No Result
View All Result
المشاهدات 0
هيفيدار خالد_
ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة قتل النساء في العديد من الدول العربية، فلا يكاد يمر يوم لا نسمع فيه عن جريمة هنا، أو انتهاك هناك، كلها بحق المرأة، سواء أكانت في المنزل، أو الشارع، أو حتى في العمل، والأماكن العامة، والتي غالباً ما يزعم مرتكبوها أنها قد ارتكبت بدافع ما تُسمى بجرائم الشرف، إلا أن السبب الأساسي وراء انتشار هذه الجرائم، وعمليات القتل هذه، هي الذهنية الذكورية، التي ترى في قتل المرأة استمراراً لديمومتها.
لجرائم القتل، التي ترتكب بحق المرأة في الدول العربية، وعلى وجه الخصوص مصر ولبنان، أسباب عديدة، لا بد لنا من ذكرها وتسليط الضوء عليها، ومن ثم تحليلها بشكل دقيق وعميق، للوصول إلى جذور وأصل قضية العنف الممارس ضد المرأة، بهذا الحجم الكبير دون أن يحرك أحد ساكناً.
أحد الأسباب الرئيسة وراء ارتكاب جرائم القتل تلك، البنية الاجتماعية، والثقافية الموجودة، والمترسخة وفق مبادئ وعادات وتقاليد طغى عليها الطابع السلطوي الذكوري البحت؛ ما جعل من المرأة عرضة لأنواع العنف، محاطة بقوانين وقيود وإجراءات جعلتها بين فكي كماشة سلطة الرجل، فتارة تقتل تحت اسم العادات، والتقاليد البالية الموجودة في المجتمع، وتارة أخرى باسم الدين، والشرع لتبقى أسيرة قوالب الحلال، والحرام ونظريات ومفاهيم العيب.
إلا أن ما ساعد في الترويج لذلك، وتشويه الحقيقة هو الإعلام، إعلام السلطة في الدول العربية، الذي يرى في التشهير بالمرأة ونضالها وحياتها ساحة لمعادة المرأة، وقضيتها، واستهداف نضالها وجهودها، وبالتالي القضاء على الدور الطليعي، الذي تلعبه في المجتمع، فاللغة، والمصطلحات، والعبارات الموجهة، التي يستخدمها الإعلام ضد المرأة تقلل من شأنها ودورها، وفي معظم الأحيان تسيء إليها؛ ما يعكس صورة غير حقيقية عن جوهرها.
في التقارير الصحفية المعدة في غرف الأخبار، غالباً ما يتم ذكر أحداث الجريمة، ووقائعها بشكل مفصل في انتهاك صارخ لخصوصية المرأة، بينما نرى الإعلام نفسه في الوقت ذاته، يتغنّى بدور الرجل في معظم الأحيان، وعلى أنه أنقذ شرفه أو أنه لم يفعل ذلك عن قصد، فقد كان مصاباً بأمراض ويعاني من اضطرابات ربما تكون نفسية، والعديد من الأسباب الأخرى، التي لا معنى لها بتاتاً، بغية تلميع صورة الرجل، وإسقاط ما ارتكبه من باطل مقابل تشويه صورة المرأة، وأنها كانت تستحق ذلك، وخاصة في جرائم الاعتداء الجنسي والقتل.
بالطبع الوضع في ظل هذه الجرائم كلها، بحاجة إلى المزيد من النشاط، والعمل النسوي، الذي تستطيع من خلاله المرأة تفكيك جزيئات العنف الممارس بحقها في المجتمع، كما أنه بحاجة ماسة لتضافر جهود الجهات الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني وخاصة المنظمات النسوية لمكافحة هذه الظاهرة، ولجمها في الدول والمناطق، التي تنتشر فيها هذه الجرائم وخاصة في الفترة الأخيرة.
No Result
View All Result