مُهجّرو عفرين يتقاسمون خيمتهم مع الأُسر المتضررة

الشهباء/ فريدة عمر ـ

في ظل تهرّب حكومة دمشق من أداء واجبها تجاه المنكوبين ومشاركة دولة الاحتلال التركي والمرتزقة في حرمانهم من المساعدات الإنسانية، يتقاسم مُهجّرو عفرين خيمتهم مع الأُسر المتضررة من الزلزال، مؤكدين على ضرورة التكاتف والوقوف معاً في ظل هذه الكارثة الإنسانية.
وخلّف الزلزال المدمّر الذي حدث في السادس من شباط الجاري، والذي ضرب عدة مناطق في سوريا بما فيها أحياء الشيخ مقصود، ضحايا وأضرار بمنازل الأهالي، وبقيت حتى الآن العشرات من المباني في الحيين مهددة بالانهيار، نتيجة التشققات التي حصلت بها بفعل الزلزال، فيما توافدت الآلاف من الأسر إلى مقاطعة الشهباء.
في حين وبالرغم من الوضع المأساوي، والكارثة الإنسانية التي يعيشها الأهالي، مازال الحصار الذي فرضته حكومة دمشق على المنطقة منذ أعوام، مستمراً إلى حد اللحظة، والذي يزيد من عبء الإدارة من تأمين كافة الحاجات والمستلزمات اللازمة، حيث تعمل الإدارة منذ ندائها للأهالي واستعدادها لاستقبال المتضررين، بكافة جهودها رغم الإمكانات الضعيفة والضئيلة على مساندة الأهالي وتقديم المساعدات لهم.
حيث ومنذ اليوم الأول من الزلزال، استقبلت الإدارة، بما فيها إدارة المخيمات، ومهجري عفرين القاطنين في المخيمات أيضاً الآلاف من العوائل، رغم ظروفهم الصعبة، ليتقاسمو خيمتهم ولقمة الخبز، في تأكيد على أن التعاون والتشارك وحده يخفف من هذه المحن.

خيمتنا صغيرة.. لكن قلوبنا كبيرة

وفي ضوء ذلك، التقت صحيفتنا “روناهي”، بالعديد من المهجرين القاطنين في المخيم الذين تقاسموا الموجود مع الوافدين الجدد زينب محمد؛ مهجّرة من عفرين، تقطن في مخيم برخدان، أكدت بأنهم ورغم الظروف الصعبة هناك ضرورة على الوقوف جنباً إلى جنب مع أهلهم في محنتهم: “إنَ الظروف التي تتعرض لها المقاطعة مسبقاً، ظروف صعبة، والذي يفاقم معاناة الأهالي، وبعد الزلزال توافد الآلاف من الأسر صوب المقاطعة، إننا نتشارك خيمتنا الصغيرة مع ثلاثة أُسر متضررة من حلب، رغم أن خيمتنا صغيرة، إلا أن قلوبنا كبيرة، ومستعدين لتقديم كل ما نستطيع، لنتجاوز هذه المحنة معاً”.

الحصار يُفاقم المعاناة

ولأن الحصار المفروض على الشهباء يزيد من معاناة الأهالي هناك قبل الزلزال وفاقم الأمر بعدها، يطالب الأهالي برفعها في أسرع وقت ممكن لتجاوز المحنة، وتعليقاً على ذلك قالت زينب: “إنَنا نواجه ظروف معيشية صعبة، من نقص في جميع المستلزمات الأساسية، لا نتمكن من إشعال النار لنطبخ كونها تشكل خطراً على المخيمات، وتواجه الأمهات صعوبة في تسخين حليب أطفالهن، بالإضافة إلى شح الأدوية الضرورية، ويجب على حكومة دمشق أن تأخذ هذه الكارثة الإنسانية بعين الاعتبار، كيف لها أن تحاصر السوريين في سوريا، الحصار جريمة بحق الإنسانية في ظل هذه المعاناة”.

ما حكَّ جلدك مثل ظفرك

كما وتستقبل سلوى بطال؛ مُهجّرة من عفرين، تقطن في المخيم نفسه، في خيمتها الصغيرة، وبرغم كبر سنها وإعاقة زوجها واثنين من أطفالها، عائلتين، مؤكدةً بأنهم في ظل غياب الضمير الإنساني، يضمدون الجراح بأنفسهم: “في مقولة شعبية تقول لا يحك الجلد إلا الظفر، ونحن في ظل غياب ضمير الإنسانية، نداوي جراحنا بأنفسنا، وبرغم كل ما حدث، مازالوا يلعبون بمصير الإنسانية، يسرقون المساعدات وينهبون، ويحاصرون الشعب، برغم أنَ حالتي الصحية لا تسمح، وزوجي مريض ولدي طفلين معاقين، إلا أنه في ظل هذه الظروف نحن مستعدين لتقديم أرواحنا، واستقبال العشرات من العوائل، كما قاومنا وواجهنا الحرب والحصار وجميع المصاعب، سنتكاتف ونضمد جراح بعضنا في هذه المحنة أيضاً”.
ويشار إلى أنه ومنذ بدء الزلزال توافدت أكثر من خمسة آلاف أسرة صوب مقاطعة الشهباء، والمخيمات، في ظل الحصار المفروض على المنطقة من حكومة دمشق والتي شاركت أيضاً مع دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها في عدم تأدية واجبها تجاه أهالي المنطقة بالإضافة إلى حرمان المنكوبين من المساعدات الإنسانية.