No Result
View All Result
المشاهدات 0
روناهي/ الدرباسية –
حرب ضروس تجاوزت عشر سنوات، قاسى خلالها الشعب السوري ويلات، ومصائب، وتشرد، وضياع، وفقر، وهجرة داخلية وخارجية، أفرغت المناطق من ساكنيها، يبدو هذا كله دون رسو حلول في الأفق لهذه الحرب المريرة، والتي أوجدت أطرافاً دولية عدة لا تسعى إلا لخراب وتدمير الشعب السوري.
أكد اللاجئون السوريون في تركيا، أن مشروع ما يسمى بالمنطقة (الآمنة)، والتي يسعى أردوغان لتنفيذها، ما هو إلا أداة لتقسيم سوريا، وأشاروا إلى أن المقاربات التي تحصل بين النظامين السوري والتركي هي خطوة في هذا الاتجاه. وخلال هذه الحرب، لم يكن ملف اللاجئين ملفاً إنسانياً قط، بل كان ملفاً سياسياً خاضعاً للبازارات، والسياسات، التي كانت ولا تزال تعقد على رؤوس السوريين، وخير مثالٍ على ذلك، المهجرون وما يعانون من تشرد وضياع في دول الجوار السوري، ولا سيما في تركيا، حيث إنهم ومنذ وصولهم، نسوا شيئاً يدعى “العيش الكريم”، وباتوا يعيشون في ذل ومهانة، غريبون في قارعة الطرقات، ولا يقوون على رفض الواقع المعاش.
وبالنظر إلى مشكلة النازحين واللاجئين من جهة أخرى، فإن أولئك اللاجئين، باتوا مصدر دخل عظيم للنظام التركي، وذلك من خلال المتاجرة بهم في المؤسسات، والمحافل الدولية، وحصوله على مبالغٍ طائلة بحجة رعايتهم.
أهداف خفية وراء قبول اللاجئين
إضافة إلى ما يعانيه اللاجئون من برد وجوع في مخيمات النزوح التركية، وإلى جانب ما يتعرضون له من عنصرية، فإن النظام التركي يحاول جعل ملف اللاجئين أداة لتنفيذ مخططاته الاستعمارية التوسعية في سوريا، محاولاً حجز موطئ قدم له في سوريا المستقبل، وفي هذا الإطار، تندرج حجج، وذرائع دولة الاحتلال التركي في حديثها عن المنطقة (الآمنة)، التي تسعى لبنائها في سوريا، حيث تتذرع بإعادة هؤلاء اللاجئين إلى أرضهم عودةٌ طوعيةٌ آمنة.
فقامت صحيفتنا “روناهي” بالتواصل مع عدد من اللاجئين السوريين المتواجدين على الأراضي التركية، والذين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم الحقيقية، خوفاً مما سيتعرضون له من مضايقات ومشاكل من قبل الحكومة التركية الفاشية، حيث استطلعت آراءهم حول موضوع ما يُسمى بالمنطقة (الآمنة)، والتي يسعى النظام التركي لإنشائها داخل الأراضي السورية، وإعادة اللاجئين إليها.
فحدثنا “حسن معاني“، وهو اسم مستعار للاجئٍ من غوطة دمشق الشرقية، ذو 35 عاماً: “إبان الثورة السورية، وقبل تحولها إلى حرب دموية، ثرنا ضد حكومة دمشق، عانينا الويلات بسببها آنذاك، حيث الفقر والجوع والبطالة، إضافة إلى الذل والإهانات، وكنا نعتقد بأننا نخوض ثورة حقيقية، ولكن مع تحول الثورة إلى عراك مسلح تتناطح فيه ثيران الحرب، أدركنا أن ما يُحاك هو أكبر من حجمنا، فالتزمنا منازلنا، ولكن الثيران المتحاربة لم تدعنا وشأننا، فباتوا يتسابقون على إذلالنا وإهانتنا، وما كان باستطاعتنا سوى رحيلنا عن ديارنا، فبقينا في المهجر ننتظر ما ستؤول إليه الأوضاع، فانتهى بنا المطاف أنا وأولادي للاستقرار في تركيا”.
