدف جمع تبرعات لبناء مدينة الكرامة في سوريا، ومدينة الخير آت في اليمن.
تكثيف النشاط الاستيطانيّ
في 20/4/2023 ذكر المرصد السوريّ لحقوق الإنسان قيام مرتزقة “أحرار الشرقية” ببناء مجمع سكنيّ، على طريق جندريسه – عفرين، بعد قطع 280 شجرة، تعود ملكيتها لمهجّرين من أهالي قرية شيتكا بناحية معبطلي، لتوطين عوائل مستوطنة فيها. وستزوّد منظمة “أجنادين” الفلسطينيّة هذا المجمع السكني بـ 200 منزل مسبق الصنع، بعد توقيعها عقداً مع مرتزقة “أحرار الشرقية”، وبموافقة تركيّة، وبموجبه سيكون المجمع تحت إشراف المنظمة المباشر، وكخطوة أوليّة أرسلت 20 منزلاً، وسترسل بقية المنازل على دفعات.
بدأت ما تسمى جمعية “العيش بكرامة” الإخوانيّة، بالتعاون مع جمعية تركيّة، رفضت الكشف عن اسمها، إنشاء مستوطنة جديدة على شكل قرية، على أرض تبلغ مساحتها عشرة دونمات، على أطراف قرية ماراته، غرب مدينة عفرين المحتلة، والعمل جارٍ على إنشاء نحو 100 منزل على مساحة 40 متراً، مزودة بكافة المستلزمات. وفي 10/4/2023 نقلت وكالة نورث برس عن مصادرها: أنّ “جمعية وفاء المحسنين الخيريّة” أنهت عمليات بناء نحو 50 شقة سكنيّة قرب قرية المحمدية جنوب مدينة جندريسه، وتواصل أعمال البناء. وجرى بناء المشروع قرب مستوطنة “مجمع الزعيم”، التي بُنيت قبل نحو عام بدعم فلسطينيّ، وبلغ عدد الشقق في القريتين نحو 150 شقة سكنيّة.
وفي قرية شاديره بدأت أعمال تسوية الأرض والتجريف لإنشاء مستوطنة جديدة غرب مستوطنة “بسمة”، ويتم التحضير لمشروع كبير يضم 1500 منزل مع ملحقات خدميّة تضم مسجداً ومدرسةً وحديقة.
في قرية سنديانكه بناحية جندريسه تعمل سلطات الاحتلال التركيّ بالتعاون مع جمعيات خليجيّة على إنشاء أكثر من 50 وحدة سكنيّة، لتأمين منازل لساكني الخيم، تم إنشاؤها للمتضررين بالزلزال في 25/2/2023 في ساحة المدرسة.
في 11/3/2023 أعلنت جمعية العيش بكرامة – فلسطين 48 عبر صفحتها على موقع فيسبوك إطلاق مشروع بناء مستوطنة جديدة، وصفتها بأنّها “قرية سكنية مكوّنة من 100 منزل لعائلات الأيتام والأرامل، وذلك في منطقة عفرين المحتلة، وأضافت أنه تمت الموافقة على إتمام المشروع والحصول على عشرات الدونمات لبناء البيوت، وأنّ الأرض مكفولة من حيث البنية التحتية، ومعدات الحفر والتجهيز من قبل جمعية تركية موثوقة، وكل منزل مساحته 40 م٢، وتكلفته 6700 شيكل (تقريباً ألفي دولار أمريكيّ، ويشمل غرفتين -وحمّاماً -ومطبخاً – كهرباء بالطاقة الشمسية – ومياه – ساحة خارجيه). وذكرت الجمعية رقم الحساب المصرفيّ للجمعية باللغة العبرية (بنك هبو عليم): حساب الجمعية: 364097، رقم البنك: הפועלים 12 ورقم الفرع: 506 שם מוטב: לחיות בכבוד، وتكلفة المنزل 6700 شيكل إسرائيليّ. وكانت الجمعية قد أعلنت في 3/2/2023 عن استمرار نقل المستوطنين إلى تجمع بسمة الاستيطانيّ
سوق الهال نموذج لانتزاع الملكيات
لم يقتصر التغيير الديمغرافيّ في عفرين على استقدام المستوطنين إليها، بل بتأمين الشروط لضمان استمرار بقائهم عبر مشاريع اقتصاديّة، فكان تغيير هوية عفرين العقاريّة بعداً إضافيّاً للتغيير الديمغرافيّ، وذلك عبر الاستيلاء على الأراضي والممتلكات بالقوة، أو البيع الصوريّ، وتمكين المستوطنين من تملك العقارات والأراضي الزراعيّة والمحال التجاريّة بكل الوسائل غير القانونيّة، وإنشاء بيئة جديدة عبر عناوين التخديم والتطوير.
أصدر مجلس عفرين المحليّ التابع للاحتلال التركيّ في 2/5/2023 تعميماً نشره على صفحته على موقع فيسبوك نقل كل الفعاليات، والأنشطة التجارية في سوق الهال في منطقة الصناعة في مدينة عفرين المحتلة إلى الموقع الجديد طريق ترندة، وحدد المجلس يوم الخميس 11/5/2023 آخر موعد للعمل في السوق القديم.
أقيم مشروع سوق الهال الجديد على أرض تبلغ مساحتها 50 ألف م٢، ويضم 144 محلاً تجاريّاً بمساحة 72 م٢ مع خمسة مشاغل مساحة كل منها 150م٢، بالإضافة إلى القسم الإداري و25 محلاً خدميّاً، ومسجداً، وحمامات عامة، وقسماً للشرطة وساحة تفريغ الحمولات، وقباناً حديديّاً، وساحة مبيت للشاحنات، ومواقف خاصة بسعة 220 موقفاً، وخزان مياه.
يقع مشروع سوق الهال الجديد جنوب شرق قرية ترندة/ الظريفة بكيلو متر واحد، وقد أقيم على أراضٍ مستولى عليها، وتعود مليكتها لعدة مواطنين من بينهم المواطن “محمد بشير أسود” وهو من الشعب العربيّ، وكان قد غادر عفرين بعد الاحتلال وعاد إليها ثانية، ورفع دعوى أمام محاكم الاحتلال في محاولة لاسترداد أرضه لكن دون جدوى.
سيستولى مجلس عفرين المحليّ إدارة محلات سوق الهال القديم، ويتم تعويض المالكين الموجودين في مدينة عفرين المحتلة فقط، أما المالكون المهجّرون الذين لديهم وكالات فعليهم شراء المحل في المكان الجديد بالسعر المحدد من قبل المجلس المحلي، وحُدد سعر بيع المحل التجاريّ في سوق الهال الجديد بـ 37650 دولاراً أمريكياً. يّذكر أنّه تم افتتاح مجمّع سوق الهال والمنطقة الصناعية في جندريسه في 13/11/2022، ويقع المجمّع شرق مدينة جندريسه على مساحة إجماليّة تبلغ 50 ألف م٢، ويضم حديقة ومسجداً ومحال تجاريّة وصناعيّة.