الشهباء/ فريدة عمر –
يواجه القطاع الصحي، في مقاطعة الشهباء، بما فيه مشفى “آفرين” خروجاً عن الخدمة؛ نتيجة الحصار الحكومي المفروض على المنطقة، وسط تفشي العديد من الأمراض الموسمية.
تعاني مقاطعة الشهباء، التي تحتضن الآلاف من مهجَري عفرين، وأهالي المقاطعة بالإضافة إلى الأسر المتضررة، التي توافدت بعد الزلزال المدمر في السادس من شهر شباط الفائت إلى المنطقة، من حصار حكومي خانق، أثر على العديد من النواحي الخدمية في المنطقة.
إنَ تداعيات الحصار الحكومي ليست جديدة، فظهرت جلياً مع التهجير القسري لآهالي عفرين إلى المنطقة في عام 2018، لكن منذ شهر آب من العام المنصرم، شددت حواجز حكومة دمشق المنتشرة على طول الطريق الواصل إلى المقاطعة الحصار على المنطقة، فيما كثفت حواجزها بشكل أكبر، وتتعمد إلى عرقلة ذهاب المواطنين إلى مدينة حلب، والتي تكون أغلبها لحالات صحية، أو حالات ضرورية أخرى، إضافةً إلى التدقيق والتفتيش بحجة البحث عن الهواتف غير المجمركة، والاعتقالات، وأخذ المبالغ المالية من أصحاب وسائل النقل والمواطنين، إلى جانب ذلك، منع دخول المواد والمستلزمات الأساسية إلى المقاطعة، ما تسبب بفقدان أهم المواد للمستلزمات الحياتية اليومية كمادة المازوت والغاز، اللتين أثرا بشكل كبير على الأعمال الخدمية، بما فيها القطاع الصحي.
مركز الإسعاف غدا نقاطًا طبيَّةً
وفي ضوء ذلك، وحسب المعلومات، التي حصلت عليها صحيفتنا “روناهي” من الإداري في الهلال الأحمر الكردي بمقاطعة الشهباء، “حسن نبو“، والذي تطرق إلى العوائق التي تواجهها نقاط الهلال الأحمر في ظل الحصار، وتأثير عملهم من العمل الإسعافي إلى عمل مركزي وطبي: “في بداية افتتاح نقاط الهلال الأحمر الكردي في مقاطعة الشهباء، كان العمل متوزعاً على سبع نقاط ضمن المخيمات الكبيرة وبعض النواحي، لكن نتيجة نقص المستلزمات والمواد الطبية، عملنا على تقليص عدد المراكز إلى أربعة مراكز أساسية فقط، وتحويل أغلب عملنا، والذي هو عمل إسعافي وطارئ بالدرجة الأولى، ويتطلب منا أن نعمل بهذا الأساس، إلى العمل على النقاط الطبية في المراكز”.
نقص الأدوية الضرورية
فيما أشار نبو، إلى نقص العديد من الأدوية الهامة، وخاصة الأمراض الموسمية، واللاشمانيا مع اقتراب فصل الصيف: “إنَ طبيعة مقاطعة الشهباء، تختلف كلياً، فنتيجة لوجود العديد من المخيمات فيها، وهي الأماكن الأكثر عرضةً لانتشار الأمراض بشكل كبير، وخاصةً في هذا الوقت، الذي تزداد فيه حالات التحسس، والربو، والعديد من الأمراض الأخرى، واللاشمانيا، والتي تعد هذه المنطقة بؤرة لهذه الأمراض، فنحن في القطاع الصحي نعاني بشكل كبير من فقدان الأدوية لهذه الحالات، وخاصة الغولوغانتيم دواء للاشمانيا، والذي يُعطى حصراً عن طريق المنظمات”.
وناشد الإداري في الهلال الأحمر الكردي، لمقاطعة الشهباء، الجهات المعنية: “في حال استمرار هذا الحصار، نحن أمام كارثة حقيقة، تهدد حياة الآلاف للخطر، فهذا الحصار له تداعيات إنسانية على الأطفال، وأهم النواحي في المنطقة، لذا يتطلب من الجهات المعنية التحرك لرفع الحصار عن المنطقة”.