إعلاميات روج آفا: “استهداف الإعلاميين لن يُثنينا عن مهمتنا الأساسية

استطلاع/ دلال جان –

روناهي / الحسكة-أكدت إعلاميات روج آفا بأنهن سيستمرنَ بإعلاء صوت الحق وإظهار الحقائق وفضح السياسات اللاإنسانية، وشددنَ على ضرورة الوقوف في وجه المحتل التركي بأقلامهن وعدسة كاميراتهن مهما اُستهدِف الإعلاميين والإعلاميات.

باستهداف المحتل التركي بالدم والنار والرصاص الحي، لإعلاميين من وكالة هاوار، وإصابة الصحفية  كليستان محمد وإبراهيم أحمد بجروح عميقة عند تغطيتهم أحداث القصف التركي على مناطق كري سبي، المحتل  يُثبِت وحشيته أمام العالم يوماً بعد آخر، كانت لصحيفة روناهي لقاء مع بعض الإعلاميين الذين أدانوا الهجمات التركية على مناطق روج آفا وشمال وشرق سوريا، وأكدوا بأن كاميراتهم التصويرية لن تسقط من أيديهم، وبأن أقلامهم الناطقة بالحق ستظل تكتب للحرية والديمقراطية وستكشف كل الجرائم التي تقوم بها الدولة التركية المحتلة، وستخط بدماء الشهداء الزكية الحقائق بكل مصداقية وشفافية.

لن نتوانى عن إيصال صوت الحق

حيث التقينا الإعلامية في لجنة البلديات والبيئة في مقاطعة الحسكة ميناس شمو، والتي أكدت بأن الصحفيين والإعلاميين في روج آفا وشمال وشرق سوريا هم أصحاب قضية عادلة، وأصحاب مهنة أخلاقية نبيلة، يعملون بتلك المهنة بكل إخلاصٍ ووفاء، لذلك تعمد جيش الاحتلال التركي على إطلاق النار على الإعلاميين في وكالة هاوار، كل من الزملاء إبراهيم أحمد وكليستان محمد، أثناء تغطيتهم للأحداث في اعتداءات الدولة التركية على أراضي روج آفا وشمال وشرق سوريا، وذلك لمنعهم من إيصال الحقيقة إلى العالم وتغطية جرائمهم اللاأخلاقية بحق المدنيين من أطفال وشيوخ ونساء.

وتابعت ميناس حديثها بالقول: “إلا أننا نؤكد بأن إرهابهم لن يُخيفنا، وأن أعمالهم الإجرامية من قتل وخطف لن تُوقف عملنا وتغطيتنا للأحداث وما يجري في المنطقة، ومهما حاولت الحكومة التركية من استهداف الإعلاميين والصحفيين، فأننا لن نتوانى للحظة عن إيصال صوت الحق إلى العالم، وسنعمل بكل طاقاتنا من أجل إعلاء كلمة الحق وبكل مصداقية، ونؤكد بأننا سنسير على درب شهداء الإعلام رزكار وهوكر ودليشان، وسنرفع آلة التصوير ولن تسقط على الأرض، وسنخط بدمائهم الزكية الحقائق”.

ونوهت ميناس بأنه يجب أن يعرف العالم كله بأن شعوب شمال وشرق سوريا أمام جيش مجرد من كل الأخلاق والقيم الإنسانية، ويجب الوقوف في وجهه والتصدي لإعمالهم الإجرامية، ونطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الوقوف بوجه هذه الاعتداءات والتهديدات التركية.

وحده الإعلام يفضح السياسات اللاإنسانية

وفي السياق ذاته أردفت الإعلامية في وكالة هاوار بيريفان خالد بالقول: “مما لاشك فيه إن الأنظمة المستبدة تحاول دائما النيل من إرادة الشعوب المطالبة بالحرية والديمقراطية، لذلك تستخدم كافة الأساليب والطرق لكي تحقق ذلك، فمهما كانت النتائج من قتل ودمار فهذا لا يهمها، وخير مثال على ذلك النظام التركي؛ فدولة الاحتلال التركي كي تخفي أفعالها التي تتعدى على الإنسانية من قتل وخطف واعتداء. فهي تعمل في البداية على استهدف صوت الحقيقة والأعلام الحر وكان آخرها استهداف مراسلينا كلستان محمد وإبراهيم أحمد، عندما كانا يُغطيان الهجمات التركية على كري سبي،  لذلك فأن الإعلام الحر يسعى بكل جهده لكشف تلك الممارسات وفضحها للرأي العام العالمي”.

وذكرت بيريفان بأن جُل ما نقوله أن مراسلو وكالة هاوار أخذوا على عاتقهم مهمة إظهار حقيقة ثورة الشمال وشرق سورية من كافة جوانبها، بما فيها الحملات العسكرية ضد المرتزقة. وأشارت بأنها تخص بالذكر شهداء الإعلام، دليشان وهوكر ورزكار، الذين استشهدوا خلال رصد الحقيقة من خلال كاميرتهم لما يجري في المنطقة.

