قامشلو/ علي خضير ـ
بالتَّزامن مع الذكرى الخامسة لتأسيس الإدارة الذاتيَّة، افتُتِحَ مشفى القلب والعين بالمنطقة الصناعيَّة، في مدينة قامشلو، بتاريخ 21-1-2019، بكادره الطبِّي المتطور، وأجهزته الحديثة، ومظهره المثالي، لمساعدة المرضى والمحتاجين.
بوضع مشفى القلب والعين في قامشلو موضع التنفيذ والعمل والخدمة، أصبح هناك تطوُّراً ملحوظاً، في مختلف الاختصاصات، والعمليّات، وخاصة عمليات القلب المفتوح، والّتي بلغت عددها250 عملية، بالإضافة إلى 1500 عملية في طب عيون، والتي تكلَّلت بالنجاح، ناهيك عن قيام المشفى، وكادره بتدريب طلاب جامعة روج آفا “قسم كلية الطب”، وذلك بهدف تنمية القدرات الطبية المحلّيّة للمنطقة، وجعل المشفى مركزا طبيا لمعالجة الأمراض، ومركزا للتدريب والممارسة الطبية الجامعية.
فكرة إنشاء المشفى
وبهذا الصدد التقت صحيفتنا “روناهي”، الإداري في مشفى القلب والعين “محمد كرمو“، والَّذي استهل بداية حديثه، عن فكرة بناء المشفى: “بدايةً، كانت هناك فكرة بناء مشفى وطني كبير، إلا أنَّ هذه الفكرة تحتاج لسنوات طويلة، وللضرورة الملحة، قُرِر افتتاح مشفى لأمراض القلب والعين، لانتشار هذه الأمراض بكثرة في مجتمعنا، ومعاناة المواطنين من الّسفر إلى باشور “جنوب كردستان”، ودمشق لتلقّي العلاج، ولتخفيف العبء المادّي، والمعنوي عليهم”.
وتابع: “فمنذ قرابة خمس سنوات، ونحن مستمرِّون بالعمل فيه، وقد لوحظ تطوراً كبيراً، حيث يستقبل مرضى شمال وشرق سوريا، بأطيافه كافة، بإحضار المريض تقريراً طبياً من طبيبه السَّابق، حتى يتم فحصه مرَّةً أخرى من قبل أطبَّاء المشفى، لمعرفة ما إذا كانت حالته تستدعي إجراء عملية أم لا”.
تطور العمليات في الآونة الأخيرة
وأضاف كرمو: “لقد بنينا قسماً خاصاً بجراحة القلب، منذ قرابة العام ونصف العام، ولا زلنا مستمرين فيه، وأجريت قرابة 250 عملية قلب مفتوح، و1500عملية “لايزيك” (تصحيح بصر)، بالإضافة إلى ست عمليات زرع قرنية، من قبل طبيب مختص، وبشكل مجانٍ، قبل اعتذاره بعدم قدرته في الاستمرار بالعمل معنا، بسبب انتقاله إلى باشور كردستان”، مضيفاً: “وأما بالنسبة للقثطرة القلبية، فقد أجريت قرابة 7500 عملية حتى الآن”.
إحصائيات المشفى
وعن آخر الإحصائيات، صرح كرمو: “مع بداية العام، قمنا ككادرٍ متخصص في المشفى، بعملية جرد، فأحصينا عدد المراجعين والمرضى والإسعاف، والذي بلغ 11 ألف مريض، إضافةً، لـ 3000 عملية قثطرة قلبية، بينها 2500 عملية زرع شبكية عيون، و119 عملية قلب مفتوح، وذلك خلال العام الفائت فقط، فكانت النتائج إيجابية، وناجحة بامتياز”.
وتابع “كرمو”: “وكمخطط للمستقبل، هناك مساعٍ، بإنشاء عمليات قلب مفتوح للأطفال حديثي الولادة، وتوفر اخصائيين لهذا المجال، وغرف عناية، وجراحة مزودة بالأجهزة المطلوبة، لجراحة القلب عند الأطفال الرضع، ممَّن تقل أعمارهم عن سنة”.
الإقبال الكبير للمشفى
وعن إقبال المرضى للمشفى، قال كرمو: “هناك إقبال كبير للمشفى من قبل المرضى، وهذا دليل على نجاحه وتميزه، مضيفاً، لا يزال طاقم المشفى قائم على عمله بدون أي تقصير، أو إهمال”.
