سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

هل غدَت ملابس العيد في قامشلو حلماً بعيد المنال؟  

قامشلو / رشا علي ـ

غلاء كبير في أسعار الألبسة الجديدة هذا العام، تسعّرت نيرانه، واقع مرير يواجهه المواطنون في مدينة قامشلو مع اقتراب عيد الفطر، ما يجعل فرحتهم بهذه المناسبة مهب الريح.
تشهد المحال التجارية الخاصة بالملابس هذا العام، ارتفاعاً كبيراً، جعل الكثير من الأسر تعود إلى منازلها بدون كسوة جديدة لأطفالها، وأكد الكثير من المواطنين لـصحيفتنا “روناهي” أن الأوضاع المادية المتردية الناتجة عن الحروب وتهاوي العملة المحلية أمام الدولار، ضاعفت معاناتهم بشكل كبير جداً.
كسوة عيد… فرحة معلقة
وفي هذا الصدد تقول المواطنة “شيرين سعدون” من مدينة قامشلو، وهي أم لأربعة أطفال: “نحن على أبواب عيد الفطر، ولكن لهيب الأسعار تحرق جيب المواطن، وتجعله يبتعد عن زرع فرحة العيد بعيون أطفاله، بسبب الأسعار الخيالية، من شراء الألبسة الجديدة، ناهيك عن المستلزمات الأخرى كضيافة العيد وغيرها”.
وتبين، أنها تفاجأت، بالأسعار المرتفعة، التي طغت على ملابس العيد هذا الموسم، بعد أن زارت أسواق المدينة، علها تستطيع شراء كسوة لأطفالها، تقول مستغربة: إن “أسعار الملابس بالدولار!! وكلها مرتفعة، أحتاج أكثر من 100 دولار لتأمين كسوة كاملة لأطفالي ومن الأنواع المتوسطة، فالأسعار غير مقبولة نهائياً، ولا سيما للعوائل الفقيرة ومتوسطة الدخل”.
أكدت المواطنة “شيرين سعدون” في ختام حديثها أنها لم تستطع شراء ألبسة جديدة لأطفالها، حتى ولو لواحد منهم، وأوضحت بأنها ستشتري لأطفالها الأربعة من البالة؛ كونها أرخص ثمناً، فلعل ذلك يزرع الفرح على وجوههم كباقي الأطفال، ولا يحرمون كسوة الملابس ولو بأبسط الإمكانات.
إذ تستغني عائلات كثر عن تأمين ملابس جديدة لأطفالهم، مقابل شراء وتجهيز باقي لوازم العيد، في حين تقبل شريحة أخرى من الدخل المتوسط، والمرتفع على الأسواق التجارية منذ بداية رمضان، تمهيداً لتأمين مستلزمات العيد.

لهيب الغلاء ومعاناة الأهالي
في حين استغنت عائلات أخرى عن شراء الملابس الجديدة، ورصدت لشراء ملابس مستعملة (البالة)، كحال “نسرين علي” المرأة الأربعينية، التي أخبرتنا عن صدمتها بأسعار هذا الموسم، تقول: “أسعار الألبسة هذا العام بشكل عام غالية، ولا توافق مع رواتبنا الشهرية، انا موظفة لدى حكومة دمشق وراتبي 100 ألف، لا أستطيع شراء قطعة لباس جديدة من المحال التجارية بهذا المبلغ”.
فيما لفتت في تكملة حديثها إلى إقبال الأهالي في هذا العام على شراء ألبسة مستخدمة (البالة): “باتت أسعار الملابس المستخدمة (البالة) وبائعو الأرصفة، قبلة للفقراء للهرب من مذبحة الغلاء مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك، وتشهد ازدحاماً كبيراً من الأسر، التي بدأت تتوافد لشراء متطلبات واحتياجات العيد”.
حيث بلغ سعر الفستان النسائي بين 100_150 ألف ل. س، في حين وصل سعر الطقم الرسمي للبنات بين400_500 ألف، وبنطال الجينز رجالي قرابة100 ألف، والقميص الرجالي بين 50-80 ألف ل.س، وكذلك أسعار الأحذية وملابس الأطفال وفستان بناتي بين 75-125 ألفاً.