قامشلو/ دعاء يوسف –
ارتفاع متواصل لأسعار اللحوم، التي جعلت المواطنين يعيشون بين الرجاء والتأمل لها، فأصحاب الدخل المحدود باتوا لا يكترثون لوجودها بين موائدهم، فهمهم الوحيد هو تأمين للحاجة الضرورية منها، ومع الارتفاع المتواصل لسعر لحم الفروج يلجأ المواطنون إلى ساحة خلف كراج نوروز في قامشلو! علهم يجدون ضالتهم المفقودة للحصول على لحم طيور أقل سعرا، فهل وجدوا الحل؟
أصبح المواطن السوري لاهثا وراء تأمين الحاجات الضرورية، فلم يعد يكترث لجودة الحاجة أم لأهميتها بقدر ما يهمه كيفية تأمينها، في ظل السعر المتزايد لقيمة الدولار، التي ألهبت أسعار البضائع، وهذه حاله في مناطق سوريا عامة دون استثناء، وهذا الواقع المادي الصعب، الذي يحياه المواطن يوما بعد يوم؛ جعله يستغني عن كثير مما هو مطلوب في استمرار عيشه، حتى صار منتقيا لأرخص أنواع السلع، أما اللحوم بأنواعها كافة فقد أصبح يهمه منظرها عن بعد، وارتفاع الدولار المتواتر جعل التاجر يحتكر السلعة، أو يرفع سعرها دون رقيب أو حسيب.
أما فيما يتعلق بلحم الدواجن، الذي تجاوز سعر الكيلو الواحد عشرة آلاف ليرة سورية، فقد تجنب المواطن السوري شراءه، لأن ذلك يفقد نصف مرتبه الشهري في وجبة واحدة منه، وهذا يثقل كاهل أصحاب الدخل المحدود.
رواج سوق الطيور الأهلية
مع ارتفاع الأسعار، ومحدودية الدخل الضعيف، أصبح “سوق الطيور” في مدينة قامشلو ملجأً للمواطنين إثر الغلاء الكبير لأسعار اللحوم بمختلف أنواعها، وقد قامت صحيفتنا “روناهي” بجولة في هذا السوق؛ لرصد حركة المواطنين في البيع والشراء والوقوف عند أسباب رواج هذه السوق.
وفي هذا السياق التقينا المواطن “بلال حاج محمد“: “أسعار الفروج في هذا الوقت مرتفعة جداً، ولم يعد بمقدورنا شراءه، فأتردد كل حين إلى هذه السوق؛ لأشتري حاجتي من طيور “الوز والبط، والدجاج” لعائلتي وأقاربي أيضاً، فالأسعار هنا أقل مما يعرضه بائعو الفروج، فالنوع هنا أجود وبأسعار مقبولة عند غالبية المواطنين، ولأن ما يباع هنا لا نجده في محلات بيع الفروج”.
وقد أكد جودة نوعية دجاج الأهالي عما تنتجه المداجن: “لحم البلدي يختلف اختلافا كبيرا عن لحم دجاج المداجن، فهو مفيد وغني بالفيتامينات، وله الكثير من الفوائد، بعكس فروج المداجن الذي يباع بالمحلات، فهو مليء بالهرمونات، وفائدته قليلة، وأسعاره غالية”.
ونوه حاج محمد إلى أن الدولار يتحكم بالأسواق والمواد الغذائية، وتابع: “مع ارتفاع الدولار لم يعد بمقدور المواطن شراء مستلزماته، فأصبح اللحم عدو المائدة، لا نستطيع تأمينه سوى مرة واحدة في الشهر”.
واختتم المواطن “بلال حاج محمد” حديثه متمنياً: “أن تعود الأسعار كما كانت، وأن تراقب الجهات المعنية أسعار السوق، فالكل هدفه الربح فقط بعيدا عن مصلحة المواطنين، ونحن أصحاب الدخل المحدود أكثر الذين يعانون من تلاعب الكبار بالدولار، وهذا السوق “سوق الطيور” يفتح يوم الجمعة من كل الأسبوع، وتتم حركة الشراء والبيع من البائع إلى المستهلك مباشرة؛ لذلك تكون أسعاره أقل بكثير”.
“أسعارها مقبولة وتختلف عن المحلات التجارية”
والتقينا أيضاً البائع “عباس خميس” نازح من مدينة حلب، والذي حدثنا قائلاً: “إني أعمل بتربية الطيور، كالوز والبط، وفي بعض الأحيان أشتريها من أحد الباعة، لبيعها في سوق الجمعة “سوق الطيور”، ومثلي الكثيرون اتخذوها باب رزق، فهي تساعد في سد بعض الاحتياجات المادية في ظل الغلاء والظروف الصعبة، فها أنا ارتاد السوق منذ سنوات إلا أن إقبال الأهالي هذا الأسبوع أقل من الأسبوع السابق، بسبب ارتفاع أسعار الدواجن، ومع هذا تبقى أسعار ما نبيع أرخص من أسعار المحلات”.
والتقينا البائع “عبد الغفور العيسى” الذي يقدم على السوق منذ ساعات الصباح الباكر، ليبيع ما يحمل من “بط، ووز، وديك رومي، ودجاج”، والذي حدثنا عن أسعار السوق مقارنةً مع المحلات التجارية: “تختلف أسعار الطيور المنزلية، كالدجاج الذي يصل سعره من ١٥ إلى ٣٠ ألف ليرة سورية حسب وزنه، كما يعدّ البط والوز من الحيوانات، التي يرغب الناس بشرائها لكثرة لحمها، ورخص سعرها، حيث تصل أسعارها من ١٨ إلى 25 ألف ليرة، وتوزن أكثر من أربعة كيلو غرامات”.
وتابع العيسى: “بسبب اختلاف الأسعار، يتفاوت إقبال الأهالي أيضاً على الشراء، إلا أن كثيراً من الناس تفضل لحم الوز، والبط على اللحوم الأخرى، فيأتي الأهالي كل أسبوع لأجل للشراء، ومع ارتفاع أسعار الفروج أصبح الأهالي يقبلون أكثر على شرائه من السوق فأسعاره تبقى أرخص، وليس كل ما يباع هنا للذبح، لأنه يوجد اشخاص تقوم بشراء الطيور لتربيتها، أو من أجل فتح مداجن”.
