المشاريع الزراعية التعاونية في الشهباء.. تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين الواقع الزراعي

الشهباء/ فريدة عمر –

---

 صرَّح الناطق باسم لجنة المشاريع التعاونية لعفرين والشهباء، العمل على 175 مشروعاً زراعياً تعاونياً منها 40 هكتاراً خاصاً بمشاريع المرأة، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتحسين الواقع الزراعي، في ظل ما تتعرض له المنطقة من حصار، وظروف معيشية صعبة. 

تعرف مقاطعة الشهباء بمساحات زراعية تعدّ كبيرة نوعاً ما، والتي تعد مصدر رزق لمعظم أهالي المنطقة، لكن القطاع الزراعي في مقاطعة الشهباء، يشهد صعوبات كبيرة جداً في توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي، وخاصةً موضوع البذار، والسماد والأدوية الزراعية ومادة المازوت، نتيجة الحصار المفروض على المنطقة، وإغلاق المعابر من قبل جيش حكومة دمشق؛ ما يشكل عدم توافق بين سعر المبيع وتكاليف الموسم الزراعي، بالإضافة إلى أحوال الطقس، والعوامل المناخية كل ذلك يؤثر على الإنتاج الزراعي بشكل سلبي من حيث الكم والنوع.

فيما يحرِم الاحتلال التركي ومرتزقته أهالي قرى ناحيتي شرا وشيراوا الواقعة على خطوط التماس، من جني محصولهم أو زراعة حقولهم، وحصادها، ليبقوا محرومين من مصدر رزقهم، إذ تبقى حوالي 3550 هكتاراً بلا زراعة، أو حصاد، و149 ألف شجرة دون جني محصولها، خلال الأعوام الفائتة، ويتعمَد مرتزقة جيش الاحتلال التركي استهداف كل من يقترب من أرضه تارة بقنصهم، وتارة أخرى بقصف تلك الأراضي، وإحراق المحاصيل الزراعية فيه، ناهيك عن زراعة الألغام فيها.

وللنهوض بالواقع الزراعي، ساهمت لجنة الزراعة في المنطقة، عن طريق عدة حلول بديلة ومساعدة للفلاحين لتخفيف العبء عليهم، وإمكانية تحقيق الاكتفاء، ونجاح الموسم بأقل الخسائر الممكنة للمزارع، بما فيها لجنة المشاريع التعاونية، لمساعدة الأسر والعوائل بما فيهم مهجَرو عفرين، بالإضافة إلى تحسين القطاع الزراعي.

تحسين الواقع المعيشي والزراعي

وفي ضوء ذلك، التقت صحيفتنا “روناهي”، الناطق باسم لجنة المشاريع التعاونية لعفرين والشهباء، “يحيى محمد”، حيث تطرَّق في مستهل حديثه إلى الهدف من المشاريع التعاونية وقال: “الوضع الزراعي في الشهباء، يشهد صعوبات كثيرة، والعامل الأساسي والأولي هو الحصار، الذي تفرضه حكومة دمشق، وانعدام المواد والمستلزمات الزراعية، وفي حال توفرها تكون بأسعار باهظة؛ ما يزيد معاناة المزارعين أضعافاً، بالإضافة إلى الوضع المعيشي الصعب، الذي يعيشه مهجَرو عفرين، وسكان المنطقة، لذلك ارتأينا إلى فتح المجال أمام المشاريع التعاونية لمساعدة الأهالي من جانب، وتعزيز الروح الكومينالية، وتحسين الواقع الزراعي من جانب أخر”.

ما يقارب 175 مشروعاً زراعياً تعاونياً

وتابع محمد حديثه، موضحاً أكثر عن كيفية عمل اللجنة في القسم الزراعي من المشاريع التعاونية: “في البداية تم العمل بالتعاون مع الكومينات، والمجالس، للتعريف بأهمية المشاريع التعاونية بين الأهالي، وبالتنسيق مع لجنة الزراعة، وهيئة الاقتصاد، فقد تم تخصيص 2100 هكتار خاص بالمشاريع التعاونية الزراعية، حيث يوجد في القسم الزراعي، زراعة بعلية ومروية، وقسم للثروة الشجرية، أي الكروم، التي تحوي أشجار الزيتون، اللوز والفستق الحلبي، وعن طريق الكومينات، ولجنة المشاريع التعاونية في نواحي المقاطعة كلها، بدأنا العمل في المشاريع التعاونية على الشكل التالي، توزيع كل أرض على خمس إلى إحدى عشرة  أسرة حسب المساحة، ولكل أسرة هكتار إلى هكتار ونصف، وبحيث تم التوزيع لحد اللحظة على 1700 هكتار على 1300 عائلة، ووصلت إلى 175 مشروعاً تعاونياً، وتم توزيع حوالي 200 طن من بذار/ القمح، والشعير، والسلى، والجلبان، والعدس، والكمون، والكزبرة، وحبة البركة، بالإضافة إلى ما يقارب 40 طن سماد، كما تم تخصيص ما يقرب من 40 هكتاراً لمشاريع خاصة بالمرأة”.

واختتم الناطق باسم لجنة المشاريع التعاونية لعفرين والشهباء، “يحيى محمد” حديثه، مؤكداً على الاستمرار في دعم هذه المشاريع: “هذه المشاريع لاقت قبولاً ملحوظاً من قبل الأهالي، في خطوة لتحقيق دخلهم بالإضافة إلى التعاون لتعزيز وتحسين الواقع الزراعي، حاولنا قدر الإمكان جعل أكبر قدر ممكن من الأهالي للاستفادة منها، ولدينا برنامج ومشاريع للزراعة الربيعية والصيفية أيضاً، ولنتمكن من إمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي، في ظل الحصار الخانق والظروف المعيشية الصعبة، التي تتعرض لها المنطقة”.

والجدير ذكره، يوجد ثلاثة أقسام للمشاريع التعاونية، وهي زراعية، صناعية، وقسم للثروة الحيوانية، وتتم المحاولة لتوزيعها على أكبر عدد ممكن، للاستفادة منها.