أما عم الطفل سركان والذي كان يعيش في بلدة اكينجي على الجانب الآخر من الطريق السريع، من الهزات العنيفة، كان قد اختار البقاء في منزل عائلي من طابقين هناك، خوفًا من وقوع زلزال عنيف مثل الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة والذي دمّر أجزاءً من جنوب تركيا وشمال سوريا، وقد هرع على الفور إلى مبنى عصر النهضة ويقول أنه “في الطريق، بدأت أدرك أن الطرق كانت مغلقة في بعض الأماكن بسبب المباني المنهارة، لقد بدأت أدرك مدى قوة الزلزال، وكان عليَّ أن أجد طريقة للوصول إلى هنا، “قال، وهو يقف في بستان الزيتون الذي كان يلتف حول قاعدة مبنى عصر النهضة، حيث كانت العائلات تُخيّم لأكثر من أسبوع، بانتظار عمال الإنقاذ لسحب الجثث من تحت الأنقاض.
وسرعان ما جاء التدمير الكامل لمبنى عصر النهضة ليجسد التوتر بين السلطات التركية والجمهور، وقد أدى الزلزال إلى انهيار آلاف المباني في جميع أنحاء جنوب البلاد، حيث تبين أن 84.726 ألف مبنى قد دُمِّر أو تضرر بشدة، وذلك وفقًا لوزير البيئة والتخطيط العمراني مراد كوروم، بينما ألقت الدولة باللوم على المطورين العقاريين ومقاولي البناء، إلا أن الأقارب الغاضبون لأكثر من 36.000 قتيل في تركيا، مثل أولئك الذين تجمعوا خارج مبنى عصر النهضة لأكثر من أسبوع، يقولون إن نظام فساد أوسع مكّن من ممارسات البناء الفاسدة التي تسببت في انهيار المباني على ساكنيها بهذا الشكل المفجع.
قالت عائلات أخرى اجتمعت أمام الهيكل العظمي الخرساني الضخم لعصر النهضة إن اعتقال كوشكون لم يكن كافيًا، وأنه لا تنتهي العملية بإمساك المقاول، فحتى لو ضبطنا المقاول وعاقبناه، لكن السؤال الحقيقي هو من أعطى المقاول إذن البناء؟ قال إلياس جيتين وهو يدفئ نفسه حول نار حطب مع شقيقيه “أولئك الذين يمنحون الموافقات لهذا البناء، يجب القبض عليهم ومساءلتهم”.
القادم بوست