سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أحمد أبو خليل القباني

رائد المسرح الغنائي والموشحات ورقص السماح

أحمد ديبو

مرّت قبل أيام الذكرى العشرون بعد المائة، لرحيل الشيخ أحمد أبي خليل القباني، الذي ولد في دمشق لأسرة عريقة عام (1833 / 1903).

أبو خليل القباني كان فناناً شاملاً، وهو الذي أطلق المسرح الغنائي العربي، وكتب المسرحيات الغنائية، ولحّن نصوصها، وضمّنها ألحانه، من الموشحات، والأغاني الشعبية، وكان أوّل من عبّر عن الأغاني بالحركة، ورقص السماح.

في البدء تتلمذ على يد علي حبيب (الكراكوزاتي)، حيث أتقن في فترة وجيزة ما كان يحفظه من أصول الموسيقا. ذهب بعد ذلك إلى حلب، “بلد الفن”، كي يعبَّ من العلوم الموسيقية المتأصّلة فيها، وتعرّف فيها على الشيخ “أحمد عقيل” معلّم الغناء الأوّل؛ فأخذ عنه أصول الصنعة الموسيقية، وأيضاً تعرّف على الشيخ “صالح الجذبة”، أستاذ رقص السماح، الذي أتاح له التعرّف على هذا الرقص الخاص، الذي يصوّر عبر الحركة، ألحان الموشحات وإيقاعاتها المتنوعة. وبذلك تسنى له حفظ الإيقاعات، والمقامات الموسيقية، ووصلات الموشحات. لكن؛ (الأركوزاتي)، بقي في رأسه على شكل تساؤل: لماذا لا أستطيع أن أقدم شخوصاً حقيقية بدلاً من خيال الظل؟ … ألا يمكن أن تكون فرقة موسيقية حقيقية، ومنشدون، وراقصو سماح يتواجدون على الخشبة في الوقت نفسه؟ .

هكذا بدأ القباني يدرس الأدوات اللازمة لعالمه الجديد، فدرس الأدب العربي، بل درس أيضاً اللغتين، التركية، والفارسية، في محاولة منه واضحة لضمان اتساع أفقه، وتنويع أدواته.

جاءت أولى المحاولات في تشابك أدواته الفنية، عندما كتب أولى مسرحياته (ناكر جميل)، فروت الحكاية والعبرة منها، وشكّل فرقة لتمثيلها وتقديم الأغاني والموشحات فيها.

لقد تشكّل لديه المحرّض الحقيقي؛ لكي يدخل عالم التلحين، مستغلاً معرفته بأصول الموسيقا من جهة، والأدب والشعر من جهة ثانية.

كان هذا الجهد كله يحتاج إلى تمويل؛ كي يُبصر النور، والناس لا تدفع مقابل حضورها المسرحية، إذ كان سماع الغناء في مواقعه التقليدية كالتكايا، وسهرات الأفراح مجانياً تماماً.

جاءت الفرصة عندما عيّن “مدحت باشا”، والياً على دمشق عام 1880، وكان منفتحا، وله ميول فكرية تؤيد ما ينهض بالحالة الاجتماعية كله، ويدفعها قدما، وكان يريد تقليد ما فعله “علي باشا ” في مصر.

وهكذا ساهم في تمويل نشاط القباني، وساهم أبو خليل نفسه في التمويل أيضاً، فباع قطعة أرض له في إحدى ضواحي دمشق؛ لكي يكمل التمويل.

ظنَّ الجميع أن الأحلام بدأت تتحقق، لكن مشكلة كبيرة اعترضتهم، تجسّدت في امتناع الشابات عن الدخول في فرقته؛ ما استلزم منه أن يجعل بعض الشبان؛ كي يقوموا بأدوار نسائية، وهذا أدخله إلى عالم “الماكياج”، لتقريب ملامح (الشاب الممثل)، من ملامح شكل الفتاة، التي تؤدي دور الأميرة بشكل مقنع.

حَرقُ مسرحه في دمشق

لم يخطر ببال القباني، أن هذا الحل سيكون الثغرة، التي سينفذ منها أعداؤه المتعصبون دينياً؛ لكي يقضوا على تجربة مسرحه في دمشق.

وبالفعل سارعوا للتدخل لدى الوالي “مدحت باشا” لإنهاء هذه (المذلّة)، لكن محاولتهم لم تلق بالاً لديه، فهو كان يدرك أهمية دور أبي خليل، في تغيير الواقع الاجتماعي السائد. إلا أن نقله من ولاية “دمشق” إلى ولاية “الطائف” عام 1883، من قبل السلطنة العثمانية، التي لم ترض عن توجهاته في تحريك الساكن الاجتماعي.. فانكشف ظهر أبي خليل القباني أمام أعدائه الغلاة، إذ سارعوا على إبراز فرمان سلطاني بوقف مسرحه، وكان التنفيذ أقسى، فأحرقوا مسرحه، وأجهضت مدرسة فنية رائدة ومتكاملة في سوريا.

