الشهباء/ فريدة عمر-
ناشد نائب الإدارة الذاتية لمقاطعة عفرين والشهباء، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للقيام بواجبها لإغاثة المتضررين من الأهالي في الزلزال الأخير، وخاصةً الشيخ مقصود، والشهباء، في ظل العقوبات، والحصار المفروض على المنطقة، والكوارث الأرضية.
ضرب زلزال بقوة 7.4 درجات فجر اليوم الأحد المصادف السادس من شباط، شمال كردستان وشمال ووسط سوريا، كما طال مناطق شمال وشرق لبنان، وطال معظم مناطق شرق المتوسط مخلفاً حتى الآن مئات الضحايا، ودماراً كبيراً، حيث وصلت حصيلة الضحايا، والمصابين جراء الزلزال في سوريا إلى أكثر من 870.
فيما أخذ مهجَرو عفرين مرةً أخرى، نصيبهم من الكارثة الجديدة، وكأن الموت يلاحقهم أينما اتجهوا، إن كان موتاً بالحرب، والرصاص، وطيران الاحتلال، وجوعاً بسياسة الحصار، أو كان موتاً بانهيار المباني، والكوارث الطبيعية، حيث خلَف الزلزال انهيار للمباني والمنازل في حي الشيخ مقصود، وفقدان ستة أشخاص حياتهم، والعشرات من المصابين في الشيخ مقصود والشهباء.
فواجع وكوارث والشعب يدفع الثمن
وفي هذا السياق، التقت صحيفتنا “روناهي”، نائب الإدارة الذاتية لمقاطعة عفرين والشهباء “جمال رشيد”، حيث قدَّم رشيد في مستهل حديثه التعازي لذوي الضحايا، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى، مشيراً إلى أن الشعب يدفع ثمن ما يحدث له، حتى ولو اختلفت الوسائل: “في البداية نترحم على أرواح ضحايا الزلزال، الذي حدث فجر اليوم، سواءً أكانوا في مقاطعة عفرين والشهباء، أو في شمال وشرق سوريا وسوريا عامةً، وكأن الله يبعث رسالة للمسؤولين عن هذا الشعب، بأنه قد حان وقت السلام، فقد طال سيل الدماء، وهذا الشعب دفع فاتورة ثمن كبيرة، وهذا الزلزال لم يفرِق بين معارض، أو موالٍ، وبين منطقة أو أخرى، فعندما تأتي المصائب والكوارث لا تفرق بين أحد، لذلك حان الوقت أولاً لنفتح طاولة الحوار أمام هذا الشعب”.
وتابع رشيد حديثه: “رأينا الكثير من المناطق، التي حدثت فيها الكوارث راح ضحيتها كثير من الأبرياء، ورأينا التشرد بسبب الحروب، فحدثت حالات وفاة كبيرة، فالدم السوري أينما سال على الأرض السورية نعدّه خسارة لنا، وخاصةً ضمن الظروف المعيشية الصعبة في ظل ظروف فصل الشتاء، ومعاناة البرد القارس، فمعظم البيوت، التي يسكنها الأهالي في مقاطعة الشهباء عبارة عن بيوت شبه مدمرة، وأي حدث أو زلزال كما حدث اليوم يؤثر بشكل كبير، وهناك مخاوف وقلق في حال لا سمح الله حدوث هدم للمنازل لأن عمليات الترميم وإعادة العمار لا يقوى الشعب عليها، ولم يستطع الأهالي القيام بها، ومهجرو عفرين القاطنون في المخيمات، والتي يزيد عددها عن خمس مخيمات، فحالتهم مأساوية أكثر، فعند خروج الأهالي من منازلهم إلى الشوارع بفعل الزلزال، في ظل الهطول الغزير من الأمطار، وامتلاء الشوارع بمستنقعات المياه، والطين، فصورة الأطفال وهم حفاة، ولا يملكون حتى ما يكسو جسدهم لمقاومة الأمطار، ورعبهم وخوفهم مما يحدث، زاد من شدة الألم والمعاناة، وخاصةً الأهالي الذين لا يستطيعون فعل شيء لأطفالهم، وهذه هي الطامة الكبرى التي يجب أن يهتز لها ضمير الإنسانية، وخاصةً لم تمضِ أيام على الفاجعة، التي حدثت في حي الشيخ مقصود بحلب من انهيار المبنى، الذي راح ضحيته خمس أسر، فعلى مستوى سوريا، ونتيجة حالات الحرب، التي حدثت في المناطق كلها، وخاصة مناطق مثل الشيخ مقصود، ومناطق الشهباء، وتعرضت لموجة كبيرة من القذائف، بمختلف صنوف الأسلحة والطيران، فمعظم المباني والمنازل في هذه المنطقة لا تصلح للسكن، ولا تأوي الشعب، ولكن الظروف الصعبة تجبرهم على العيش، والذي يزيد صعوبة أكثر عندما تتحول القرارات السياسية إلى قرارات اقتصادية تحاصر الشعوب، فمناطق الشهباء تفتقد أبسط مقومات الحياة، فما بالنا بزلزال مدمر قوي يضرب ديارهم، فللأسف الشديد الضمائر الإنسانية بات ميتة”.
على المنظمات الإنسانية القيام بواجبها
وناشد نائب الإدارة الذاتية لمقاطعة عفرين والشهباء، “جمال رشيد”، ضمير المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للقيام بواجبها، للحد من فواجع وكوارث إنسانية أخرى: “مرة أخرى، نترحم على جميع الضحايا، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، وأن يعم السلام والأمان على المنطقة والعالم أجمع، كما ونناشد ضمير الإنسانية والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية، أن تنظر بعين العطف والمسؤولية، والقيام بواجبها تجاه هذا الشعب، الذي يعاني الويلات، وخاصةً عند حدوث مثل هذه الكوارث، فهم لا يملكون الأدوات الكافية والمستلزمات والآليات لانتشال الجثث من تحت الأنقاض، وننادي صوت الإنسانية لإغاثة المتضررين في مناطق مقاطعة الشهباء، وعفرين، وحلب، وخاصةً في ظل الحصار الجائر، التي تفرضه الفرقة الرابعة على المنطقة، لأنه في مواجهة أي حادثة أو كارثة طبيعية، سنكون أمام كوارث إنسانية”.
والجدير ذكره، بأن العديد من المنازل تضررت في مقاطعة الشهباء، وتسبب الزلزال بإصابة ثلاثة أشخاص بينهم طفل في مقاطعة الشهباء حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
