روناهي/ قامشلو ـ
في ظل الحصار المشدد من حكومة دمشق على حيي الأشرفية، والشيخ مقصود بحلب، واللذين يعدان حاضنتين للكرد في حلب يعاني فيهما الأهالي من آثار الزلزال، وتأخر وصول المساعدات الإنسانية لهم، فالخطر يحدق بهم من كل اتجاه في ظروفٍ صعبة فالحصار والزلزال أثقلا كاهل الأهالي هناك.
سوزدار وقاص إعلامية تقطن حي الشيخ مقصود، تروي لنا معاناة أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية بعد الزلزال، والهزات الارتدادية، التي ضربت حيي الشيخ مقصود والأشرفية، وتسببت بأضرار هائلة في الأرواح والبنية التحتية، مشيرةً إلى أن الحصار على الحيين فاقم معاناة المتضررين من الزلزال في ظل الخطر المحدق بالأهالي.
لم يكن حيَّا الشيخ مقصود والأشرفية بمنأى عن الزلزال، الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من شباط الحالي، فقد أحدث أضراراً مروعة وخلف الآلاف من الضحايا، ولا يزال الخطر يحدق بأهالي المدينة، وباتت العديد من المباني آيلة للسقوط.
آثار كارثية وإمكانات محدودة
تقول سوزدار: “نتيجة للزلزال الذي وقع كان هناك العديد من الآثار، التي نتجت عنه، منها وفيات وعشرات الجرحى والكثير من البيوت، التي تهدمت وتصدعت”.
وأضافت: “هذه المنطقة عانت سنوات من آلة الحرب، وقد تأثرت بنيتها التحتية من قصف الطائرات، أو المدافع سواء من حكومة دمشق أو من المرتزقة، ونتيجة ذلك كان تأثير الزلزال كبيراً على أحيائنا”.
وعن عدد ضحايا الزلزال في حي الشيخ المقصود والأشرفية بينت: “عدد الضحايا، التي خلفها الزلزال ستة أشخاص، كان بينهم أربعة أطفال، إضافة الى أكثر من خمسين إصابة، تتراوح بين الجروح والكسور، والانهيار العصبي”.
وتسبب الزلزال بانهيار خمسة مبانٍ في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، في حين تضرر 12 مبنى آخر بشكل كبير، وكثير منها واجب هدمها، وفق تقرير أصدره مهندسو المكتب الفني في بلدية الشعب التابعة للإدارة الذاتية في الحيّين قبل أيام، وقال بيان المهندسين: إن 400 مبنى تضرر بصورة جزئية في الحيين في ظل إمكانات إغاثية ضعيفة، وحصار تفرضه عناصر الفرقة الرابعة التابعة لحكومة دمشق على الحيّين.
وأفادت سوزدار: “الأضرار المادية كبيرة جداً، خاصة في أملاك المدنيين، سواء البيوت، أو السيارات، أو المحلات التجارية، فهناك أكثر من 400 بناء متضرر، منها ما يحتاج إلى الإزالة بشكل كامل، ومنه ما هو متصدع، ونحن بحاجة إلى أدوات وآليات خاصة لا نملكها، وحكومة دمشق تمنع دخول أي آلية إلى الحيين، وقامت بلدية الشعب على حسب إمكاناتها بإزالة الركام والدمار، والكشف عن المباني المتصدعة، ومنع الأهالي الدخول إلى المباني التي تشكل خطراً على أصحابها، ونحن بحاجة لآليات وبحاجة لمساعدات إغاثية وسيارات إسعاف، كوننا لا نملك إلا مشفى وحيداً في الحيين”.
بطء دخول المساعدات فاقم الأزمة
لم تقف الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مكتوفة الأيدي، لما يجري في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، فبادرت إلى إرسال مساعدات إنسانية كبيرة من وقود وأدوية، ومواد إغاثية، ليس فقط إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية بل لجميع المناطق المتضررة في الشمال السوري، مثبته للعالم أن الإنسانية فوق الاختلافات السياسية، ولكن سياسة حكومة دمشق التي تحاصر الحيين تعيق دخولها.
وتقول سوزدار: “نحن نعاني من الحصار، وخصوصاً المحروقات فحتى هذا اليوم لم تستلم الكثير من العوائل حصصهم من المحروقات لمنع دخولها من عناصر حكومة دمشق، كما نعاني من نقص الأدوية والمواد الغذائية الأساسية، وقام المجلس المحلي في الحيّين بالتعاون مع القوى العسكرية حسب الإمكانات المتوفرة بعد الزلزال بنصب الخيام، وفتح مراكز إيواء وتوزيع مواد التدفئة بحسب الإمكانات المتوفرة”.
وأضافت: “الهلال الأحمر الكردي قدم لنا المساعدات الإغاثية، ولكنها غير كافية، بسبب لجوء العديد من العائلات من مدينة حلب إلينا؛ ما زاد العبء على المجلس المحلي، والمساعدات الدولية والعربية التي دخلت الحيين كانت بعد أربعة عشر يوما من الزلزال، وكانت عبارة عن إحدى وعشرين شاحنة، اقتصرت على الأغطية، والأواني المنزلية وألبسة الأطفال، وهي غير كافية”.
واختتمت سوزدار وقاص حديثها: “تم منع الكثير من المساعدات سواء الدولية، أو المحلية من قبل عناصر حكومة دمشق، وقد كان منع مساعدات الإدارة الذاتية من الدخول أكبر دليل على ذلك، وبالرغم من إزالة العقوبات عن حكومة دمشق، فنحن ما زلنا تحت الحصار، وهذا دليل على الدور السلبي وغير الإنساني من حكومة دمشق”.
