No Result
View All Result
المشاهدات 5
بيريفان خليل_
تُعاد وتتكرر صور الخيانة، وبأوجه مختلفة، وبنتيجة واحدة خدمة للأنظمة المحتلة لكردستان، فخيانة الكرد للكرد بشخصية المقاتل الحر في صفوف قوات الدفاع الشعبي “هاورن” باستهدافه وتسليمه للسلطات التركية ما هي إلا محاولات؛ لإبادة الكرد، ومحو هويتهم.
الخيانة نقيض للأمانة وتندرج ضمن الأفعال اللاأخلاقية، وهي منتشرة لدى جميع الشعوب دون تمييز، إلا أن الشعب الكردي نال النصيب الأكبر من هذا المصطلح وبشكل فعلي عبر تاريخه النضالي والثوري ضد الظلم والعبودية.
وتمتد جذور الخيانة لدى الكرد إلى مئات الآلاف من السنين، حيث خمدت شعلة الكثير من الثورات، والانتفاضات، وقضيت عليها من خلال خيانة وتواطؤ الكرد أنفسهم، الذين تم اصطيادهم من بعض الأطراف الساعية إلى إبادة الكرد ومحو هويتهم، ووجودهم حتى على أرض كردستان نفسها.
وقد استخدمت الأنظمة المحتلة لأراضي كردستان أساليب عديدة من الحرب الخاصة ضد الكرد سعياً منهم للقضاء على وجودهم، ومن خلال إغرائهم بالأموال جعل الكثيرين من الشعب الكردي، بأن ينجروا وينضموا إلى صفوفهم، ليكونوا عملاء وأداة يفعلوا بهم ما يحلو لهم، حتى وإن كانت الضحية أخاهم الكردي.
فالخيانة ليست وليدة اليوم فهي مستمرة منذ 1400 سنة فتمت إبادة عشائر عدة، ونشبت الكثير من المجازر باتباع نهج الخيانة من قبل طالبي المال، وكذلك من بعض ممن يقوم بخيانة أخيه لمصلحة شخصية، أو حزبية، فلولا الخيانة لكان للكرد وطن مستقل باسم “كردستان” المجزئة، والمحتلة حالياً في أغلب أجزائها.
خونة بمسميات عدة
الأنظمة المحتلة لكردستان استطاعت أن تشكل مجموعات لخدمة مصلحتها ضد الكرد، في سعي مستمر إلى إبادة الكرد، وبخاصة حزب العمال الكردستاني، الذي أًسِّس من أجل الدفاع عن الشعوب المضطهدة، وفي مقدمتهم الكرد الذي كانوا يواجهون الإبادة، وفي مرحلة خطرة في أن يتجردوا من هويتهم.
ففي باكور كردستان شكلت دولة الاحتلال التركي مجموعة مسلحة من القروجيين، الذين تم تسميتهم من دولة الاحتلال باسم “حماة القرى” للقيام بمهمة العميل، وبالتالي خيانة شعبه، فاستشهد أول شهيد في بداية الكفاح المسلح ضد دولة الاحتلال التركي على يد خونة كرد.
أما في روجهلات كردستان، فقد كانت تسمى باسم “البسيج” وفي باشور كردستان، فقد كانت تسمى بـ جحش. فالقروجيون، والبسيج، وكذلك الجحش، لهم المهمة نفسها وأفعالهم الإجرامية، وخيانتهم لشعبهم كثيرة على مر التاريخ وحتى يومنا هذا.
الكفاح ضد الخيانة
وقائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، أوضح مفهوم الخيانة ضمن مرافعاته كثيراً، في إشارة إلى تاريخ هذه الظاهرة، ومتى بدأت، وكيف تُمارس، والجهات المسؤولة، ومن وجهة نظره، فإن تحديد وجود الكرد كانت من الأولويات، التي يجب العمل عليها كشعب كردي، ومن ثم الكفاح من أجل التحرر والديمقراطية، كون الشعب الكردي تعرض على مر الزمن، وبفعل الأنظمة الاستبدادية، المحتلة لكردستان، للكثير من المجازر، حتى بات يواجه الإبادة عامة، وأشار إلى أنه، إذا كنت راغباً في تعزيز النضال من أجل الحرية والديمقراطية في كردستان، فلا يجب عليك فقط حل المشكلة الشخصية، ولا يجب عليك فقط قيادة النضال ضد الرأسمالية معها جميعاً، يجب رؤية خط الخيانة، هذا بين الشعب الكردي ويجب الكفاح ضده.
الخيانة سبب بقاء كردستان مستعمرة
ولفت القائد الانتباه دوماً إلى أن الشعب الكردي تلقى ضربة كبيرة من المستعمرين، وضربة أخرى أيضاً من المتعاونين والخونة الكرد، وأن حزب العمال الكردستاني يقف ضد الإثنين، مؤكداً: “إن وجود الاستعمار في كردستان، مرتهن بأساس الذين يرتكبون الخيانة، وإن أردت أن تطور الحرية والديمقراطية في كردستان، فيجب عليك كسر ساق المستعمرين، وهم الكرد الخونة، والذي أثبت ذلك في ممارساته العملية، ووقف في وجه الفاشلين، والخونة، وقام بالمحاسبة”.
خدمة للمحتل وخيانة للشعب
كما ذكرنا آنفاً هناك الكثير من الأطراف، ورغم أصلهم الكردي، إلا أنهم يعملون خدمة للمحتل، والحزب الديمقراطي الكردستاني هو أحد الأطراف، التي تخدم دولة الاحتلال التركي في باشور كردستان، فمنذ أكثر من سنة، ودولة الاحتلال تهاجهم قوات الدفاع الشعبي في مناطق الدفاع المشروع؛ في الزاب، ومتينا، وآفا شين، وقد استخدمت أدواتها الإجرامية كلها، حتى الأسلحة الكيماوية، وقد سعى الحزب الديمقراطي إلى مساعدتها، ودعمها عبر وسائل عدة، بدلاً من أن يضع يده بيد أخوته الكرد، ويدافع عن أراضي كردستان، ومن جوانب عدة عمل في خدمة المحتل سواء بمحاصرة قوات الدفاع الشعبي، أو بفتح طريق لجيش الاحتلال، أو بمنع الوفد الزائر للمنطقة لفتح تحقيق بخصوص استخدام المحتل للأسلحة الكيماوية.
وكان القائد عبد الله أوجلان قد قيم في وقت سابق تعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني مع المحتل التركي، “يجب على الشعب الكردي جميعاً، أن يدركوا أنه ليس هناك حرب بين حزب العمال الكردستاني (PKK)، والحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، وكل ما يجري في جنوب كردستان التي من الدارج أنها منطقة للحزب الديمقراطي الكردستاني، من حرب، فذلك لوجود التدخلات التركية فيها، فهم يرتدون لباس الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلا أنهم كونترا للدولة التركية، والآن يُرى أن إرادة المنطقة بالكامل في أيدي وحدات الحرب الخاصة التابعة للدولة التركية، من الخطأ أن يجري المرء مثل هذا التقييم، بأن هناك إرادة للحزب الديمقراطي الكردستاني في المنطقة”.
وذكر أيضاً: “اليوم يتم دفع جميع الأموال، التي تأتي من الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى تركيا مقابل شن حرب ضد حزب العمال الكردستاني. على الرغم من كل هذا، إذا قيل: إن الحزب الديمقراطي الكردستاني له مكان في إرادة الكرد، أو قيل إنه تنظيم كردي، فإن ما سأقوله هو هذا: عليهم التخلي عن تعاونهم مع الوحدات التركية، وألا يشنوا الحملات الواسعة ضدنا، عليهم أن يكونوا محل ثقة أمام الشعب الكردي، ولن نخوض هذه الحرب مرة أخرى، لكنهم يصرون على محاربتنا، وإنهاء وجودنا، لهذا سنقاتل بطريقة فريدة، كما قاتلنا حتى الآن”.
وأوضح: “وعلينا ألا نقول: إننا نحارب الحزب الديمقراطي الكردستاني، لأنه هناك حرب إبادة تشارك فيها أنواع القوى الإمبريالية، لذلك نحن في حالة حيوية للدفاع عن النفس، فمنذ مئات السنين، كان هناك سياسة الإضعاف، التجزئة والإدارة بأبشع الطرق سوءاً، والتي تشبه مرض السرطان، يتفشى في جسد كردستان، وينشر نهج الخيانة بين الشعب الكردي بأكمله”.
وأكد: “الخيانة التي تمارسها بعض الجهات الكردية داخل كردستان تخدم مصالح العدو، ونحن نريد إيقاف هذه السياسة، إن محاسبتنا أصبحت الخطوة الأخيرة في المحاسبة التاريخية، وفي هذا الحساب التاريخي، ستنتصر قوى الشعب، التي تعد جزءاً من حزب العمال الكردستاني.
فالجهات الكردية المتعاملة مع تركيا إما أن نأخذ مكانة في هذه الحرب، ونستمر في دعمها، أو تستمر مع العدو، والمسيرة مع العدو استمرت طويلاً، لذا أقول كفى، كفى هذا التعاون مع العدو، يجب على بعض التنظيمات الكردية، التي تلعب دوراً سلبياً أن تضع نهجها جانباً، ومن الآن فصاعداً، سيستمر العمل في كردستان على هذا النحو، وغير ذلك لا الحياة تقبلها، ولا نحن نقبلها”.
تكرار سيناريو الخيانة
اليوم يتكرر سيناريو الخيانة بحق الشعب الكردي، ومقاتليه الأحرار من قوات الدفاع الشعبي، وبصورة مشابهة يتعرض أحد المقاتلين هارون (سليم أديامان) للضرب من قبل القروجيين؛ شريف يالجن، حجي عبد الكريم شناغو، أشرف أرجل، أتا تكين، شفا يالجن وعبد الله أرجل في ناحية هزخ التابعة لمدينة شرناخ بباكور (شمال كردستان)، وتسليمه لسلطات دولة الاحتلال التركي.
هذا المشهد ثبت صحة ما قاله القائد: إن الخونة هم السبب والداعم الرئيسي للأنظمة المحتلة لكردستان للبقاء فيها، ومحو هوية ووجود الشعب الكردي.
وما كان ردود الفعل الشعبية في رفع التصعيد والانتقام للمقاتل الحر هارون إلا برهان بأن المقاومة ستستمر ضد العدو، بقاء حزب العمال الكردستاني على مدى خمسين عاماً مضت ضد أساليب القمع، والمؤامرات خير برهان، بأن الحق سينتصر، ولو بعد حين.
No Result
View All Result