روناهي/ قامشلو ـ كوباني ـ
في شمال وشرق سوريا احتفالات عيد نوروز مختلفة عن أي مكان آخر في العالم، حيث تتشارك شعوب المنطقة هذه الفرحة بقدوم العيد، وهذه السنة أيضاً احتفلت شعوب شمال وشرق سوريا تحت شعار “بروح مقاومة نوروز سنحرر القائد أوجلان ونحطم الاحتلال” بعيد النوروز في الـ 21 من آذار، في أحد مركزاً، شارك فيها مئات الآلاف من أهالي المنطقة بمختلف شعوبهم (الكُرد، والعرب، والسريان، والأرمن، والشركس والتركمان) إلى جانب احتفالية وسط العاصمة السوريّة دمشق.
في كل عام كما هو معتاد لدى شعوب شمال وشرق سوريا عامةً عيد النوروز هو يومٌ مُقدّس عند الكرد وباقي شعوب المنطقة أيضاً، فعيد التجدد والربيع لم يبقَ حبيساً بين شعب واحد بل في شمال وشرق سوريا يأخذ الكردي بيد العربي والسرياني والآشوري.. إلخ إلى مكان الرقص لتتزين احتفالات النوروز بروح مقاومة الشعوب.
نوروز قامشلو
ففي قامشلو تزينت ساحة نوروز بتنوعها الثقافي، وأزيائها الفلكلورية المتنوعة، وتوافد الأهالي وذويهم من أنحاء قامشلو كافة إلى ساحة نوروز في قرية هيمو، وذلك يوم الثلاثاء21/3/2023، للاحتفال بأجواء عيد النوروز.
تحت شعار: “بروح مقاومة نوروز نحرر القائد أوجلان وندحر الاحتلال”، اجتمع الآلاف من شعوب المنطقة، من كرد وعرب وسريان كلٍّ بزيه الفلكلوري وطابعه الخاص في ساحة نوروز في قامشلو، وذلك للاحتفال بعيد نوروز.
ونصبَ الأهالي الخيام وتوجهوا إلى ساحات الاحتفال والتي تزينت بصور الشهيد مظلوم وكاوا وصور القائد عبد الله أوجلان ورايات وحدات حماية الشعب والمرأة (YPG-YPJ) وأعلام حركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM).
وتخلل أجواء الاحتفال عرض عسكري وقد حملت القوات العسكرية أعلام للقائد عبد الله أوجلان لتجوب ساحة الاحتفال.
بشعلة نوروز سَنُحرّر القائد
وأُشعلِت نار النوروز من قبل والدة شهيد تلاها إلقاء كلمة من قبل عضوة الهيئة الرئاسية المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي فوزة يوسف هنأت فيها شعوب شمال وشرق سوريا وعموم أجزاء كردستان، ومقاتلي الكريلا والمقاومون في السجون، وكل القوات العسكرية، وقائد الحرية عبد الله أوجلان.
وتابعت فوزة: “الشعوب اجتمعت على الحرية والمقاومة”، وأكدت أنها شعوب ذات قرار كبير وشأن عظيم، بكردهم وعربهم والسريان الإيزيديين والمسيحيين كانوا ذوي إرادة قوية ضد جميع أشكال الفتن والهجمات التي أرادت أن تنال منهم.
وتطرقت فوزة إلى العزلة المشددة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، وقالت: “يواصل القائد أوجلان منذ 50 عاماً نضاله، ومقاومته باسم جميع الشعوب المضطهدة، لذلك سنجعل من نوروز 2023 نوروز كسر نظام إمرالي، وسنصعّد نضالنا من أجل تحرير القائد جسدياً والوقوف في وجه الاحتلال”.
كما ولم تنسَ فوزة المناطق المحتلة التي تبدي مقاومة كبيرة في وجه الاحتلال، ونادت: “إننا لم ولن ننسى عفرين وسري كانيه وكري سبي، وسنواصل نضالنا ومقاومتنا من أجل تحريرهم”.
كما دعت فوزة يوسف في ختام حديثها كل الأحزاب الكردية وأجزاء كردستان الأربعة للقضاء معاً على اتفاقية لوزان، وضمان حقوقهم والوقوف أمام الظلم والشوفينية، وتحرير الشعوب من الاحتلال، مجددةً العهد لكل الشهداء برفع علمهم عالياً حتى تحقيق قضيتهم.
شعلة نوروز شعلة المقاومة
وبعد عقد عدة حلقات من الدبكة والرقص، ألقى أيضاً الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الجزيرة، طلعت يونس كلمة والذي استذكر فيها الشهيد يوسف كلو وجميع شهداء المقاومة والحرية، فبروح مظلوم وكاوا تكاتفت الشعوب لنيل الحرية، وأضاف يونس: “في هذا الوقت، وتيرة نضالنا قد ارتفعت، فقد أوقدنا شعلة نوروز في الساحات، حتى أصبحت جميع ساحات كردستان ساحة للمقاومة ضد القوى المحتلة التي تمارس حرب إبادة ضد شعبنا”.
يونس نوّه إلى سياسات القوى الرأسمالية والسلطوية الممارسة ضد الشعوب، بالقول: “كما اتفقت القوى الرأسمالية والسلطوية ضد إرادة الشعوب عبر التاريخ، اليوم يعيدون ممارستهم للإبادة والاحتلال ضد شبعنا، ومثال على ذلك استهداف المرتزقة والاحتلال لشبابنا الذين أوقدوا شعلة نوروز في عفرين واستشهد أربعة مواطنين، فهذا مثال للإرهاب والاحتلال والسلطة ضد إرادة شعبنا”.
وطالب طلعت يونس في ختام حديثه شعب باشور كردستان باتخاذ موقف صارم تجاه السياسات التي تدخل في مصلحة الاحتلال، وتحقيق الوحدة الكردية ضد الاحتلال ومساندي الاحتلال.
وقدمت عدة فرق غنائية وراقصة عروضها خلال أجواء الاحتفال بالعيد ومنها: “فرقة بوطان، فرقة ستيرا زيرين، فرقة رابطة عفرين الاجتماعية، فرقة الشهيد ولات، الفنانيْن منة الله وشادي زبيدي من الرقة، فرقة الشهيد أوصمان، الفنانة نسرين بوتان، ومن باشور الفنان بيشوا رمضان”.