الحرب الخاصة.. وسيلة لكسر إرادة المجتمع

الشهباء/ فريدة عمرـ

تستخدم القوى الرأسمالية، الحرب الخاصة، وسيلةً، للقضاء على جوهر المجتمع، مستهدفةً، المرأة والشبيبة بشكل خاص، فالتعمق بحرب الشعب الثورية، والوعي الأيديولوجي، الطريقة الوحيدة لمجابهتها.

 تتعدد أنواع الحروب، الهادفة لتدمير النفس البشرية، والسيطرة على أسلوب حياة البشر، عبر أدوات معينة، “كالإعلام الموجه، وبث الشائعات، وغسيل الأدمغة، وهدم مرتكزات البنيان الأخلاقي للمجتمعات”، وتعد الحرب الخاصة، من أخطر أنواع الحروب، وأكثرها تأثيراً، نظراً للنتائج المستخلصة بأقل التكاليف، وسرعة إحداث التغيير في الساحة المستهدفة، عبر وسائل عديدة، ومنها “الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، والإعلام”، حيث إنها تهدد أخلاق المجتمع عامة، بسبب انهيار المفاهيم والقيم، ووفقاً لرؤى، وتحليلات القائد “عبد الله أوجلان”، تحاول القوى الرأسمالية من خلال ثالوث الاستغلال (الفن، الجنس، والرياضة)، أخذ أهم مرتكزات الحرب الخاصة، للتوغل في خلايا المجتمع وتفتيتها، وإعادة تجميعها، بعد إخلائها من محتواها الثقافي، والاجتماعي، والأخلاقي.

تحطيم إرادة المجتمع

وإلى ذلك، التقت صحيفتنا “روناهي”، عضو منسقية هيئة الشباب والرياضة، لعفرين والشهباء “محمد ويس“، فتطرق في بداية حديثه، لمضمون الحرب الخاصة، وأسباب استخدامها ضد المجتمع: “الحرب الإيديولوجية، الحرب بدون دماء، الحرب الباردة، غسيل الدماغ، هي مصطلحات تطلق على الحرب الخاصة، وهي من أخطر أنواع الأسلحة، لأنها تضعف معنويات الخصم، وتحطم إرادته”.

وتابع: “فالحرب الخاصة، قديمة بقدم الإنسان، موجودة بعمق الزمان، ولها أشكال وأبعاد، ومواقيت زمنية، ووسائل متعددة، وقبل التطرق لها، علينا تحديد هوية العدو أولاً، لأنه سيبقى موجوداً، لطالما هناك فكرة مضادة له، فالأنظمة الاستبدادية والرجعية في معاداة دائمة، لفكرة الديمقراطية”.

استهداف “المرأة والشبيبة”

وحول استهداف المرأة والشبيبة، قال ويس: “إنَ أكثر الفئات عرضةً للحرب الخاصة، هي المرأة، والفئة الشابة، حيث تعمل القوى الرأسمالية على استهدافهم بشكل خاص وممنهج، لأنهما عماد المجتمع، والركيزتان الأساسيتان فيه، وذلك عن طريق ثالوث الاستغلال (الجنس، والفن، والرياضة)”.

واستمر ويس: “لقد قام النظام الذكوري، بتشويه كل ما هو مرتبط بالحياة، فنرى الآلاف من الرجال، يقتلون النساء والأطفال، إضافةً إلى منعهن من المشاركة في كل ما هو مرتبط بالحياة الاجتماعية، وحصرهن ضمن نطاق المنزل فقط، وجعلهن آلةً، لخدمة شهوات، ونزوات الرجل الخالية من الأخلاق المجتمعية، وكذلك استغلال الفئة الشابة عن طريق المخدرات، والعمالة، والارتزاق، وإبعادها عن جوهرها الحقيقي، وانتمائها الثوري، وشل أفكارها وإرادتها”.

النيل من مكتسبات ثورة روج آفا

وللإشارة إلى الاستهدافات المتكررة، لمكتسبات ثورة روج آفا، أكد ويس: “إنَ ثورة روج آفا، والتي حققت مكتسبات عديدة، لشعوب المنطقة كافة، باختلاف أديانها وثقافاتها، ومعتقداتها، تواجه وبشكل يومي، محاولات ضرب، واستهداف مشروعها الديمقراطي، والنيل من مكتسباتها، عبر الهجمات الاحتلالية التي يشنها الاحتلال التركي، وبالأخص، استهداف إرادة المرأة الحرة، والتي تمثل الدور الريادي في المشروع الديمقراطي”.

وتابع قائلاً: “فالاحتلال التركي عبر وسائله الخاصة، واستغلال الشخصيات الضعيفة، التي تعمل لصالح العدو كعملاء، والتي تسببت باستهداف العديد من الشخصيات الوطنية والقيادية، يحاول مراراً، وتكراراً، استهداف المشروع الديمقراطي، المعادي لنظامه الفاشي”.

حرب الشعب الثورية صدٌ للحرب الخاصة

وعن الوسائل والطرق، الواجب اتباعها، لمجابهة الحرب الخاصة، اختتم عضو منسقية هيئة الشباب والرياضة، لعفرين والشهباء” محمد ويس”، حديثه: “لا يزال العدو مستمراً في محاولاته، فيحارب كل ما حققناه من مكتسبات، ونضال ومقاومة؛ بهدف محو وجودنا وهويتنا، لذا، يتطلب منا جميعاً، التعمق بمفاهيم حرب الشعب الثورية، والوعي، والنضال الإيديولوجي، لمجابهة الحرب الخاصة، والتي تستهدف التوغل في خلايا المجتمع بوسائله كافةً”.