ثورة روجهلات كردستان وإيران.. ثورة المرأة الحرة

جل آغا/ أمل محمد – تستمر ثورة روجهلات كردستان، وإيران في مواجهة النظام الاستبدادي في إيران بقيادة المرأة، والتي تجاوزت 155 يوماً على بدايتها، عقب مقتل المواطنة الكردية جينا أميني على يد شرطة الأخلاق، وإثر هذه الحادثة شهدت العديد من المدن في روجهلات وإيران انتفاضة شعبية واسعة ضد النظام الإيراني، التي طالما قمع الحريات في البلاد، وحارب المرأة.

قمع للحريات، واعتقالات تعسفية من النظام الاستبدادي في إيران ضد المتظاهرين، والمنتفضين وبعد مرور ما يقارب من مائة وخمسة وخمسين يوماً على الانتفاضة هناك، ووفقاً لمنظمة حقوق الإنسان الإيرانية، فإن عدد الشهداء على يد هذا النظام تجاوز خمسمائة شخص، بالإضافة للمعتقلين، والذين تُقام بحقهم أبشع الجرائم في التعذيب الجسدي والنفسي، وبالرغم من أن سياسة إيران واضحة تجاه ثورة روجهلات، والتي تسعى جاهدة في القضاء عليها، إلا أنها مستمرة بقيادة المرأة، وترفض التخلي عن أهدافها، ومطالبها، وعلى رأسها إسقاط الحكم الإيراني، الذي مارس الاضطهاد ضد الشعوب  منذ استلام السلطة.

ثورة المرأة

كانت ولا زالت الثورة الشعبية في إيران ثورة للمرأة، بدأت شرارتها الأولى من ضفائر الفتاة العشرينية جينا أميني، وتحولت لاحتجاجات عارمة بغالبية نسائية، صوت المرأة في هذه الثورة فاق الأصوات، ومطالبها الشرعية لاقت صدىً إيجابيا واسعا من الأوساط العامة، بين مؤيد وداعم، وهذه لم تكن المرة الأولى للانتفاضة ضد النظام الإيراني، فقد  خرج الشعب الإيراني قبيل حادثة مقتل جينا أميني مرات عديدة بأوقات سابقة في تاريخ إيران، ولكن في هذه المرة كان الأمر مغايراً لأن الثورة لا زالت مستمرة؛ ما يدل على عدالة الثورة، والتمسك بمبادئها، التي تعطي المرأة كامل حريتها.

ويبقى النظام الإيراني يفضل القمع على إيجاد حل، وهذا ما يدفع الانتفاضة للاستمرار؛ لأنها تجد في هذا تحدياً كبيراً لماهية الثورة والاستخفاف بالشعب، كما أن النظام يرفض الرضوخ لمطالب ثورة تقودها النساء، فلم يشهد تاريخ الثورات في إيران شيئاً مشابهاً لهذا الحراك، التي تقوده المرأة، وهذا يشكل تحديا أكبر للسلطات الإيرانية، وهذا ما لا يجوز وفقاً لدستورهم.

في الرابع من كانون الأول أعلن المدعي العام الإيراني حل شرطة الأخلاق في البلاد من قبل السلطات المختصة، وكانت هذه أولى النتائج، التي حققتها الثورة، وكما أن البرلمان والسلطة القضائية تراجعت عن قانون الحجاب الإلزامي للنساء، ومع ذلك الثورة مستمرة في إيران حتى تحقيق أهدافها، ولن تتوقف حيال بعض التغيرات من قبل السلطة.

وفي هذا السياق التقت صحيفتنا “روناهي” إدارية مؤتمر ستار في كركي لكي “نوروز سعيد محمد“، والتي أثنت على ثورة روجهلات، وإيران: “هكذا عودتنا المرأة الإيرانية أنها قادرة على المواجهة والوقوف في وجه السلطات الاستبدادية، هذه الثورة هي ثورة نسائية بحتة، كانت صرختها الأولى من أفواه النساء، وامتدت حتى شملت مكونات وفئات الشعب، لن تُهزم ثورة بقيادة المرأة، هكذا قرأنا في التاريخ، أن النساء قادرات على صنع الثورات، والانتصار فيها”.

وتابعت نوروز محمد حديثها: “تقوم إيران منذ اليوم الأول من الثورة بقمع، وباستهداف تعسفي للمنتفضين المتمثل بالقتل والاعتقال، ولكن لم نشاهد ردة فعل من المنظمات الحقوقية جراء ذلك، ولهذا يجب على المجتمع الدولي، أن ينصف هذه الثورة، ويضع حداً للسلطة الإيرانية، لما تقوم به من جرائم، فالتغاضي عما يحدث ضد هذه الثورة من جرائم إنسانية يسمح للسلطة الإيرانية بممارسة أنواع القمع والاضطهاد كلها ضد تلك النسوة؛ لأنها لا تجد رادعا مجتمعيا، أو دوليا لما تقوم به من جرائم”.

وأضافت نوروز محمد: “ثورة المرأة لن تنتهي في أي مكان، هنا الثورة ليست ضد نظام معين، بل ضد العقليات والأفكار البالية، وحينما يتم القضاء على هذه الأفكار الذكورية النابعة من الجهل، يمكننا القول حينها: إن ثورة المرأة انتصرت، ولكن كلما وجدت هذه الأفكار، وهذه القيم المجحفة بحق النساء ستقام ثورات للمرأة تكون أشمل وأعم”.