الشهباء/ فريدة عمر –
أكَّدت الإدارية في مكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية، زينب قنبر، أن الصمت الدولي، وغياب الأفق السياسي، يشرعنان وجود الاحتلال وارتكاب المزيد من الجرائم في المناطق المحتلة، ودعت للتحرك العاجل لإنهاء الاحتلال.
يصادف الثامن عشر من آذار، مرور العام الخامس على احتلال مدينة عفرين من الاحتلال التركي ومرتزقته، حيث يستمران بارتكاب أفظع الجرائم فيها، من تغيير لمعالم المنطقة، وتغيير ديمغرافيتها، وصبغها بالهوية التركية، وصولاً إلى استهداف مهجري عفرين، الذين هجروا قسرا من بطش ووحشية الاحتلال، بالسبل والوسائل كافة، في ظل غياب للأفق والحل السياسي حتى اللحظة، وكل ذلك يندرج ضمن سياسة ومخطط كسر إرادة أهالي عفرين.
انتهاك تركي صارخ للقوانين الدولية
وفي السياق ذاته، التقت صحيفتنا الإدارية بمكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية في حلب، زينب قنبر: “نستذكر اليوم الذكرى الخامسة الأليمة للاحتلال التركي لمقاطعة عفرين، ونحن نتذكر التهجير القسري لسكانها، وتدمير كل ما هو حي، على مدار خمس سنوات مرت، ولكنا نتذكر أيضاً المقاومة العظيمة، التي استمرت ثمانية وخمسين يوما، وقد استخدم فيها المحتل التركي كل قوته، وتجاوز قوانين الحروب، والمواثيق الدولية، كما نحي مقاومة هذا الشعب العظيم، الذي مازال متمسكاً بنهج مقاومته، للعودة الكريمة إلى مدينتهم”.
وأشارت زينب، إلى معاداة تركيا المشروع الديمقراطي، واستغلال طموحات الشعب السوري: “النظام التركي المصاب بفوبيا الكرد، يقف أمام طموحات الشعب الكردي في شمال وشرق سوريا، وشعوب المنطقة، ويستهدف بالدرجة الأولى الإدارة الذاتية الديمقراطية، التي هي الحل الوحيد لحل الأزمة السورية، كونها تتوافق مع مطالب شعوب المنطقة”.
وأوضحت زينب: “الروس يريدون بسط المزيد من نفوذهم، وهم الداعم الأكبر لتركيا في توسيع سيطرتها وتحقيق أحلامها، في إعادة إحياء أمجاد الإمبراطورية العثمانية، والقضاء على مشروع الأمة الديمقراطية، التي هي المنبر الوحيد، والنموذج الذي يمثل الشعوب”.
موقف المجتمع الدولي الخجول لما يحدث
وحمّلت زينب، المجتمع الدولي مسؤولية الجرائم، التي تحدث في عفرين: “موقف المجتمع الدولي في صمته جراء ما يحدث من انتهاكات تركية لا يرقى إلى مستوى المسؤولية الأخلاقية أو القانونية الدولية، رغم أنَّ ما يجري في عفرين من انتهاكات، تعدّ جرائم بحق الإنسانية، وقد وُثِّقت الجرائم والانتهاكات التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي، ومرتزقتها، التي تهدف جميعها إلى التغيير الديمغرافي، وتغيير هوية المنطقة وتشويه معالمها واستمرار سياسة التتريك فيها، والمحتل التركي مازال يسرح، ويمرح لتحقيق مآربه، وهناك ما يلفت النظر، وهو صمت الحكومة السورية عن كل ما يجري، فيما يظهر أنها مستفيدة من ذلك”.
وحول سياسة الحصار، التي يطبقها النظام السوري على مهجري عفرين في مناطق الشهباء: “الانتهاكات بحق مهجري عفرين مستمرة في مناطق الشهباء، الذين يقاومون لأجل تحرير أرضهم والعودة، ولا يقبلون غير ذلك، ويعيشون في الشهباء جسدا وقلباً واحداً، وتفكيرهم وأحلامهم كلها موجودة في عفرين، فيتم استهدافهم عبر الوسائل كافة من مسيرات وقذائف، ومن جانب آخر هناك سياسة الحصار، التي تفرضه حكومة دمشق”.
موقف دمشق متذبذب وسلبي
وبخصوص حل الأزمة السورية، أوضحت زينب: “على الحكومة السورية تلبية مطالب الشعب السوري، وعدم التلاعب بمصيرهم، وحتى نخطو خطوات ثابتة لحل الأزمة السورية، علينا التفكير بمصالح الشعب السوري أولاً، وفيما يتعلق باجتماعات آستانا، أو سوتشي، أو غيرها كلها لا تمت بصلة لمصالح الشعب السوري، ولا بتحرير أي بقعة من الأرض السورية، لذلك على الحكومة السورية أن تطرح موضوع تحرير عفرين، وتحرير بقية المناطق المحتلة في كل حدث سياسي أو في المؤتمرات المنعقدة نحو الحل السوري، ولكن للأسف حتى هذه اللحظة، لم تقم الحكومة السورية بطرح ذلك في المنصات الدولية”.
وأضافت زينب: “كما أنه على حكومة دمشق إنهاء العمل باتفاقية أضنة السيئة الصيت، تلك الاتفاقية السرية، التي يحاول عن طريقها أردوغان أن يشرعن لاحتلاله عفرين ويثبتها في الأراضي التركية، فمن الضروري أن يكون للحكومة السورية موقف صارم من هذه الاتفاقية”.
عفرين مفتاح الحل للأزمة السورية
وأكدت زينب: “تحرير عفرين هو مفتاح لتحرير المناطق السورية المحتلة، كما ندعو الوطنيين، والشرفاء للسعي لحل الأزمة السورية، عفرين احتلت بمؤامرة دولية، تلاها احتلال كري سبي، وسري كانيه، فعلينا العمل على تحرير عفرين، لأنها مفتاح لحل الأزمة السورية، وتحرير كل شبر من الأراضي السورية، فنحن سوريون، وعلينا أن نسعى لحلول للأزمة السورية، وهذا لا يتم من دون تحرير المناطق السورية، وإنهاء الاحتلال”.
واختتمت زينب قنبر حديثها: “من يدعي الوطنية، ويهتم بحل الأزمة السورية، وقلبه على الشعب السوري، عليه الجلوس إلى طاولة الحوار البناء، سواء في الداخل السوري، أو في الخارج، والعمل على عقد مؤتمر وطني سوري جامع لنصل من خلاله إلى نتائج، ونحقق مطالب الشعب السوري، ونحرر الأراضي السورية، ونصل إلى سوريا جديدة تعددية لا مركزية”.