همجية المحتل وصمتٌ مطبق

وأكدت بيريفان على همجية المحتل التركي والصمت المريب تجاه جرائمها بحق الصحفيين وقتلها للأطفال الأبرياء قائلةً: “نقول للرأي العالمي أن استهداف المراسلين عمداً وقتل الأطفال كما حصل بحق الطفلة سارة، أن كان يدل على شيء فهو يدل على همجية الدولة التركية، فهي بأفعالها هذه تضرب القوانين والمواثيق الدولية بعرض الحائط، فنطلب من الجهات المعنية بحقوق الصحفيين والإعلاميين؛ أداء مهامها تجاه الصحفيين والحد من ممارسات الدولة التركية المحتلة بحقهم، ليستطيعوا أداء مهنتهم بكل حرية، وندعو كل الإعلاميين والصحفيين بفضح ممارسات الحكومة التركية على شعبنا، والضغط على الحكومة التركية لإطلاق سراح جميع الصحفيين والمعتقلين السياسيين في سجونها”.

وحول هذا الموضوع استطردت الإعلامية في صوت خابور مزكين الحسن بالقول: “إن محاولات الجيش التركي بقتل الإعلاميين والصحفيين هي محاولات فاشلة، ولن تستطيع من خلالها الضغط علينا وقف التغطية الإعلامية ونشر الحقائق، فالدولة التركية تمارس كل أنواع الظلم والعدوان على الشعب في مناطق شرق الفرات، باستهدافها للمدنيين والعزل والإعلاميين وتدمير القرى، وكل هذا يُعتبر اختراقاً للقوانين والمواثيق الدولية ويجب محاسبتها.

صمتهم تعبير عن موافقتهم للجرائم

وأكدت مزكين بأنهن كإعلاميات يؤكدن بأنهن سيواكبن الأحداث الميدانية لحظةً بلحظة، وتابعت مزكين بالقول: “لن نتوقف عن العمل الإعلامي، وسنستمر في إيصال الحقيقة التي أرعبت الحكومة التركية، وفضحت ممارساتها وأعمالها الإجرامية بحق الإنسانية، وأصبحت على مسمع ومرأى العالم أجمع، كما نندد وبشدة الصمت الدولي، وصمت المنظمات الحقوقية والمؤسسات الإعلامية والصحفية لهذه الجرائم البشعة، ونقول لهم بأن صمتكم يقتلنا”.

وفي السياق ذاته لفتت الإعلامية في وكالة أنباء المرأة jin news سوركول شيخو، بأن شن الجيش التركي ومرتزقته حملة بربرية عسكرية في أوائل عام 2018م، وبالتعاون والتنسيق مع كل من روسيا والنظام السوري وأمريكا وإيران، وباستخدام كافة أنواع الأسلحة المتطورة على  شعب عفرين الآمن، وارتكاب المجازر فيها، حيث أنها لم تفرق بين طفل أو امرأة أو عجوز، وكل هذه الجرائم قد غض المجتمع الدولي أنظاره وأسماعه عن هذه الهجمة البربرية ولم يحرك ساكناً، وحتى أنها لم تشجب أو تندد بهذه المجازر والانتهاكات التي قامت بها الدولة التركية ومرتزقتها بحق شعب عفرين.

وأكدت سوركول بأن هذا الصمت الدولي هو تعبير عن موافقة دولية على هذه الممارسات اللاإنسانية، وقد بدأت الفاشية التركية في الآونة الأخيرة بالاعتداءات العسكرية على روج آفا وشمال سوريا، واستشهد نتيجة القصف العشوائي عدداً من المدنيين العزل، كما استهدفت الدولة التركية الصحفيين في وكالة هاوار على وجه الخصوص، وهذا الاستهداف للصحفيين الإعلاميين غايته إخفاء الحقائق والجرائم التي ترتكبها الفاشية التركية بحق المدنيين العزل،  وفي محاولة منها لطمس وإخفاء ما تقوم به الدولة التركية المحتلة من انتهاكات لحقوق الإنسان.  وأضافت بالقول: “نؤكد على أن استهداف الإعلاميين لن يثنينا عن مهمتنا الأساسية وهي البحث عن الحقيقة وكشفها، وتعريف الرأي العام بالممارسات والانتهاكات التركية، ولن تستطيع إيقاف عملنا باستهداف الصحفيين والإعلاميين في روج آفا وشمال وشرق سوريا، وسنفضح الممارسات التركية وعدوانها على الشعوب في روج آفا وشمال سوريا أمام الرأي العام والمجتمع الدولي، ونأمل من المجتمع الدولي أن يتخذ المواقف الحازمة من الدولة التركية وممارساتها العدائية بحق شعوب المنطقة، حتى لا تُعيد أمجاد الإمبراطورية العثمانية التي ارتكبت أفظع الجرائم بحق  هذه الشعوب”.