تسبب الفيضان، الذي حدث يوم الإثنين، بتاريخ 8/5/2023، في مقاطعة الشهباء، بغرق منازل ومخيمات الأهالي بالمياه، حيث ألحق أضراراً، فاقمت معاناتهم أضعافاً، وسط حصار حكومي، وتخاذل في دور المنظمات.
شهدت مقاطعة الشهباء، الاثنين الماضي من الأسبوع الجاري، هطولات مطرية شديدة، رافقتها حبات البرد، أدَت لتشكيل السيول في نواحي المقاطعة، وتدفق المياه إلى داخل المنازل، وخيم مهجري عفرين في مخيمات (برخدان في ناحية فافين، وعفرين في ناحية الأحداث، وسردم في قرية تل سوسن)، نتيجة البنية التحتية الهشة، ما زاد من معاناة الأهالي، وعرض حياتهم للخطر.
غرق عشرات المخيمات بالمياه
وفي ضوء ذلك، التقت صحيفتنا “روناهي”، الإداري في مخيم برخدان “خلوصي بسو”، والذي أشار إلى الأضرار، التي ألحقت بمخيمات مهجَري عفرين نتيجة الفيضان، فقال: “الفيضان الذي حدث يوم الاثنين بتاريخ 8/5/2023، تسبب بأضرار كبيرة للعديد من المخيمات، ضمن مخيم برخدان”. مضيفاً: “فحالة الأطفال في تلك اللحظة، كانت كفيلة لأن توضح ما حدث، حيث لا مكان يأويهم، سوى تلك المخيمات، المعرضة للضرر لأبسط الأسباب”.
السبب الرئيسي “الحصار”
وأكَد الإداري في مخيم برخدان “خلوصي بسو”، في ختام حديثه، بأن الحصار هو العائق الأول، والذي يشكل صعوبات أمام الإدارة والأهالي: “إن أغلب المشاكل تعود للبنية التحتية، إضافةً، إلى قلة المواد لتحسين المخيمات وترميمها، ومشاكل الصرف الصحي، والذي كان من أولى مخططاتنا لهذا العام، إلاَ أنَ الحصار الخانق على المقاطعة يشكل عائقاً كبيراً، ويفتح المجال أمام المزيد من الكوارث”.
خيمتنا غرقت بالمياه وطفلتي صعقتها الكهرباء
من بين العشرات من المخيمات، التي غرقت بالمياه، كانت خيمة “صباح رمضان“، وهي مهجرة من عفرين وتقطن في مخيم برخدان، والتي تسبب تدفق المياه داخل خيمتها، بصعق طفلتها: “حينما هطلت الأمطار بغزارة، تدفقت المياه بشكل كبير إلى الخيمة، وأصبح التماس في شريط الكهرباء، فيما تسبب بتكهرب ابنتي الصغيرة”.
وتابعت بحرقة والدموع في عينيها، فالسواد حول عينيها والتشققات في كفيها لازال واضحاً: “لم أعلم ما أفعله في تلك اللحظة، فصرخت بأعلى صوتي، كي يفصل أحدهم القاطع، لأتمكن من إنقاذ طفلتي”.
مناشدة ضمير الإنسانية
ومن جانب آخر، ناشد المهجر “نظمي بريمو“، المنظمات الإنسانية للتحرك العاجل، والقيام بواجبها، فقال: “إنَ ما يحدث لأهالي عفرين، سواء في داخل عفرين المحتلة، أو في مخيمات التهجير القسري، يعود سببه للصمت الدولي، والتغافل عن القيام بواجبهم”. مضيفاً: “فحال الآلاف من الأهالي، والأطفال في هذه المخيمات سيئة جداً، ففي الشتاء هناك انعدام لجميع المقومات، وفي الصيف تنتشر الأمراض والأوبئة، ناهيك عن القصف التركي المتكرر، والحصار الحكومي الجائر على المنطقة، كل ذلك، يهدف لكسر الإرادة، ودفع الأهالي إلى الذل والتشريد، فعلى المنظمات المعنية التدخل، والقيام بواجبها”. فيما أكَد “نظمي بريمو” في ختام حديثه، متابعة نضالهم وإصرارهم حتى العودة: “إننا في خمسة أعوام مضت، نتحمل أقسى الظروف، ونعيش في بيئة معيشية صعبة، لأننا ندرك سبب البقاء هنا، فعفرين تستحق التضحية بكل ما نملك، وسنعود لنعيش بكرامة على أرضنا ولو تبقى يوم واحد من عمرنا”.
ويشار إلى أنَ، أكثر المناطق، التي تضررت هي “مخيم برخدان”، وكل من “بلدة فافين، وناحية الأحداث”، فيما تضرر محصول الأهالي من العدس والشعير.