قامشلو/ سيدار رشيد ـ
أصبحت الهواتف المحمولة بمختلف فئاتها والأجهزة اللوحية، جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، ويقضي الكثيرون منا أوقاتاً طويلة أمام شاشاتها، ولم يكن الأطفال، والمراهقين ببعيدين عن هذا الأمر.
أصبحت رؤية طفل دون الخامسة، وهو يلهو بأحد هذه الهواتف أمراً غير مستغرب؛ بل إن بعض الأمهات يلجأن إلى إلهاء أطفالهنّ الرُّضَّع بهذا الجهاز السحري، حيث ألقى هذا الأمر بتداعيات عدة على الأطفال، فإضافةً إلى الأضرار الجسدية، التي يصابون بها، والتي تظهر أعراضها على البعض منهم، وتبدأ بأضرار للعين والعظام، هناك أضرار نفسية وسلوكية أيضاً، ربما لن تظهر أعراضها بشكل كبير أو في وقت قريب.
ففي الأمس، كان الأطفال يستمتعون بتقليب صفحات الكتب المليئة بالصور الملوَّنة، والاستماع بشغف إلى حكايات الأمهات، والجدات، أما اليوم فقد أصبح الأطفال ينقرون على شاشات الهاتف المحمول، ويمضون الساعات في صحبتها، لا شك أنه تطور تكنولوجي، لكن الأطباء، الذين يتابعون صحة الطفل، يؤكدون، أنه يشكل ناقوس خطرٍ على صحتهم، والآباء في حالة من القلق والغضب، تخوفاً من تأثير ذلك على أطفالهم جسدياً ونفسياً، وفي دراستهم وعلاقاتهم الاجتماعية أيضاً.
قلق الأهالي من استخدام الأطفال للهواتف المحمولة
يعاني الكثير من الآباء والأمهات بقضاء الأطفال المزيد من الوقت أمام شاشة الموبايل، أو الكمبيوتر، ما يطرح في أذهانهم العديد من التساؤلات عن تأثير هذه الأجهزة على أطفالهم، وحول ذلك التقت صحيفتنا “روناهي” المواطنة “رشا علي” البالغة من العمر 27 عاماً، وهي أم لطفلتين، والتي حدثتنا حول خطورة الهواتف المحمولة على صحة الأطفال: “إن الهواتف المحمولة لها تأثيرات سلبية، وخطيرة على صحة أطفالنا الجسدية والنفسية، وقد تكون أحد الأسباب الرئيسية وراء إصابة الأطفال بالتوحد، وصعوبات في التعلم، وقلة الحركة والنشاط، وربما يتفاقم الأمر بأن يُصاب الطفل بنوبات الصرع”. وأضافت رشا: “كما أن الاستهلاك المفرط للهاتف المحمول لدى الأطفال، يبطئ تطور اللغة، وله صلة كذلك باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط”.
وبدوره قال “محمد العيسى” وهو أبٌ لطفلين، والبالغ من العمر 40 عاماً: “يعاني الأطفال، والمراهقون حالةً فوضى، بسبب اتصالهم الدائم والمستمر بالهواتف المحمولة، فأصبحت تقريباً النوع الوحيد، الذي من خلاله يتصلون بالعالم الخارجي”.
مضيفاً: “هناك مخاطر عديدة ناتجة من كثرة استخدام الهواتف المحمولة، ولاسيما على الأطفال والمراهقين”، وقد أعرب عن قلقه حيال استخدام الأطفال المفرط للهواتف المحمولة، وتأثيره السلبي على صحتهم ومستقبلهم، حيث إنه سبب الكثير من المشكلات النفسية، مثل الاكتئاب، والتوحد، والشك بالنفس، وربما تودي إلى انتحار بعض المراهقين جراء ذلك.