No Result
View All Result
المشاهدات 2
روناهي/ قامشلو ـ
السِّلك والخرز، تلك الأدوات، التي تمحور حولها حلم الأربعينيّة “فرح شيخموس” لتبدع في عمل ديكورات لأدوات منزليّة وشخصيّة، بتشجيع وتدريب ابنتها، ومدُّ يد العون لها.
تقول “فرح شيخموس” صاحبة الـ 42 عاماً من مدينة قامشلو، والمعيلة لعائلة تتألَّف من شاب وبنت: “بعد وفاة زوجي منذ ما يقارب خمسةَ عشرَ عاماً، من الضَّروري أن أعتمد على نفسي في تأمين لقمة عيش، ومصاريف عائلتي”.

“ما طوَّرني الإرادة والإصرار القويان”
وأوضحت لنا خلال لقائنا معها مسيرة عملهاً: “اكتسبتُ هذه المهنة، وتعلَّمتها بمساعدة ابنتي، التي كانت منذ صغرها تميل لأعمال الخياطة، والتطريز، والنسيج، وبالأخص صناعة أدوات من الخرز، فكنت أدعمها، وأجلب لها من السوق ما تحتاجه من خرز وأسلاك، وعدة خياطة وتطريز، فكان تركيزها وميلها إلى مهنة الخرز، حيث كان لديها إرادة قوية في متابعة هذه المهنة، وأبدعت فيها، فمن خلال وقوفي معها، وملازمتها أوقات العمل، الذي نال إعجاب الجميع، أصبح لدي شغف، وحب للمهنة، وبدأت التعلُّم بمساعدتها، فبدأتُ بعمل، ونسج، وتركيب الخرز، وقد قمت بعد فترة بإنجاز رائع، وأبهرتُ ابنتي التي تدرَّبتُ على يدها، فتقاسمنا الأعمال، فكنت في ذلك الوقت أستورد أغلب أنواع الخرز ذي الماركات الجيدة من مدينة دمشق؛ لعدم توفّرها في مدينة قامشلو، ما أعاق ذلك طلب ضرائب على استيرادها، فاضطررت إلى شرائها من سوق قامشلو، ولكنها ذات جودة أقل”.
أمَّا فيما يتعلق بالًمنتوجات فهي (حقائب نسائيّة، محفظات للموبايلات، محفظات للكؤوس، محفظات لعلب المناديل)، بالإضافة لصنع كل ما يُطلَبُ منها من أدوات من قبل الزبائن، فتستعين بالإنترنت في صنع موديلات، وأنواع، ونقشات جديدة أيضاً من الخرز.
آلية العمل هي باستخدام السلك البلاستيكي، والخرز، والمتعب فيه هو التركيز الجيد في ترتيب، وعدّ الخرز بشكل تصاعدي، وتنازلي، وحفظ أعداد كل صف يتم صنعه، وترتيب تراكب ألوانه، وتوزيعها في الموديلات المختلفة.
مواكبة نهوض المرأة يحتاج للمساندة والدعم
وفيما يتعلق بمشاركة أعمالها، وما يجب إمدادها به لتطوير عملها قالت فرح: “شاركت أعمالي، ومنتوجاتي لأوَّل مرَّة في معرض الأعمال اليدوية (أحلام صغيرة)، الَّذي أُقيمَ في مجمع (ميري لاند) في مدينة قامشلو، من خلال دعوة صديقاتي اللواتي شاركن فيه بمعارض سابقة، في سبيل شهرة مهنتي، وبيع المنتوجات، حيث تتراوح أسعار منتوجاتي بين الـ 25 ألف ليرة سورية إلى 100 ألف ليرة، فأتمنَّى دعمي من قبل أي جهة ترى في عملي النجاح، في تأمين الخرز ذي الجودة العالية من مدينة دمشق مثلاً، لكي أطوِّرً عملي، وأوسِّع مشروعي، حيث أنَّني غير قادرة على تأمين تكاليف جلب هذه الأدوات المطلوبة؛ لإتمام مهنتي وتطويرها، وخاصةً في الفترة الأخيرة بعد المطالبة بضرائب، ورسومات على السلع التجارية”.
واختتمت: “المرأة عضو فعَّال جدَّاً في المجتمع، فيجب عليها إثبات نفسها في تحقيق عمل تجده مناسباً، عوضاً عن تضييع أغلب وقتها في الفراغ واللهو، فمثل هذه الأعمال بالأدوات البسيطة ليست بالمكلفة لحد كبير ولا مملّة، ولكن تحتاج إلى إرادة قويَّة وإصرار، وخاصَّةً بعد ثورة المرأة، التي شجَّعتها على كسر حاجز السلطوية، ومنعها السماح لها بممارسة الأعمال، التي تستفيد منها ضمن الأصول والشرع والقانون”.

No Result
View All Result