الهجرة إلى مصر

اتجه القباني إلى “الإسكندرية” في مصر، حيث كانت البيئة الفكرية هناك عطشى لكل فن جديد، واستقبلوه هو وفرقته كاملة من موسيقيين، ومنشدين، وراقصي سماح، وممثلين، بما يليق بهم من حفاوة واحترام. وكتبت جريدة الأهرام؛ تدعو الجمهور لحضور مسرحه في أولى رواياته الممسرحة “أنس الجليس”.

في الإسكندرية، ألّف خمساً وثلاثين مسرحية غنائية، مستوحاة في عمومها من السيَر الشعبية القديمة: كقصة عنترة، وقصص ألف ليلة وليلة، ومجنون ليلى، إضافة إلى نصوص معرَّبة مثل روايتي: الخل الوفي، وعايدة. ولقد كان للوقت بين فصول مسرحياته، دور كبير في تقديم بعض الأغاني، والموشحات، من ألحانه بصوت الساحر “عبده الحمولي”.

انتقل أبو خليل بعد ذلك إلى القاهرة، وهناك انضم إلى فرقته أهم مطربي مصر، كـ “سلامة حجازي” وغيره.

قدّم أولى مسرحياته بالقاهرة “الحاكم بأمر الله”، على مسرح “دار الأوبرا”، بأمر من الخديوي توفيق، ومجاناً لمدة سنة، ولقد كانت هذه الفترة حافلة بتلحين الموشحات، والتي من بينها موشحه الخالد:

برزت شمس الكمال

من سن ذات الخمار

وعُدّ هذا الموشح في رأس قائمة الموشحات من مقام “الحجاز” على مرّ العصور، تتابعت نجاحات القباني في القاهرة، فأنشأ مسرحه الخاص، حيث استمر على هذه الحال مدة سبعة عشر عاماً، وكان بين فينة وأخرى يشده الشوق إلى ربوع الوطن، فيلحن، وينظم شوقه إلى دمشق، وإلى غوطتها بألحان خالدة: مثل “يا مال الشام”، و”يا مسعدك صبحية”، و”يا طيرة طيري يا حمامة”… الخ.

وأيضاً له موشحات رائعة لم تزل تطربنا اليوم مثل: “يا غصن نقا مكللاً بالذهب”، و”بالذي أسكر” (غنتهما فيروز).

والحقيقة أن هذه الموشحات الخالدة، كانت تكفي وحدها أن تشهد على عبقريته الموسيقية، وتكفل له الخلود في سجل رواد الموسيقا العربية.

في هذه الفترة تسنى له الذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بدعوى من السلطنة العثمانية، التي كانت بحاجة لإظهار أنها “سلطنة متحضرة”، فاستعانت بأبي خليل كونه خير تمثيل لذلك، وبالفعل سافر القباني مع فرقته المسرحية والموسيقية إلى شيكاغو، وعرض مسرحياته هناك، فحازت على استحسان النقاد، وكان أبرزهم “بيتسبيرغ” الذي قدّم وصفاً جيداً غير مسبوق للفرجة المسرحية القبانية، فوصفها، إنها مسرحيات مليئة بالحركة، والكوميديا، وإنها اعتمدت على الترميز، والاختزال، وكسر للجدار الرابع بين الخشبة والجمهور، وذلك وفق قوانين “العلبة الإيطالية”.

وبهذا يكون أبو خليل القباني، أوّل مسرحي عربي يعبر المحيط الأطلسي؛ كي يقدّم هناك مسرحياته الغنائية وعروضه، التي استمرت ستة أشهر.

الحَرقُ الثاني في مصر

كشّر الحساد عن أنيابهم؛ بسبب نجاحاته المتوالية، ولتزايد أعداد جماهيره، التي واظبت على حضور مسرحه، فاستغلوا جولته في مدن مصر يقدم فيها “رواياته الغنائية”، فأحرقوا مسرحه في القاهرة، لتكون الضربة القاصمة له، إذ لم يستطع القباني تحملّها، فقفل عائداً إلى دمشق، ليقضي فيها حياته في عام 1903، عن عمرٍ ناهز السبعين عاماً، قضاها في خدمة الفن، والموسيقا، والمسرح الغنائي، وتطوير رقص السماح.

وتكريماً له؛ أطلق اسمه على أحد أهم الشوارع في الإسكندرية، اعترافاً له بفضله على مسيرة المدينة الفنية.

توفي القباني، وحفظ له التاريخ دوره الرائد في المسرح الغنائي، ولكنه أهمله كموسيقي مبدع، لحّن عشرات الموشحات الجميلة، والأغاني الشعبية، التي لم تزل تملأ أسماعنا، وتطربنا حتى اليوم.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle