No Result
View All Result
المشاهدات 0
هيفيدار خالد_
مسلسل انتهاكات الاحتلال التركي ومرتزقته بحق أهالي الشمال السوري لا نهاية لحلقاته الإجرامية، إذ لا حسيب ولا رقيب لهم، وسط مجتمع لا يكاد يفيق من سباته، فالاعتداء، والقتل، والخطف، والسلب، بات السمة الملازمة لتلك المجموعات المرتزقة الإرهابية…ليس لشيء سوى لإشباع نفوس مهووسة بالجرم، رأت في باطلها نشوة اعتلاء باغتصاب أرض وفرض فدية وإشباع رغبة وبسط سطوة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع… إلا أن ما ترك غصة في نفوسنا هو المجزرة، التي ارتكبتها تلك المجموعات في ناحية جندريسه المحتلة بحق عائلة كردية.
مجزرة بكل معنى الكلمة تضاف إلى سلسلة المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الكردي من قبل مرتزقة الاحتلال التركي المشبعين بالحقد والكراهية والإرهاب تجاه الشعب الكردي. وكأنه قدر الكرد أن يستشهدوا في شهر آذار، ويتعرضوا لأبشع المجازر.. ومع ذلك فإن قتلهم بهذه الأساليب الوحشية لم يوقظ شعور الإنسانية. نعم الكل صُمٌّ بُكمٌ عُميٌ عندما يكون الحديث عن الكرد وعن المجازر، التي يتعرضون لها.
ناحية جندريسه، التي ارتكبت فيها المجزرة هي إحدى أبرز النواحي التابعة لمدينة عفرين المحتلة، والتي لم تلبث أن تخرج من صدمة كارثة الزلزال المدمّر لتصدم بجريمة مقتل الشبان الكرد الأربعة، بطريقة بشعة زادت مرارة الحياة والمآسي على نحو أكبر في هذه البقعة الجغرافية، التي لاقت من الويلات ما يفطر القلوب ويدمي العيون. ذنبهم الوحيد في ذلك أنهم كرد حاولوا إيقاد شعلة النوروز، شعلة السلام أمام منزلهم، للاحتفال بعيدهم الوطني، لكن آلة الموت، التي لا تكاد تُخطئهم أينما حلوا، وارتحلوا كانت السباقة إلى أرواحهم، التي طالما اعتلت دفاعاً عن مبادئهم السامية، وعن وجودهم وآمالهم.
الشعب العفريني، الذي اعتاد دفع الضيم والظلم عن نفسه أمام أعتى إجرام شهدته البشرية، انتفض بعد هذه المجزرة الأليمة في وجوه جلاديه مطالباً بمحاسبة هؤلاء المجرمون والمرتزقة والقتلة، مما يسمى أحرار الشرقية، كما تلت ردود فعل شعبية غاضبة من جميع فئات الشعب السوري تنديداً بتلك المجزرة ومرتكبيها… لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل ستحقق العدالة، وتتم محاسبة هؤلاء المجرمين؟ أم سيكون مصير قضية الشبان الكرد كمصير سابقاتها من قضايا.
وإذا ما أردنا لتلك العدالة، التي طال انتظارها أن تتحقق، علينا الوقوف كشعبٍ واحد مع ذوي الشهداء الذين سالت دماء أبنائهم من أجلنا… من أجل أن تبقى راية الحرية عالية في وجه الظلم والعبودية والعنصرية وعدم الاستسلام، ذلك من خلال متابعة القضية وتصعيد النضال والعمل على إخراج كافة المرتزقة بكافة صنوفها من أرضنا بعد أن استولوا عليها بموجب صفقات عقدتها دول إقليمية، ودولية، واستباحوا من خلالها دماء الشعب الكردي على وجه الخصوص.
هذه الجريمة الشنيعة والمجزرة، التي يندى لها جبين الإنسانية، لا بد من محاسبة مرتكبيها الحقيقيين، الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب الكردي منذ القدم، ولا يخفى على عاقل أن الدولة التركية هي من تقف وراء هذه المجزرة، خاصة أنها ومنذ احتلالها للشمال السوري يلاقي الشعب الكردي المكلوم على يدها كافة أنواع الانتهاكات من قتل، وضرب، واختطاف وسرقة ونهب.
نعم لا بد لصرخات الأمهات ومناشداتهن، التي أدمت القلوب أن تلقى آذاناً صاغية، وإن طال الميعاد، فلا بدّ لليل أن ينجلي؟، ولا بدّ للقيد أن ينكسر؛ ذلك لأن التخلي عن قضيتهن وعدم تحقيق العدالة لها يعدّ خيانة للإنسانية جمعاء. وإذا ما أردنا الخلاص من هذا الواقع بانتهاكاته ومجازره، التي أثقلت كاهل البلاد، وسلبت النوم من مقل العباد، علينا الوحدة والتكاتف معاً من أجل إخراج المرتزقة من الأراضي المحتلة، وعودة السكان الأصلين إلى بلدانهم، إذ إن لا سبيل إلى النجاة دونما وحدة ترفع أشرعة الحياة… الحياة التي علقت في نقطة توقف فيها الزمان عن كل شيء، وحدة حقيقية قائمة بذاتها، ولذاتها.
No Result
View All Result