وأضاف قائلاً: “في بلاد المهجر، تحولنا إلى أوراق بيد أنظمة تلك الدول، حيث أخذت الدولة التركية بمتاجرتنا لدى المنظمات الدولية، إلى أن بدأ الحديث عن عودتنا إلى ديارنا، حينها استبشرنا خيراً، وظننا بأن الفرج قد حان، ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي سفننا، فرأينا بأن هذه العودة ستكون لحياة أكثر قتامة وسواداً، حيث تبين لنا أن العودة لن تكون إلى ديارنا، بل إنها ستتم على حساب غيرنا من السوريين، فدولة الاحتلال التركي احتلت العديد من الأراضي السورية، مثل “جرابلس، والباب، وعفرين، وسري كانيه”، وغيرها من الأراضي السورية، كما لاتزال تهدد باحتلال المزيد من أراضيها، بحجة إعادتنا نحن اللاجئين، لكننا نرفض هذه العودة رفضاً قاطعاً، فلا نقبل بالعودة لنحتل أراضي غيرنا، كما حصل في عفرين، وسري كانيه وكري سبي، حيث قامت دولة الاحتلال التركي بعملية تغيير ديمغرافي في تلك المناطق”.
وأضاف: “مطلبنا هو عودتنا إلى أراضينا ومنازلنا، بحيث نعيد ترتيب حياتنا من جديد، ولكن لن نقبل أن نعيد ترتيب حياتنا على حساب حياة الآخرين، لذا، نرفض كل ما تقوم به دولة الاحتلال التركي بحق أهالي شمال وشرق سوريا، بحجة إعادة اللاجئين إلى ديارهم”.
المصالحة طريق التقسيم
ومن جانب آخر، تحدث لصحيفتنا “روناهي”، “مجد الأغبر“، وهو أيضاً اسم مستعار للاجئٍ من حلب، ذو40عاماً: “إن ما يجري الحديث عنه حول المصالحة بين النظامين التركي والسوري، ما هو إلا ترسيخ للتقسيم، الذي تعيشه سوريا، فالمشاكل العالقة بين الطرفين أكثر تعقيداً من أن تجد حلولاً جذرية تُلبي مطالب الشعبين، لذلك فأي مصالحة قد تحدث ستكون مصالحة سطحية، ومصالحةً من هذا النوع ستكون أساساً لترسيخ مناطق النفوذ الموجودة في سوريا، وبالتالي ستكون لدولة الاحتلال التركي حصة في الكعكة السورية، فهذا ما تسعى له دولة الاحتلال التركي من تدخلها في سوريا واحتلالها للأراضي السورية”.
وتابع: “تستخدم دولة الاحتلال التركي في مخططها هذا حججاً وذرائع واهية، فمن جهةٍ تصف الكرد في شمال وشرق سوريا بالإرهابيين، وتدعي سعيها لتنظيف حدودها منهم، ومن جهةٍ أخرى، تدعي أنها ستعيد اللاجئين السوريين إلى ديارهم عودةً كريمة، ولكن دولة الاحتلال التركي تنافق في ذلك، فلا الكرد السوريون إرهابيون يهددون الأمن القومي التركي، ولا اللاجئون العائدون إلى سوريا، عادوا إليها عودة طوعية، فدولة الاحتلال التركي تهدف من خلال مساعيها هذه إلى قطع المزيد من الأراضي السورية، من خلال القضاء على شعوب شمال وشرق سوريا وتهجيرهم من أراضيهم”.
وتابع: “نحن جزءٌ من الشعب السوري، وأهالي شمال وشرق سوريا ممن يسعى أردوغان لتهجيرهم من أرضهم أيضاً سوريون، وقد دفعوا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى فداءً لأرضهم، ووطنهم، فعودتنا يجب أن تكون إلى ديارنا، ونرفض أن تكون على حساب غيرنا من السوريين”.
No Result
View All Result