سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

زاوية في الميزان ـ محمد سعيد

المرأة رائدة الاقتصاد الكومينالي 

لعبت المرأة دوراً رائداً في مختلف مجالات الحياة، وكانت رائدة الثورة الزراعية النيولوتية، إذ ساهمت في العمليات الزراعية المختلفة، التي كانت تطبق آنذاك، وعملت يداً بيد مع الرجل من فلاحة الأرض حتى جني المحصول وتخزينه أو حتى بعد ذلك عند تحويله إلى شكل آخر من أشكال الغذاء، واستمر هذا العمل حتى أيامنا هذه في معظم الأرياف في العالم.

ولكن بعد التمدن وتقدم الصناعة اضمحل دور المرأة العاملة، واقتصر العمل في غالبية مجالاته على الرجل هاضماً بذلك حق المرأة في العمل مثلها مثل الرجل على حد سواء مع التحفظ على بعض الأعمال الشاقة، التي تحتاج إلى خشونة الرجال، ولكن بعد عصر الصناعة وانتعاش التعليم عادت المرأة لتدخل سوق العمل بقوة في معظم البلدان المتطورة صناعياً، وأصبح هناك نساء رائدات على مستوى التجارة والأعمال.

ومع تقدم الفكر وتطور الفلسفة والعلم، واندلاع الكثير من الثورات في العالم التي غيرت الكثير من المفاهيم، وخاصةً فيما يتعلق بحقوق المرأة في التعليم والعمل، وعملت الكثير من الأنظمة على دعم المرأة وإدخالها في سوق العمل والمنافسة مثل الرجل، حتى أصبح هنالك مصطلح خاص بها في الاقتصاد يدعى باقتصاد المرأة.

وفي مناطق شمال وشرق سوريا؛ سعت المرأة للعودة إلى العصر الأمومي وريادة الاقتصاد الكومينالي من خلال لجان وهيئات المرأة بتطوير وتشجيع وتوسيع قاعدة اقتصاد المرأة، من خلال سن التشريعات والقوانين التي تشجع وتؤمن دخول المرأة في سوق العمل، فعملت المرأة في مختلف المجالات كتاجرة وعاملة وموظفة ونساء أعمال، وتم دعم المرأة الحرفية من خلال تأسيس أسواق للمرأة لعرض وبيع منتوجاتها، وعمل المعارض التي تخص أعمال المرأة، وتأمين معدات العمل، ومنح العديد من النسوة الآلات والتجهيزات اللازمة للبدء بتأسيس مشروعها الخاص، وتقديم الدعم ودورات تعليمية لزيادة خبرتها في إدارة مشروعها وتطويره.

فأصبح هنالك اقتصاد فعلي للمرأة في المنطقة؛ ما شجع العديد من النسوة في الدخول لسوق العمل، وزيادة الدخل الأسري وتحسين الوضع المعيشي لهن ولعوائلهن؛ ما كسر احتكار الرجل للعمل وغير نظرته الذكورية تجاه المرأة، واعتبارها شريك حياة لا متطفلاً على سوق العمل الذكوري كما كان يعتقد سابقاً، وهذا الأمر خلق فكراً مجتمعياً أكثر انفتاحاً ومرونةً، وساهم في دفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام.

ومع هذا التغيير في المفاهيم ودخول المرأة في سوق العمل، إلا أن مازال أمامنا الكثير من العمل والدعم للنهوض بواقع المرأة الاقتصادي، ودعم اقتصاد المرأة أكثر فأكثر لتحقيق مستوى اقتصادياً متقدماً، فيما يتعلق باقتصاد المرأة بشكل خاص والاقتصاد الوطني بشكل عام، وتكريس مفهوم حق المرأة في العمل في شتى المجالات مثلها مثل الرجل فيما له من حقوق، وما يترتب عليه من واجبات.