أساليب وحجج واهية للتضييق على الطلبة الكرد

روناهي/ الشهباء ـ

تتعمَّد حكومة دمشق، مضايقة الطلبة الكرد، ممن يدرسون في جامعاتها، باتباع وسائل عدة، استمراراً لنظامها القومي الديكتاتوري.

منذ بداية مرحلة التعليم الدراسي في سوريا، وانتهاءً بالجامعة، يبقى شعار الطلاب في المدارس التابعة للنظام السوري (مدارس البعث)، “أمة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة”، دون أخذ التنوع بين الشعوب، والأديان، والثقافات نصب العين.

مساعٍ لدفع الكرد نحو بوتقة الصهر القومي

حاولت حكومة دمشق، وبكل جهوده أن يُدْخِلَ الكُرد في بوتقة الصهر القومي؛ بهدف نسيانهم أصولهم وهويتهم، بشكل مباشرٍ، أو غير ذلك، وكانت أبرز وأخطر مخططاتهم، التأثير على الطلبة ضمن مدارسها، حيث لم يتجرأ أحد من الطلبة الكرد على النطق بحرفٍ واحد بلغتهم الأصلية، وإلى يومنا هذا تستمر حكومة دمشق في سياسته العنصرية، ففي ورقة التسجيل للمدارس، أو فروع الجامعات الموجودة في مناطق سيطرتها، تأتي الأوراق مطبوعة جاهزة، يكتب عليها “عربي، سوري، والديانة “مسلم”، دون أن يترك للطالب حرية اختيار هويته، أو ديانته.

سياسة العنصرية والتضييق

لم يسلم الطلبة الكرد، من سياسات حكومة دمشق، في إبادة اللغة الكردية، وإجبارهم على إنكار هويتهم، بالتخويف والتعمد، لزرع بعض المبادئ في عقولهم فحسب، وإنما امتدت عنصريتها إلى اليوم، حيث تنتهج أساليب جديدة في تضييق الخناق على الطلبة، وخاصة المارون من حواجز أحياء الأشرفية والشيخ مقصود، أو من مناطق شمال وشرق سوريا الأخرى، بزيادة إجراءاتها التعسفية واللاأخلاقية، وتعرضهم للتفتيش الدقيق، إلى حد التدخل في خصوصياتهم الموجودة على أجهزتهم الخليوية بحجة “الجمركة”، والمبالغ المالية التي تكون بحوزتهم، فالحواجز تتحلى بالعنف، وتتلفظ بألفاظ نابية، وإن أرادت مواجهتها، تلفق تهماً كاذبةً، بحجة أنك “إرهابي”، أو أن أوراقك الثبوتية مزورة، والمشكلة الكبرى، أن أي من هذه التهم ستجعلك تنام في النظارة لأشهر، أو تقتادك إلى أفرعها الأمنية “وإذا بتقدر خلص حالك”، حسب أقوال بعض الطلبة.

ممنوع التكلم باللغة الكردية

وفي ظاهرة ليست بغريبة، في المدارس والدوائر الواقعة تحت سيطرة حكومة دمشق، ولكن ما يلفت النظر، تلك اللافتة الطويلة والعريضة، الموجودة على سطح مبنى، والمكتوب عليه “المعهد العالي للغات”، يمنع فيه التكلم باللغة الكردية.

وحسب أقوال إحدى الطالبات، والتي تدرس في جامعة حلب، وفضَّلت عدم الإفصاح باسمها، للضرورة الأمنية: “في يوم من الأيام، ذهبت للتسجيل على مفاضلة المعاهد، ذهبت برفقة زميلتي إلى معهد التعليم العالي للغات، وبينما كنا نصعد الدرج لنصل إلى الغرفة المطلوبة، مرت إحدى المعلمات من جانبنا، وزورتنا بطرف عينها، لأننا تكلمنا باللغة الكردية”.

وتابعت مختتمة حديثها: “وحينما وصلنا للطابق الأعلى، صاح بنا موظف من المعهد، وقال: إن المدير يطلبنا، حيث طلب منا أسماءنا الثلاثية، وفي أي كلية ندرس، كي يفصلنا، بحجة أننا كنا نتحدث باللغة الكردية، والمعلمة التي مرت من جانبنا قالت له، بأننا كنا نشتم وأنها لم تفهم، فقلنا له كيف أنها لم تفهم الكردية وعرفت بأننا نشتم، وطبعاً كل ذلك كانت حجة، وغيرها الكثير من الأمثلة المشابهة، بهدف اتهام ومضايقتنا كطلاب كرد، في جميع الأقسام الأخرى”.