قامشلو/ دعاء يوسف –
استنكرت نساء مدينة قامشلو العزلة التي تفرضها الدولة التركية على القائد عبد الله أوجلان، وأكدن أن العزلة انتهاك واضح، وصريح للمواثيق الدولية والقيم الإنسانية، وطالبن المنظمات المعنية بحقوق الإنسان العمل من أجل تحرير القائد جسدياً.
تعرض قائد الشعب الكردي، وأيقونة الفكر الحر عبد الله أوجلان منذ قرابة 25 عاماً، لمؤامرة دولية خبيثة حيكت ضده، حيث اعتقل في الخامس عشر من شباط عام 1999 وبمشاركة دول إقليمية، وعالمية تم اعتقاله من قبل السلطات التركية، التي لم تكتفِ بحبسه في جزيرة نائية؛ بجزيرة إيمرالي بل تعدى ذلك بفرض عزلة مشددة عليه، تشدد كل عام، ومنع ذويه ومحاميه من اللقاء به، منعاً لانتشار فكره وفلسفته الحرة.
وتمارس تركيا بحق القائد عبد الله أوجلان، أبشع أنواع الانتهاكات الجسدية والفكرية، وتعقيباً على هذه الممارسات تستنكر الشعوب الحرة، ما يُمارس بحق القائد، مطالبين فك أسره جسدياً.
المؤامرة لم توقف فكر القائد
وجاءت المؤامرة في إطار إعادة ترتيب الشرق الأوسط بهدف صنع الشرق الأوسط الجديد، الذي يتناسب مع مصالح قوى الهيمنة العالمية، أو قوى الحداثة الرأسمالية حسب تسمية القائد أوجلان، فتلك القوى ألغت وجود الكرد، ووجود قائد أفسد ما كانت تصبو إليه، ولهذا رأت أن تبعد ما تعده خطرا على وجودها التاريخي في أن يبقى الجسد بعيدا ومغيبا عن أعين الشعوب التي أسفت بتغييبه عنها.
بهذا اعتقدت تركيا أنه باعتقال القائد أوجلان ستنتهي الأزمةً، دون أن تدرك، أن ملايين الأفراد من الشعب الكردي تسلك دربه، وتقتدي بفلسفته وبمبادئه، لذا لم تتوقف ثورته، ولازال تلاميذه يخوضون نضالاً من أجل حرية الشعب الكردستاني. هذه المقاومة التي أبداها الشعب الكردي في مواجهة المؤامرة، وأدواتها الظلامية نقلت القضية الكردية من النطاق الإقليمي إلى قضية عالمية متطلبة الحل، وباتت القوى الديمقراطية والرأي العام العالمي إلى جانب نضال الشعب الكردي، يرون فيه شريكاً مدافعاً عن القيم الإنسانية، والحرية، والديمقراطية.
انتهاكات دولية
وفي هذا الصدد التقت صحيفتنا “روناهي” العديد من المواطنين، الذين عبروا عن رفضهم، وعن سخطهم للعزلة المفروضة على قائد الشعوب، وبهذا الصدد عبرت المواطنة “شمس خان كلو“: “بعد المؤامرة الدولية منذ 15 شباط، استمرت العزلة الشديدة على قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، وعلى الرغم من هذه العزلة الشديدة التي يعايشها، بقيت رسائله للشعب الكردي، ومناضلي الحرية ومحبي السلام في العالم عنوانا لنضالهم”.
لقد حُرم القائد أوجلان من حقوقه في تبادل المعلومات، مثل تلقي الرسائل وكتابتها، وفُرضت عليه عزلة داخل سجنه، وعلى الرغم من أن أسرته، والزائرين لهم الحق في الزيارة مرتين في الشهر، إلا أن هذا الحق مقيد وغير معترف به.
ورُفضت جميع الجهود، والمطالبات ضد انتهاك حقوق القائد أوجلان، وتركت دون رد، وعلقت شمس خان على الأمر: “لقد رأت تركيا دور أوجلان الكبير بين الشعوب، وسعيه المتكرر لإعادة لفت الانتباه من أجل حل القضية الكردية، ودمقرطة تركيا وحرية الشعب، لذلك لم تعترف بقوانينها”.
وزادت شمس خان: “رداً لهذا الحب الكبير من القائد، وسعياً لينال حريته الجسدية، فقد قامت الشعوب بالعديد من الإضرابات عن الطعام داخل السجون وخارجها، فضلاً عن مظاهرات واسعة النطاق للشعب الكردي، وشعوب المنطقة ضد العزلة، بالإضافة إلى طلبات المحامين، التي لا تكف في المطالبة بلقائه”.
“مفتاح السلام في إيمرالي”
وضع قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان أفكاره وفلسفته خدمة للسلام، والتعايش بين الشعوب، ومع ذلك عدته تركيا المحتلة أكبر تهديد لمصالحها، لذلك تخشى رسائل القائد أوجلان، فتسعى إلى إسكاته.
وهذا ما نوهت إليه المواطنة “سعدية داود حسين“: “رغم الممارسات اللاأخلاقية استطاع القائد تطوير أفكاره وفلسفته التي أضاءت الطريق أمام شعوب المنطقة، لحل قضاياها من خلال نهج الأمة الديمقراطية، بينما ظل فكر القائد وصموده قوة تدافع عن الشعب الكردي وعن مصالحه”.
كما بينت سعدية، أن فلسفة القائد أصبحت محط آمال الشعوب المظلومة، والتي تعاني من الإرهاب: “اليوم تقف العديد من شعوب العالم في وجه هذه المؤامرة لتتكاتف مع قضية الشعوب المضطهدة، وتطالب العالم بالحرية الجسدية للقائد، لأنه يملك مفتاح السلام في الشرق الأوسط والعالم”.
وفي ختام حديثها ناشدت المواطنة “سعدية داوود حسين” المجتمع الدولي بالتدخل لرفع العزلة عن القائد أوجلان، ونوهت إلى أن الأفعال، التي تقوم بها حكومة العدالة والتنمية، تعدّ خرقاً للقوانين الدولية، التي تنص على حرية الإنسان، ويجب أن تحاسب عليها: “تشن دولة الاحتلال التركي هجمات عنيفة على جبال كردستان، فتستخدم الغازات الكيميائية، وترتكب الجرائم الإنسانية، كما أنها تعزل القائد، وتمنعه من اللقاء بأي أحد، فيجب على المنظمات الدولية أن تضغط على الدولة التركية من أجل إنهاء العزلة، وإيجاد حل ديمقراطي للقضية الكردية، كما يجب أن تتحد شعوب المنطقة ضد الخطط، التي رُسمت في الغرف السرية، والتي تهدف إلى القضاء على الشعوب الأصيلة في المنطقة”.