وأضاف: “وفي الآونة الأخيرة، ومع إقبال المرضى للمشفى بشكل كبير، أصبح لكل مريض دور، حيث يأتي كل مريض إلى المشفى حسب دوره، وهذا دليل على نجاح المشفى وإنجازاته المميزة، إضافةً إلى مراعاة الأحوال المادية للأهالي، باقتضاء نسبة ضئيلة، مقارنةً بالمشافي الخاصَّة، والتي تبلغ نسبة 40 %”.
عدد الأطباء في المشفى
وعن عدد الأطباء العاملين في المشفى وتخصصهم، أكد كرمو: “فيما يتعلق بالكادر الطبي الموجود في المشفى، هناك ستَّة أطباء قثطرة قلبية، وطبيبان مختصان بجراحة القلب، وأطباء فنيِّون، وأطباء مختصون بأمراض العيون”.
وأضاف: “لدينا في المشفى كادر طبي ممتاز، علماً، أنَّ المشفى مموَّل من الإدارة الذاتية فقط، ونحن بدورنا نسعى بأن نقدِّم الأفضل والأكثر لخدمة الأهالي، ومراعاة ظروفهم المعيشية الصعبة، التي يعيشونها في الوقت الراهن، ويتركز هدفنا في الوقت الراهن بتطوير عمل المشفى، والكادر الطبي، والأجهزة، والتقنيات الموجودة”.
وحول ما يقدمه المشفى من خدمات إضافية، قال كرمو: “يتوافد الطلاَّب من جامعة روج آفا “قسم كلية الطب”، لتلقي الدروس العملية، وتدريبهم من قبل أطباء مختصين، لكسب خبرات ومهارات، في مجال تخصصهم، وعملهم، حيث إننا نسعى دوماً، لتطوير المشفى، وجعله مركزاً للأبحاث العلمية والاختصاصات، وتدريب الكوادر الطبية، آملين بجعله أكاديمية طبية أيضاً، وليس فقط مركزاً للعلاج”.
أقسام المشفى
وعن أقسام المشفى، قال “محمد كرمو”، مختتماً حديثه: “يتألف المشفى من ثلاثة طوابق، “الطابق الأول، ويضم الإدارة، والأرشيف، والديوان، والمحاسبة، والمخبر، وصيدلية للمشفى، وغرفة الطبقي المحوري، والاستعلامات، إضافةً إلى قسم الطوارئ لتلقي حالات الإسعاف، وسيارات الإسعاف، والتي تكون مستعدة على مدار الساعة”.
أما الطابق ثاني، فمخصَّص لعمليات القلب، وقسم العناية المشدَّدة، الذي يتم التركيز عليه بشكل خاص، حفاظاً على سلامة المرضى. وأمَّا الطابق الثالث، فمخصص لعمليات العين، إضافةً إلى غرف المنامة للمرضى الخاضعين للعمليات الجراحية، أو غرفة العناية المشددة”.
قسم الإسعاف
كما وكان لصحيفتنا “روناهي”، لقاء آخر مع أخصائي الأمراض القلبية الدكتور “غسان مصطو“، والذي بيَّن لنا: “بدوري أعمل طبيباً في مشفى القلب والعين، بقسم الإسعاف، فنستقبل في هذا القسم مرضى القلب على مدى 24 ساعة، وبالأخص لمن يحتاج للقثطرة القلبية الحادَّة، فنستقبل كافة مرضى القلب، وخاصة ممن يعانون من احتشاءات العضلة القلبيَّة، حيث نجري لهم العملية اللازمة، ونقدم كل ما يحتاجونه”.
ووجَّه الدكتور غسَّان مصطو في ختام حديثه، نداءً، لزملائه الأطباء كافة، للمساهمة والعمل سوياً في هذا المشفى، بهدف مساعدة المحتاجين، وخدمة مجتمعهم.
والجدير بالذِّكر، بأن قسم العين وجراحتها يتميز بوجود أجهزة حديثة كجهاز “الأوتو، والفاكو”، لإزالة المادة البيضاء من العين وجهاز”أوسيتي”، لتصوير شبكية العين، وجهاز “طبوغرافية القرنية”، كما يحتوي على جهاز “الساحة البصرية”، وجهاز “قياس عدسة العين”، بالإضافة إلى أجهزة الليزر، لوقف نزيف شبكية العين، ناهيك عن أجهزة تصوير الطبق المحوري، والرنين المغناطيسي.
